على خطى السياسات الإسرائيلية والإيرانية في التعامل مع الأزمات، تسعى دوحة الإرهاب في سبيل استهلاك المزيد من الوقت والمماطلة في مسألة الاستجابة للشروط والمطالب التي وضعتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ظنًّا منها أن تلك المماطلة تمنحها فرصة أكبر للتلاعب بالأزمة وحشد الرأي العام العالمي لصالحها باستخدام آلاتها الإعلامية والسياسية والدبلوماسية وشبكة المصالح الاقتصادية المرتبطة بها، من دون أن تدرك حقيقة أن سياساتها صارت مفضوحة ومكشوفة أكثر من أي وقت مضى أمام العالم بأسره، في خط متوازٍ مع موقف قوي لا يقبل المساومة تتخذه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. السلطات القطرية التي تستعير الأصابع الإيرانية والإسرائيلية في التعاطي مع الأزمة الراهنة تدير ظهرها لحقيقة الخسائر الاقتصادية التي تتعمق يومًا تلو الآخر وتسفر عن أزمات طاحنة لا فكاك منها إلا بالعدول عن السياسات العدائية التي تنتهجها قطر في المنطقة وأن توقف دعمها وتمويلها ورعايتها للإرهاب. ووفق ما يؤكده محللون فإن الدوحة تحاول الرهان على عدد من السيناريوهات، من بينها أن تمارس دول كبرى ضغوطًا على الدول الأربع لرفع المقاطعة والبدء في عملية التفاوض، ذلك رغم صلابة وقوة الموقف وتأكيدات الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب على تمسكها بمواقفها ومطالبها. مراوغات قطرية وتدرك الدول الداعية لمكافحة الإرهاب حقيقة تلك المراوغات القطرية والحيل البائسة التي يلجأ إليها الجانب القطري، وهي ماضية في سبيل مواصلة ما بدأته، وفق ما يؤكده الأمين العام المساعد للبرلمان العربي سابقًا السفير طلعت حامد، والذي يعتقد بأن النهج القطري منذ بداية الأزمة واضح، فالدوحة تلعب على استهلاك الوقت، وتستخدم في ذلك نفس «الأسلوب الإسرائيلي» في التفاوض، وهو ما يؤدي إلى دائرة مفرغة لا نهاية لها، والهدف القطري من عملية استنزاف الوقت تلك هو إعطاء فرصة للدوحة كي تعمل على تكتل الرأي العام العالمي ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. شروط مسبقة وحاولت الدوحة وضع شروط مسبقة قبل أي عملية تفاوضية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والتي تقاطعها لدعمها للإرهاب، وطالب وزير خارجة قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني برفع ما تصفه قطر بـ «الحصار» تحريفًا وتزييفًا للموقف، قبل البدء في أي مفاوضات، وهو ما يؤكد النهج القطري في اللعب على استهلاك الوقت ومحاولة التلاعب. تلك المحاولة وفق ما تؤكده عضو البرلمان العربي عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري النائبة البرلمانية شادية خضير، في تصريحات لـ «البيان»- صارت مكشوفة بوضوح، خاصة عقب موقف الدوحة السابق ونقضها لتعهداتها أمام مجلس التعاون الخليجي في العام 2013 و2014 أيضًا. وتعتقد خضير بأن الدوحة ليس أمامها حلول جديدة يمكن أن تقدم عليها، وبالتالي فهي ماضية في إطار محاولاتها لتضييع المزيد من الوقت، ومن ثم لا يمكن أن نتلمس أية بادرة جديدة أو بوادر حسن نية من جانبها.
مشاركة :