ضاقت الأزمة القطرية حتى أصبح مواطنوها يفيقون في كل صباح، وهم يراقبون ضوءاً في آخر النفق، ويبيتون ليلهم على مزيد من التوتر والقلق، على مستقبلهم ومصالحهم، فلا بوادر في الأفق لحل الأزمة دون تراجع قيادتهم عن مكابرتها، ولا يوجد ما يؤشر على وقف التدهور الحاصل في شتى مجالات الحياة، خصوصاً الاقتصادية، والتي بلغت حداً لا يسمح للدوحة بمزيد من المناورة، أو المقامرة بمستقبل مواطنيها. وأكد خبراء ومحللون فلسطينيون، أن أزمات ضخمة تنتظر الدوحة في حال استمرت بعنادها ومكابرتها، ومحاولة إيهام نفسها بأنها لم تتأثر من المقاطعة المفروضة عليها. رهانات خاسرة ورجّح المحلل السياسي محمـد التميمي، أن تلجأ قطر لتقارب أكثر مع إيران، وهذا أيضاً رهان خاسر، إذ إن طهران تنظر للعلاقة مع الدوحة، من منظور مصالحها وأطماعها في المنطقة، فهي لم تلتفت لهذا البلد الخليجي الصغير، رغم المقاطعة المفروضة عليه منذ عدة أشهر، ورغم كل ما قدمته قطر في سبيل كسب دعمها وتأييدها، الذي لم يخرج عن «مجاملات» إعلامية، تستهدف جلب مزيد من المليارات القطرية إلى إيران. أمواج متلاطمة ومع التطورات التي لا تزال تعصف بالدوحة، لا تزال القيادة القطرية تتخبط في مواجهة أمواج الأزمة المتلاطمة، قبل أن تجرف معها ما تبقى من أوهام، بأن تنتهي المقاطعة، دون تغيير جذري في السياسة القطرية، قد يطال الأسرة الحاكمة، وبالتالي التنصل من مواقفها الداعمة للمنظمات الإرهابية، وتطهير البلاد من هذه الجماعات الأصولية. وفي هذا الاتجاه، يقول المحلل السياسي محمـد جودة: «القيادة القطرية جنت على نفسها بدعمها الإرهاب في المنطقة العربية، وعليها أن تتحمل تبعات ذلك، ولا سبيل للخروج من هذه الأزمة، إلا إذا الشعب أراد تغيير النظام». ويرى خبراء أن قطر تحاول أن تقدم صورة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بأنها لم تتأثر بمقاطعتها، وأنها لا تزال قوية ومتماسكة، غير أن الحقائق تؤشر بوضوح على مآسٍ اقتصادية واجتماعية وسياسية وأزمات ضخمة ستصيب قطاعات مختلفة في الدوحة، إن هي أصرّت على مواقفها، المبنية على أوهام، تحاول القيادة القطرية بثّها، وتنفق من أجلها أموالاً طائلة. وتخفي مواقف القيادة القطرية وراءها أزمة كبرى، ستظهر بتجليات مختلفة على مواطني هذه الدولة الصغيرة، وما تدّعيه هذه القيادة من صلابة في موقفها، بحسب الخبراء، وأن بإمكانها الصمود طويلاً أمام المقاطعة المفروضة عليها، لن ينطلي على المواطنين، الذين بدأت تظهر عليهم علامات الضجر والكآبة، وباتوا يتذمرون من أزمات مختلفة، سيتعاظم حجمها قريباً، وقد تصل لعجز الدولة عن دفع رواتب موظفيها.
مشاركة :