نشر المحلل العسكري الأميركي ويليام هارتنج تقريره الذي طال انتظاره عن الحرب الإماراتية المخربة في اليمن، وقال إن التقارير الأممية تركز على الدمار الذي تسببه السعودية هناك بسبب قيادتها للتحالف، لكن الإمارات لها دور كبير في قتل المدنيين بحروبها الجوية والبرية، وتورطها في التعذيب والحصار البحري لشعب اليمن.وأضاف التقرير الذي نشر على موقع «مركز السياسة الدولية» أن الولايات المتحدة بصفتها المورد الرئيسي للأسلحة واللوجستيات والتزود بالوقود وتقديم التدريب للجيش الإماراتي، فإنها تتحمل بعض المسؤولية عن الجرائم التي ترتكبها أبوظبي في اليمن. وأشار التقرير إلى أن القوات الإماراتية تدرب وتسلح وتقود ميلشيات تقاتل على جبهتين في اليمن، مضيفاً أن هناك تقارير تشير إلى تورط أبوظبي وحلفائها في أعمال متطرفة، كالتعذيب عبر شبكة سجون سرية بجنوب اليمن، وهو أمر دفع وزارة الدفاع الأميركية لفتح تحقيق عما إذا كانت بعض القوات الأميركية قد تواطأت مع الإمارات في مثل هذه الأنشطة. وقال هارتنج إن السعودية لا شك أنها تستعمل أسلحة أميركية فتاكة لشن حرب جوية مدمرة في اليمن، لكن الدور العسكري الإماراتي المتزايد هناك وفي الشرق الأوسط يحتاج نظرة عن كثب. وتناول الكاتب أن الميلشيات المدعومة إماراتياً في اليمن تورطت في انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب. وأضاف أن دور الإمارات في اليمن جلب عليها انتقادات، خاصة بعد تحقيق في يونيو الماضي لوكالة أسوشيتدبرس أشارت فيه إلى أن القوات الإماراتية والميليشيات التابعة لها تدير شبكة سجون سرية في جنوب البلاد، تحتجز فيها مشتبهاً بهم، وتعرضهم لتعذيب مفرط. وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن جنوداً أميركيين شاركوا في استجواب المشتبه بهم في اليمن، ما دعا رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأميركي جون ماكين إلى دعوة وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى التحقيق في الأمر. وأشار ويليام هارتنج إلى أن تحالفاً من عدة منظمات حقوقية تشمل «هيومان رايتس فرست»، و»هيومان رايتس ووتش»، واللجنة الدينية الوطنية ضد التعذيب، والاتحاد الأميركي للحريات المدنية، ومركز ضحايا التعذيب، هذا التحالف دعا إدارة ترمب إلى الشروع في فتح تحقيق في مزاعم التعذيب التي ارتكبتها الإمارات وحلفاؤها في اليمن، وإتاحة نتائج هذا التحقيق للعلن. ويشرح الكاتب أن الدور الأهم الذي تلعبه الإمارات في حرب اليمن المدمرة هو تدريبها لميلشيات محلية، ونقل عن بيتر سالزبيري من معهد تشاتام هاوس البريطاني قوله إن ثمة تعاوناً بين القوات الخاصة الأميركية ونظيرتها الإماراتية، التي دربت أكثر من 25 ألفاً من أفراد ميلشيات يمنية في الجنوب لتعمل في محافظتي حضرموت وعدن. المثير في الأمر، حسبما يقول الكاتب، هو أن هذه الميلشيات المفترض أنها تبع الجيش اليمني لا تعمل وفق سلسلة قيادة الجيش اليمني بل تأخذ تعليمات مباشرة من الإمارات. ليس هذا فقط، بل أضاف الكاتب أن أبوظبي سهلت تورط دول أخرى وجيوش مرتزقة في الصراع اليمني، فقد أمدت أبوظبي ما يزيد عن ألف جندي سوداني بالتمويل والمعدات ليحاربوا في اليمن، ومن بين هؤلاء الجنود السودانيين أعضاء في ميليشيات الجنجاويد التي تخضع لعقوبات أميركية تحت طائلة انتهاكات حقوق الإنسان. وتابع الكاتب أن الإمارات قيل إنها تعمل مع شركات أمن خاصة لتجنيد وتدريب مرتزقة من كولومبيا وتشيلي ودول لاتينية أخرى لنشرها في اليمن ضمن التحالف السعودي. وتحدث الكاتب أيضاً عن الدور الإماراتي المعوق في منع وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، عبر فرض البحرية الإماراتية حصاراً حول سواحل اليمن يمنع وصول الدواء والغذاء والماء النظيف، ما أدى إلى تفشي وباء الكوليرا. وأشار الكاتب إلى أن الإمارات تستعرض قوتها ليس في اليمن فحسب، بل في مناطق أخرى عن طريق إقامة منشأة عسكرية في إريتريا استخدمت لنشر القوات السودانية في اليمن، كما وقعت أبوظبي اتفاقاً مع إقليم صومال لاند الانفصالي لفتح قاعدة إماراتية هناك. وذكر التقرير عن مزاعم الإمارات بأنها تبني هذه القوة العسكرية لعمل توازن ضد إيران، إلا أن أفعال الإمارات لا تتسق وهذا الهدف، بل تعمل ضد هذا الهدف، فعلى سبيل المثال، وفيما ينظر إلى التدخل العسكري في اليمن على أنه رد فعل ضد التدخل الإيراني، فإن معظم الخبراء يشيرون إلى أن الحوثيين ليس لهم علاقة بإيران، بل له مظالم طويلة الأمد، وهو ما يؤكده توماس جونيوا خبير الشأن الإيراني، الذي أشار إلى أن دعم طهران للحوثيين محدود، كما أن نفوذها في اليمن هامشي، ولن يكون هناك دقة إذا ما زعمنا أن الحوثيين هم وكلاء لإيران في اليمن. واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن الدور الإماراتي في حرب اليمن حيث تفشي الجوع والكوليرا هو دور مزعج، خاصة أن الحصار البحري الإماراتي هو المسبب الرئيسي للموقف الإنساني المتاقم، وبسبب القصف المستمر للبنية التحتية المدنية.;
مشاركة :