شهدت الدورة السابعة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي نظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار "السير والملاحم" معرض "عنتر وعبلة في ساحة الكاريكاتير" للفنانين والزوجين السوري حسن أدلبي والمغربية وفاء شرف، حيث تولى أدلبي الذي له باع طويل في المعارض الفردية والجماعية رسم الموضوع والفكرة وتولت وفاء التي تشكل هذه التجربة الأولى لها التلوين والزخارف فكان مزيجا من روح بلاد الشام والمغرب العربي. تضمن أربعين لوحة منفذة بالأحبار والألوان المائية وتعتمد الفكرة على استحضار التراث من خلال عنتر وعبلة ومفارقات واقعية حياتية، حيث يتخيل الفنانان عنتر وعبلة يعيشان الحاضر المعاش الآن ويدخلان في عالم السوشيال ميديا وغيره من الحياة الاستهلاكية التي أدارت ظهرها للتراث والعادات والتقاليد الإيجابية أهمها التواصل. الألوان المبهجة والفرحه والواضحة وطرافة الفكرة القائمة على الكاريكاتير والزخارف الشعبية والمنمنمات كانت وراء الإقبال الكبير على المعرض الذي يستمر لثلاثة أشهر قادمة. يقول أدلبي "إن فكرة المعرض ولدت عندما سمعت أن معهد الشارقه سينظم مؤتمر الراوي تحت عنوان "السير والملاحم الشعبيه"، كنت قد رسمت لوحه لعنتر وعبلة في عيد العشاق ونشرت غلاف مجلة النقاد ببيروت، فاقترحت الفكرة عليهم فأعجبتهم، ثم لضيق الوقت كنت على وشك أن أعتذر عن متابعه الفكرة، إلا أن زوجتي وفاء شرف شجعتني واقترحت عليّ المشاركة وخاصة بالزخارف التي تحتاج لصبر ووقت طويلين وهي من المغرب ومعروف عنهم ثقافتهم البصرية الزخرفية والحنة واللباس المغربي ...الخ. وصلت لنتيجة مقنعة لي وتابعت العمل معي لإنجاز المعرض، حيث تفرغت للفكرة والرسم العام، وهي للزخارف والتلوين، وكنا ثنائيا موازيا للثنائى في اللوحة عنتر وعبلة. ويضيف أدلبي "ربما يستغرب البعض كيف يوقع اثنان في لوحة واحدة، أقول إن هناك عده حالات لأزواج يعملون سويا وخاصة أنهم يعيشون معا ويفهمون بعضهم البعض، ويكون العمل تكامليا، علما أن هذه هي المرة الأولى لوفاء التي تشارك معي ولن تكون الأخيرة، وانا استفدت من عفويتها وتلقائيتها في الفن التي أحتاج إليها، وأنا قادم من الجو الأكاديمي. هنا في هذا المعرض اجتمعت العفوية والقصدية، الخبرة والتلقائية. الفنانة وفاء شرف أكدت أنها تحب الفن منذ صغرها، تقول "ذلك شجعني على الزواج من فنان معروف وقد أثر بي كثيرا، كان يريني كل رسمة قبل نشرها أوعرضها، ويهتم لرأيي ويشجعني أن أرسم، ولكن كنت أؤجل الموضوع لحينه، إلى أن أتت فكرة المعرض، فوافق أن أساعده، وفعلا اشتغلت بكل حب وشغف لأنني أريد أن أثبت له أنني أحب الفن لأنه بمثابة زوج وأستاذ لي". وتشير شرف إلى أن أدلبي من الفنانين الذين يشجعون المواهب المبتدئة ويقف إلى جانبها، وهذا ما كان، فرحت جدا لأنه وضع اسمي بجانب اسمه مشجعا لي، وكانت ردود الفعل إيجابية مما حملني مسؤولية المتابعه وإنتاج أعمال جديدة تحمل توقيعي في المستقبل، ربما زوجي أعطاني فرصة كبيرة لأظهر معه في المعرض، فرصة تختصر لي الكثير من الوقت، وتضعني على أول طريق الفن الطويل ولا أخفيك أنني كنت أحب أن أدرس الأزياء، ولكن الزواج أجل الموضوع وشغلني عن الدراسة، ولكن جذوة الفن بداخلي متقدة، وأنا أشكر زوجي لأنه منحني تلك الفرصة الثمينة، وآمل أن أكون عند حسن ظنه وظن المتابعين لهذا المعرض بفكرته الجديدة وهي تقديم التراث بشكل معاصر ورشيق". محمد الحمامصي
مشاركة :