لا يزال ملف نادي الاتحاد يتصدر المشهد الرياضي من خلال الأزمات المتواصلة التي تلاحق النادي العتيق بجدة والأقدم في التأسيس على مستوى المملكة إذ لا يفيق من صدمة حتى تلحقه صدمة أخرى تسهم في تأخره أكثر وهو الملقب بعميد الأندية الآسيوية، «الفساد» تهمة متبادلة ما بين الإدارات العاملة والحقيقة لا تزال حتى اليوم غائبة وإن كانت الآن أقرب للكشف من أي وقت مضى بعد سلسلة القرارات التي أتخذتها الهيئة العامة للرياضة لتصحيح أوضاع النادي وإعادته لمكانه ومكانته التي عرف بها. إحالة المتورطين للنيابة العامة واتخذت هيئة الرياضة عدداً من القرارات المفصلية والكفيلة بإنجاز تحول تاريخي في مسار النادي والرياضة السعودية عبر إحالة ملف النادي ورؤسائه السابقين لهيئة التحقيق والادعاء العام على خلفية التجاوزات المالية والإدارية التي حرمت النادي من الكثير وجعلته يتراجع على المستوى المحلي والآسيوي، على أن يحال المتورطون في الفساد للنيابة العامة في وقت لاحق وهو ما أكد معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة أنه يأتي تطبيقاً لتوصيات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بملاحقة أي مفسد وأنه لن ينجو أي متورط في الفساد. 12 رئيساً في 10 سنوات وكان الاتحاد قد تعاقب على رئاسته خلال 10 أعوام اثناعشر رئيساً هم منصور البلوي (2007) م.جمال أبو عمارة (2007-2009) د. خالد المرزوقي (2009) م. إبراهيم علوان (2010) اللواء محمد بنا داخل (2011) محمد الفايز (2012) عادل جمجوم (2013) إبراهيم البلوي (2014-2016) أحمد مسعود (2016) حاتم باعشن (2016) أنمار الحائلي (2017) وحمد الصنيع (الآن) إذ امتنعت الإدارات كافة عن إتمام الفترة النظامية وحلت إدارات أخرى وظل الاستقرار هو العامل الغائب عن النادي. الخروج من دوامة المشكلات وأشارت أخبار صحفية إلى أن هيئة التحقيق والادعاء العام وبناء على ما وصلها من الهيئة العامة قد قررت منع ستة من الرؤساء السابقين للنادي أو أعضاء في إداراتهم من السفر حتى انتهاء التحقيقات كافة وهو ما يعني اقتراب كثير من الاتهامات التي طالتهم إلى الحقيقة والتي ستكون الصورة واضحة حيالها بعد إتمام التحقيقات والإجراءات النظامية إلا أن ما هو واضح اليوم أن السلطات المعنية تتعامل مع الملف بعناية قصوى وبجدية كبيرة رغبة في إخراج النادي من دوامة المشكلات. ميزانية دول وعجز مليوني وأثارت الأرقام المعلنة في الأوقات الماضية عن الأوضاع المالية في النادي الآراء في الشارع الرياضي؛ إذ اقتربت الديون من ملامسة حاجز الثلاثمائة مليون فضلاً عن المصاريف المليونية الأخرى وهو ما وصف حينها ب «ميزانية الدول» وعلى الرغم من تأكيد أكثر من رئيس في الفترة الماضية أنهم يسعون لإنهاء الديون إلا أن الأوضاع ما تزداد إلا تعقيداً من خلال فرض الاتحاد الدولي عقوبات مالية على النادي. إقالة الحائلي بخلفية التزوير ولم يفق الاتحاديون بعد من قرار صدمة مشاكل الديون حتى فوجئوا بقرار الهيئة العامة للرياضة بإقالة أنمار الحائلي الرئيس المكلف مطلع الموسم على خلفية وجود شبهة تزوير في أوراق قدمها النادي للحصول على الرخصة الآسيوية وهي سابقة جديدة في تاريخ الرياضة السعودية إذ قدم النادي حسب إفادة مقربين منه أوراق مخالصة مالية لبعض اللاعبين دون موافقتهم أو توقيعهم وهو ما قد يدفع ضريبته أيضاً النادي عبر عقوبات من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. الصنيع رئيساً مؤقتاً وبعد إقالة الحائلي كلف معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الإداري السابق بالنادي وعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم حمد بن سلمان الصنيع برئاسة نادي الاتحاد حتى نهاية الموسم على أن يشكل بنفسه مجلس الإدارة الذي سيعمل تحت رايته وبذلك تطوى صفحة من صفحات رؤساء النادي ويدخل مرحلة جديدة يتمنى الاتحاديون أن تكون أفضل من سابقيها. الفساد ظاهرة عالمية وأسقط الفساد الرياضي في السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من الرموز الرياضية على مستوى العالم من أبرزها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري بلاتر الذي ودع عرش فيفا بعد اتهامات الانتفاع من منصبه كما هو الحال للقطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي إضافة لتورط عدد من الأندية الأوروبية في اتهامات الفساد.
مشاركة :