يعتبر الشاعر أحمد العدواني - يرحمه الله - أحد أهم الشعراء الكويتيين المعاصرين، بل انه احد المفكرين المهمين ولم ينل ما يستحقه من مكانة عربيا وهذا ديدن المفكرين الخليجيين بشكل عام فالشاعر العدواني ولد في العشرينات وتوفي قبيل الاحتلال بشهرين تقريبا في عام 1990، وهو شاعر مبدع ترجمت بعض قصائده الى بعض اللغات العالمية كما انه على علاقة وطيدة مع الكثير من الشعراء العرب وفي مقدمهم الشاعر نزار قباني وآخرون. وكان للشاعر العدواني بعض الاغنيات الراقية التي كتبها باللغة العربية الفصحى والتي قام بغنائها مطرب الكويت الاول شادي الخليج فشكلا مع الملحن أحمد باقر ثلاثيا فنيا راقيا قدم الاغاني الراقية مثل أغنية «لي خليل حسين» و«هولو»، اضافة الى اغنيات اخرى مثل «يا كاعب الحسناء» التي غنتها الفنانة بديعة صادق وهي من ألحان الفنان الراحل أحمد الزنجباري. ولا ننسى اغنية يا دارنا التي لحنها رياض السنباطي وغنتها الفنانة ام كلثوم واغنية «يا ساحل الفنطاس» التي غناها الفنان عبد الحليم حافظ وأغنية «يا ساحل الفنطاس» التي غتنها الفنانة نجاة الصغيرة ومن المؤسف ان الجيل الجديد لا يعرف الكثير عن مثقفي الكويت ومن يعرف لا يعرف إلا القليل جدا، فقد لاحظت وانا اتحدث عن ابنائها الذين اعمارهم اقل من 30 عاما انهم لا يعرفون الشاعر احمد العدواني ومن يعرفه لا يعرف الا انه كتب النشيد الوطني فقط، وتلك مشكلة كبيرة لذا لا بد ان تتم عملية تدريس الثقافة الكويتية في التعليم العام عندنا ولتكن مادة رئيسة يتعلم خلالها الطالب اهم الاسماء الثقافية في الكويت واهم المؤسسات الثقافية ولا بأس في ان تكون هناك زيارات للطلبة لبعض تلك المؤسسات التي تعنى بالثقافة وفي مقدمتها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، والذي كان الشاعر أحمد العدواني أول وأفضل أمين عام له لانه كان يتبع سياسة الباب المفتوح كما انه يتعامل مع كل الادباء والفنانين التشكيليين بمعيار واحد، وكيف ننسى الاسابيع الثقافية التي كان ينظمها المجلس في بعض العواصم الثقافية وكان يترأس الوفد الكويتي، الذي كان يضم كوكبة من المثقفين الكويتيين الذين كانوا يعملون بالمجلس في تلك الفترة الذهبية للثقافة الكويتية امثال الدكتور خليفة الوقيان وعبد العزيز السريع وسليمان العسكري وهاشم السبتي واخرين. ولم يكن العدواني مجرد مثقف يدير مؤسسة ثقافية بل كان شاعرا مبدعا وكان مثقفا مميزا عمل على تطوير المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب منذ تأسيسه في منتصف السبعينات، وهي الفترة الاصعب كون التأسيس السليم هو العملية الاكثر صعوبة فكانت هناك المشاريع الثقافية داخل وخارج الكويت مثل معرض الكتاب العربي والمهرجانات ومعارض الفن التشكيلي ناهيك عن المطبوعات الفكرية الثرية، مثل سلسلتي الثقافة العالمية وعالم المعرفة، والتي كانت مسرحا لابداعات المثقفين العرب اضافة الى ترجمات الفكر الانساني في شتى علوم المعرفة. وما اعرفه ان هناك مدرسة تحمل اسمه، وان هناك قاعة للفنون التشكيلية تحمل اسمه ايضا ولكن هذا لا يكفي فهو يستحق اكثر من ذلك كثيرا واتمنى ان من المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ان يقوم بوضع خطة مستقبلية لانتاج افلام وثائقية عن مبدعي الكويت، ويتم بثها في تلفزيون الكويت والقنوات الخاصة اضافة الى تقديم تلك الافلام كهدية الى بقية القنوات العربية عبر من يشغل منصب الملحق الثقافي او الملحق الاعلامي في سفارات دولة الكويت المنتشرة في كل الدول العربية ، وأتمنى ان يجد هذا الاقتراح آذانا صاغية من قبل المسؤولين وان تكون الحلقة الاولى عن الشاعر أحمد العدواني الذي يستحق منا الكثير، وهناك الكثير من الامور التي قدمها العدواني ولا يعرفها الكثير من الناس في الكويت. * كاتب وفنان تشكيلي كويتي
مشاركة :