تحاول قطر حتى هذه اللحظة، عدم الاعتراف بتورّطها في الإرهاب، وترفض أن تراجع أوراقها وسياساتها التي أصبحت مكشوفة على الصعيدين العربي والغربي. وما زالت تماطل في إنهاء الأزمة، لا، بل تراوغ وتكابر، وكأن الأدلة والبراهين التي نشرت لا تتعلق بها. وبالرغم من أن هذه المماطلة لا تصب في المصلحة القطرية، وتزيد من الغليان الشعبي، وتؤثر في سير المصالحة، وتهز صورة قطر أمام العالم أجمع، وتؤكد عدم رغبتها في العودة إلى الحضن الخليجي، والتخلي عن الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى تقويض الأنظمة في دول عديدة. يشير عدد من المحللين السياسيين، إلى أن قرار إنهاء هذه الأزمة، ليس مرتبطاً بقطر وحدها، بل بمجموعة من الدول التي تساندها، وتتخذ من هذا الأمد أفقاً لها لإعادة صياغة مصالحها وإيجاد نوافذ لها. وإن هذه الأزمة ستراوح مكانها لمدة طويلة، إلى أن تدرك قطر مدى الضرر الذي لحق بها. عضو مجلس الأعيان الأردني، أسامة ملكاوي قال في تصريح لـ «البيان»: إن ما سيحرك قطر ويجعلها تنظر بشكل جدي إلى قائمة المطالب، هو ظهور المعارضة ودورها البارز والفعال، وكيف أنها ستضبط الأمور داخلياً، دون استخدام العنف. بالتأكيد، الدول الأخرى التي لها مصالح في المنطقة، ترغب في المزيد والمزيد من الوقت في الأزمة، لتصل إلى مبتغاها. وبحسب تقدير ملكاوي، فإن الأزمة ستأخذ المزيد من الوقت، وهذا سيترتب عليه المزيد من الأعباء والخسائر، ويؤدي إلى تأزيم وتعقيد العلاقات. موقف مرهون وبدوره، أشار عضو مجلس النواب، محمد أرسلان لـ «البيان»، إلى أن الموقف القطري رهين لمجموعة من التحوّلات والتغيرات التي اجتاحت المنطقة، ومن أهمها استفتاء كردستان العراق، والمصالحة الفلسطينية، وبروز دور مصر فيها، بالإضافة إلى العلاقة الأميركية الإيرانية، التي لم تظهر ملامحها إلى هذه اللحظة. وغيرها من التغيرات. يردف قائلاً: لا شك أن المماطلة في إيجاد حل، لا يصب بمصلحة أحد، وخاصة قطر، فهنالك خسائر اقتصادية وتنموية تجنيها جراء هذه المقاطعة، ومع الوقت تزداد، وتكون آثارها أعمق. قطر أصبحت تلوح بعلاقتها الوطيدة مع إيران، وهو أمر يشكل خطراً على المنطقة بمجملها، وهذا سيكون له انعكاسات على المستويين الرسمي والشعبي. بالطبع، قرارها مرتبط بدول عديدة، تجد من هذه الأزمة فرصة حقيقية للوصول لمآربها. وعلى ما يبدو أن قطر قراراها ليس بيدها، وهو قرار تقوده المصالح بالدرجة الأولى. الكاتب الصحافي جهاد أبو بيدر، بيّن أن ما تخشاه قطر، هو الاعتراف بتورطها في الإرهاب، وبالرغم أن هنالك براهين وأدلة دامغة حول هذا التورط، إلا أنها تفضل المكابرة والمماطلة، وعدم قبول قائمة المطالب الـ 13. فهذا القبول يعني ضمنياً أنها تقدم الدعم للجماعات المرفوضة عالمياً.
مشاركة :