مَنَاصرَة للأناضول: حلان لا ثالث لهما لـ"الأزمة" السياسية بالجزائر

  • 10/4/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر/ عبد الرزاق بن عبد الله/ الأناضولقال عبد المجيد مناصرة، رئيس حركة "مجتمع السلم" (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، إن "الأزمة السياسية"، التي تعيشها البلاد منذ سنوات، لها حلان لا ثالث لهما، الأول توافقي يكون الجيش شريكا فيه، والثاني إجراء انتخابات رئاسية حرة لحسم خيار الشعب. وكان مَنَاصرَة يرد، في مقابلة خاصة مع وكالة الأناضول، على تحفظ حزبه على دعوات سياسيين ونشطاء للجيش للتدخل في الشأن السياسي بدعوى "وجود أزمة" في منصب الرئاسة.وحسب الوزير السابق (1997/2002) فإن "دعوة الجيش للانقلاب (على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بدعوى عجزه صحيا)، أو ما يشبه الانقلاب، مرفوضة تماما، ولا يليق أن تصدر من شخص يؤمن بالديمقراطية، ولا يمكن أن نحسم مشاكلنا بالجيش ولا ندفعه للانحياز لأي طرف أو تيار" .وأضاف "نحن في توصيف الواقع حالياً نقول إن لدينا أزمة سياسية بالإضافة إلى الأزمات الأخرى، وهي أزمة تآكل شرعية، لأنه عندما تجرى انتخابات مراراً وتكراراً، من دون تغيير، معناه أن ثمة مشكلة شرعية، صحيح أننا ننظم انتخابات، ولكن ليست هذه هي الديمقراطية".ويرى مناصرة أن "هناك حلين لا ثالث لهما هما أولا: الحل التوافقي حيث نعترف بوجود أزمة، ونجري حواراً وطنياً، لا يقصي أحداً، ونخرج بتوافق ونتكلم على مرحلة للتسيير بالتوافق حتى نهيئ ظروف الدخول للديمقراطية الحقيقية والمستقرة، وتشمل جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية، وفي الحل التوافقي الجيش يجب أن يكون شريكاً وضامناً ومرافقاً".ويقول رئيس أكبر كتلة معارضة في البرلمان الجزائري "إذا الحل الأول مرفوض من قبل السلطة، فالحل الثاني معالجة المشكلة بانتخابات حرة ونزيهة، وهنا الجيش لا علاقة له بالسياسة إطلاقاً".وأوضح "الجيش في القانون الجزائري ينتخب، ولكن في رأيي، وكررتها أكثر من مرة منذ سنوات، ففي الديمقراطية الحقيقية الجيش لا ينتخب هذا ليس من حقوق الجيش لأنه عمل سياسي أن تختار بين نائب ونائب هو فعل سياسي، وأنت ليست لك علاقة بالسياسة وفي الديمقراطيات الغربية الجيوش لا تنتخب وعندنا وجدناه في بعض الانتخابات هو الحاسم".ويعاني الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من أزمة صحية تقول المعارضة إنها "تمنعه" من ممارسة مهام عمله، غير أنه يرد عليها بالظهور العلني من حين لآخر، وتقول السلطات إن مرض بوتفليقة "لا يمنعه" من ممارسة مهامه. ** الانتخابات المحلية لن تغير المشهدوبالنسبة للانتخابات المحلية، المقررة في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، يرى مناصرة أنها لو "تكون نزيهة سيتغير المشهد والخارطة الانتخابية"، حيث يحتل حالياً حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم الصدارة في مجالس البلديات والمحافظات متبوعا بالتجمع الوطني الديمقراطي حزب رئيس الوزراء أحمد أويحيى ثم حركة مجتمع السلم. غير أن السياسي الجزائري عاد ليقول "في حدود ما نفهم لن يتغير المشهد في هذه الانتخابات، ستكون أحزاب السلطة هي الأولى، وهي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي ثم تأتي حركة مجتمع السلم وبعدها البقية".وتابع "نحن لا نزال، للأسف، في ديمقراطية جزئية غير كاملة المعايير، والترشح فيها ضيق والالتزامات التي قدمتها السلطة غير جدية، لأننا نظمنا منذ العام 1997 خمس انتخابات برلمانية و5 انتخابات محلية دون أن يتغير المشهد".وعن ظاهرة العزوف الشعبي الكبيرة، التي سجلت خلال انتخابات البرلمان شهر مايو/ أيار الماضي، (35 بالمائة نسبة المشاركة)، يقول محدثنا إن "الجميع يعلم أن نسبة المشاركة في المحليات تكون أكبر من الانتخابات النيابية، لأن الحزب في الانتخابات النيابية تجده معني بقائمة واحدة، أما في المحليات فهو معني بعدة قوائم على مستوى البلديات".وأضاف "كما أن قوائم المرشحين تجند العائلات، فغالباً نسبة المشاركة في المحليات تكون أعلى من التشريعيات، ولكن لن تكون أعلى بالمعنى الذي يجعلنا نقول إن المشاركة مقبولة".