مكتبة الأسكندرية .. الشعلة التي تبدد الظلام | حسن ناصرالظاهري

  • 8/22/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

لا أعرف كيف أوصل إعجابي الشديد بمكتبة الإسكندرية للمتلقين, وخصوصاً المهتمين منهم بالثقافة العامة والعلوم, أنه حقاً شعور لا يوصف, وأتفق تماماً مع علماء وكتاب مصر الذين وصفوها بأنها "الشعلة التي تبدد الظلام", هذه المكتبة التي تشرفتْ يوم افتتاحها بحضور عدد كبير من ملوك ورؤساء دول العالم عام 2002م - والتي قيل عنها بأنها تعتبر عملاً إبداعياً متكاملاً يجسد جيولوجيا العالم في بانوراما رائعة, وتم بناؤها في نفس مكان المكتبة التي بناها (بطليموس والإسكندر الأكبر) في الحي الملكي- ظهرت تسترد عافيتها في القرن الواحد والعشرين بمساعدة الأمم المتحدة بعد الحريق الذي تعرضت له سنة 901م, وأصبحت مقصداً لكل باحث أو شغوف بالاطلاع ينهلون منها ما شاء لهم, حتى المكفوفون, أتاحت لهم (مكتبة طه حسين) أن يقرأوا ويبحثوا في شتى العلوم, ولعلها ميزة تحسب لهذه المكتبة العريقة, فإلى جانب القاعات المتخصصة ذات المساحات الواسعة التي تنفرد بها المكتبة , هنالك قاعات مخصصة للمفكرين والباحثين وذوي الاطلاع , وكان من أبرز ما لفت انتباهي هي قاعة استكشافات ومعارض علمية للأطفال, وهي عبارة عن مركز تعليمي يحتوي على مجموعة من الأدوات العلمية, يهدف إلى إبراز دور التقنيات الحديثة في تطوير القدرات البشرية, ويتم ذلك بإجراء بعض التجارب العلمية التي يتم من خلالها تطبيق القوانين الأساسية لعلمي الفيزياء والفلك بهدف وضع النواة الأساسية لجيل جديد من المستكشفين والمبتكرين القادرين على مواجهة التحديات العلمية المعاصرة. أنا شخصياً, أقضي معظم وقتي متجولاً (مطلعا) وليس باحثاً في هذه المكتبة التي يستقبلك العاملون بها بكل ترحاب, ويمدون لك يد المساعدة تطوعاً, أتجول في أروقتها ، أنتقل في كل زيارة من حضارة إلى حضارة قديمة كانت أم حديثة, أتعرف على شخوصها وأتجول في أسواقها, وأعيش دور الفرد الذي ولد في تلك الحضارة, فالمكتبة عامرة بمختلف الكتب وباستطاعتها أن تنقلك من حقبة إلى حقبة بسرعة الضوء إن جاز ذلك التعبير, وما أسهل عليك من أن تنتقل من العصر الأموي إلى العصر العباسي وأنت لم تبرح مكانك, وأن تتحول من أندلسي إلى عثماني وكأس الشاي الذي تحتسيه لم يبرد بعد, حينما أدخل المكتبة أشعر بأنني على وشك سفر إلى عالم غير العالم الذي أعيش فيه ، وحينما أغادرها ينتابني شعور بأنني عدت من سفر طويل وأن معالم الطريق الذي أسلكه غريبة علي لأنني كنت في عصر آخر ، ويجب أن لا أنسى بأنني دائماً ما أسبق زيارتي لمكتبة الإسكندرية بزيارة لمكتبة كلية الآداب المقابلة لها, والتي يشرف عليها أحد الأساتذة الأجلاء د/عبد الحميد صبحي ناصف الذي أعتمد عليه عادة في توجيهي إلى الأرفف التي أجد فيها مبتغاي, والذي أراه دائماً ما يبدي مرونة مع طلائع الشباب الباحث عن مراجع معينة تساعدهم في بحوثهم. hnalharby@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :