العمال في قطر عبيد يبنون أضرحة لا ملاعب

  • 10/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: عمار عوض سلطت صحيفة الإندبندنت البريطانية الضوء على الواقع المأساوي للعمال في ملاعب كرة القدم في قطر. وقالت في تقرير مطول بالصور إن العمالة الغالب عليها من دول جنوب وشرقي آسيا يتم تزيين العمل لها في هذه الملاعب بإغراء الراتب، ولكن عند وصولهم تتحول حياتهم إلى مأساة تدريجيا، فبدلاً من الراتب الموعود 400 دولار يصبح في الواقع 200 دولار، كما تتم مصادرة جواز السفر حتى لا يتمكن أي واحد منهم من مغادرة البلاد. وقالت الصحيفة «وهكذا فجأة، تجد نفسك وقعت في عالم محير من الاستغلال وساعات طويلة من العمل تصل إلى اثنتي عشرة ساعة في اليوم، مع ستة أيام في الأسبوع. وفي الليل، تنام على سرير قذر بطابقين. واذا حصلت على أجرك المحدد في الوقت المحدد فأنت محظوظ جدا»، مشيرة إلى أن هناك بعض العمال المهاجرين الآخرين في أحد المخيمات المؤقتة العديدة المنتشرة حول ضواحي الدوحة، تجد من بينهم من ينتظر رواتب معلقة لمدة سنتين أو ثلاثة أو حتى ستة أشهر.ويكشف تقرير الصحيفة أن العمال محرومون من الوصول إلى بعض مراكز التسوق والترفيه، حيث تتم مجابهتهم بأن هذه الاماكن مخصصة للأسر فقط. وتقول الصحيفة «إذا حاولت القيام بزيارة مركز للتسوق، فإن حارس أمن صارم القسمات سيقول لك هذه هي «منطقة الأسرة» ويرافقك إلى خارج المبنى. ويضيف تقرير الصحيفة «حقاً، أنت لست موظفاً على الإطلاق، أنت لا تبني ملعب كرة قدم. ولكنك تبني ضريحاً» في إشارة إلى العمال الذين يموتون بأعداد كبيرة أثناء بناء الملاعب الضخمة في الدوحة استعدادا لمونديال 2022.ويقول تقرير الصحيفة في الأسبوع الماضي، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرها الأخير عن أوضاع العمال المهاجرين في قطر. ووجدت أن اللوائح التي تهدف إلى حماية العمال من الحرارة والرطوبة لا تزال غير كافية: وجدت المنظمة أن المئات من العمال المهاجرين يسقطون قتلى في مشاريع البناء كل عام، ولكن من الصعب التأكد من عددهم وكيف يموتون بالضبط، لأن قطر لم تخبرنا. وعادة ما تعطى الوفيات القليلة التي يتم حسابها رسميا وصفا مبهما بشكل ملائم مثل أسباب غير معروفة أو أسباب طبيعية أو سكتة قلبية، مما يعطي الانطباع بأنها مجرد جزء من دائرة الحياة الطبيعية. ولفت تقرير الصحيفة أن أحد الأسباب لعدم وضوح الرؤية تجاه الضحايا هو أنه من المستحيل الوصول اليهم، ففي مارس الماضي زار وفد من الأمم المتحدة قطر للتحقيق في ظروف العمل، وتحدثوا إلى عامل بناء نيبالي كان صريحا جدا وجرى إعفاؤه من عمله لذا يحجم العمال عن الحديث إلى المنظمات الدولية خوفاً من نفس المصير أو السجن.

مشاركة :