وعن الأسباب يؤكد مناصرة "هذا الاقتراع هو الخامس في عمر التعددية، وهي كلها هامش الحرية والتغيير فيها ليس كبيراً، وبالتالي هذا سبب يجعل الناس تقول لماذا أصوت مادامت الانتخابات لا تغير شيئاً، وثانيا هناك صلاحيات ضعيفة للمجالس المنتخبة المحلية".ومضى قائلاً: "في كثير من المشاكل يذهب المواطن لمسؤولي البلدية، حينها يقولون له هذه من صلاحيات الولاة، لذلك يشكك المواطن في جدوى انتخاب رئيس بلدية، والأمر الثالث هو في حالة من حالات هيمنة نفس الأغلبية، وبوسائل فيها الكثير من التعسف، بشكل يجعل الشعب يشعر أن دوره ثانوي والأمور محسومة فيعزف عن المشاركة".ووفق مناصرة، "حاليا هناك عزوف عن الترشح أيضاً، فكثير من الأحزاب تعاني من عدم وجود مرشحين لأن الكثير يقول لماذا أترشح في ظل التدخل السافر في الصلاحيات والأزمة المالية التي ستؤدي إلى عدد كبير من البلديات العاجزة مالياً؟". **وزيرة التعليم لها "فكر تغريبي"وردأ على سؤال حول حول موقف حزبه من اتهامات وجهت لوزيرة التعليم الحالية نورية بن غبريط، بدعوى استهدافها للهوية العربية الإسلامية في المناهج، علق مناصرة قائلا: " أخطاء الوزيرة الأكبر هي أخطاء تسيير، والآن لديها ثلاث سنوات، ولم تتعلم كيف تسير هذا القطاع الحساس الذي به 9 ملايين تلميذ، وتحاول تغطية سوء التسيير بمعارك هامشية ذات طابع أيديولوجي". وتابع "فماذا يعني حذف البسملة من الكتب المدرسية؟، فهي طبعاً وضعها لا يعني أن المنظومة جيدة وحذفها لا يعني أن المنظومة تعصرت، هو استفزاز ولم تعترف الوزيرة أنه خطأ ولو اعترفت لانتهى الأمر، لكن رئيس الوزراء أحمد أويحيى هو من اعترف بذلك".ومضى قائلا: "لكن عندما لا تعترف فالأمر يثير الشكوك، وأنا قناعتي أن الكثير من هذه الأعمال دخان لتغطية فشلها في تسيير القطاع، هذا لا ينفي أيضا أن الوزيرة فعلاً لديها قناعات أيديولوجية مخالفة - في بعض جوانبها - لمعتقدات وقيم الجزائريين بحجة العصرنة، ولكنها أفكار منحازة للفكر العلماني الغربي وتريد أن تفرضه على شعب مسلم". وسبق ان ردت الوزيرة على هذه الاتهامات في عدة تصريحات من بينها ما قالته يوم 4 سبتمبر/ أيلول الماضي في حوار مع قناة النهار الخاصة. وقالت حينها: "للأسف الخطابات التي نسمعها حاليا في خارج القطاع لا تخدم التعليم وتحصر دوره في هذه القضايا مثل حذف البسملة والجوانب المادية مثل الإطعام المدرسي ولكن تهمل الجانب البيادغوجي (التربوي)". واضافت: "للأسف تسييس القطاع والجانب الإيديولوجي غطى على الجانب البيداغوجي الذي يعد الأساس في القطاع."‎** التعامل مع الروهنغيا بمنطق العمل الخيريوبعيداً عن الشأن المحلي، تطرق الوزير الجزائري السابق إلى الانتقادات الموجهة للعالم الإسلامي بشأن فشله في حماية أقلية الروهنغيا بميانمار، قائلاً إن "مشكلة الروهنغيا التعامل بعنصرية وهي قديمة، لكن التجرؤ (الحالي) عليهم هو أكيد نتيجة عدم وجود هيئات تحميهم لا هيئات دولية ولا هيئات إسلامية".وتابع مناصرة، الذي ترأس سابقاً المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، "قبل أن نلوم الهيئات الدولية نلوم أنفسنا، ونحن الآن نتعامل معها من باب العمل الخيري يعني أصبح دور المسلمين دوراً خيرياً مثلما أصبحنا نتعامل مع فلسطين كقضية خيرية رغم أنها قضية محورية" .ويبدو مناصرة، وهو عضو بالبرلمان الجزائري، متفائلاً بشأن مصير أزمة الأزمة الخليجية، بالقول "قد يطول الأمر بعض الشيء، لكن الواقع سيدفع الطرفين إلى ذلك، ولا أحد يمكن أن يفرض سيادته على الآخر، ولكن في نفس الوقت لا يمكن لدول الخليج أن تعيش بعيدة عن بعضها البعض".ورأى أن "هناك بيت خليجي وأكيد كل عضو فيه يريد الحفاظ على موقعه وسيادته، فأعتقد أن الواقع سيفرض على الطرفين التعامل بواقعية واحترام بعضهما البعض، لأنه لا توجد حلول أخرى، فالحلول العسكرية مرفوضة، وأن تفرض سيادتك على دولة أخرى، هذا غير مقبول، وأن تعيش وحدك في بيت هذا غير مفيد، ولذلك سينتهي الأمر الى التعاون مع بعض" .ومنذ 5 يونيو/حزيران الماضي تشهد منطقة الخليج أزمة غير مسبوقة بعد أن أعلنت السعودية والإمارات والبحرين، ومصر، مقاطعة قطر بدعوى "دعم الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة مراراً. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :