زيارة الملكِ سلمان لروسيا تَغيّر في التحالفاتِ الدَّولية

  • 10/6/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

كان مجردُ التفكير بحدوث نوع من التعاون بين روسيا و منظّمة الدول المصدرة للبترول (أوپك) ضربًا من الخيال ، و لكن الأمر أصبح واقعاً في الوقت الراهن نظراً للظروف الاستثنائية التي مرّت بها السوق العالمية للنفط خلال السنوات الثلاث الماضية وباتت المملكة العربية السعودية تسعى إلى تعميق العلاقات السياسية مع الجانب الروسي على أساس المصالح المشتركة بين البلدين ، ولإعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية.وهناك دلائل كثيرةٌ تؤكد صحة المساعي التي تشير إلى توطيد علاقة المملكة بالجانب الروسي أهمها زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو لإعلان تأييد المملكة للتدخل الروسي في مناطق الصراع في سورية ، الأمر الذي كانت ترفضه المملكة بشكل قاطع خلال الفترات السابقة.ويعود ذلك بالأساس إلى أن تراجع المعارضة السورية وعزوف المجتمع الدولي عن دعمها مما دفع الرياض إلى تعزيز اتصالاتها مع موسكو على أمل التعاون معها على تقليص النفوذ الإيراني في بلاد الشام ، وفي المقابل سيبتعد الجانب الروسي عن محاولات الاتصال بالمتمردين الحوثيين الذين يقاتلهم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على الأراضي اليمنية.ولعبت المصالح المشتركة بين البلدين دورًا فعالًا في إذابة جبال الجليد التي كانت تفصل بين روسيا والمملكة ، فبعد أن كانت السعودية الحليف الأبرز للولايات المتحدة في الشرق الأوسط حتى فترة حكم رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما لم يكن أحد يتوقع التغيّر الكبير في موقف المملكة تجاه الجانب الروسي بعد أقل من عام على مغادرة أوباما كرسي حكم الولايات المتحدة الأمريكية وتعد سياسة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب العامل الأساس في تغيير بوصلة العديد من دول الشرق الأوسط اتجاهاتها من التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحالف مع الجانب الروسي لأن سياسة ترامب المتهورة جعلت العديد من الحكومات حول العالم تفكر ملياً في الدول التي ستمثّل لها دعماً حقيقياً وملموساً لسياستها عند مواجهةِ أزمات داخلية كانت أو خارجية.وسيسعى الملك سلمان إلى إبرام المزيد من التحالفات مع الدول العالمية الكبرى لضمان وجود دعم دولي للمملكة في حالة تغيّر سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط ، فبعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية في لعبة تصدير الغاز والنفط منذ العام 2015 م برزالعامل الرئيسي لخلق ساحة لتعزيز العلاقات بين كل من روسيا والسعودية ، ومنذ ذلك الحين يتم تكرير النفط الأمريكي داخل حدود الولايات الأمريكية ما كتب نهاية لاعتماد أمريكا على دول خارجية لتغطية احتياجاتها النفطية .وتتسم الزيارة بأهمية بالغة ربما تؤذن بنهاية الحرب في سورية وقد بذلت روسيا جهدا كبيرا لمساعدة سورية في حربها ضد الإرهاب ولإعادة السلام لهذا البلد وبلدان الجوار حتى أن بعض المراقبين باتوا ينظرون إلى رئيس روسيا على أنه ضامن السلام في الشرق الأوسط ، وكانت روسيا والمملكة العربية السعودية في خندقين مختلفين في سورية ، ولكنهما سعيتا إلى إنهاء هذه الحالة ، ومن أجل ذلك انتظرت موسكو مجيء ملك المملكة السعودية.ويجدر بالذكر أن روسيا كانت أول دولة تعترف باستقلال المملكة العربية السعودية في عام 1926 ، وسيكون الملك سلمان أول ملك للمملكة العربية السعودية يزور روسيا.عبدالله الهدلق

مشاركة :