Share this on WhatsApp بقلم / عبد المجيد الصعيري لماذا كل هذا التحذير الشديد ضد شبابنا, كل هذا الاحتراز والخوف والتوجس من ما قد يفعله الشباب عند رؤية امرأة تقود السيارة, وكأن دولتنا غابة, القوي فيها يأكل الضعيف, لا ليست كذلك, البلد تمشي وفق قوانين تسنها الشريعة أولًا, بعد ذلك يأتي ما قد يمشي في مصلحة الشعب.لا أريد أن أتحدث عن رسائل مواقع التواصل الاجتماعي التي تصل إما عن طريق واتس آب أو تويتر أو يوتيوب, لكن أريد التحدث هنا عن حديث المجالس, عن ذلك الحديث الذي يدور بأصواتٍ هامسة, عن الذين لم يرفضوا القرار .. لكنهم خائفين منه .. كثيرةٌ أعداد الذين يضعون قبل التقبل خوفٌ وارتياب, لماذا في بداية كل تفكير, هناك سوء ظن بشبابنا؟ لماذا انزرعت في نفوسهم مخاوفًا قد لا يتخطونها بسهولة, بدلًا من أن يكون هناك حسن ظن؟لا أعرف حقيقةً لماذا نحن مجبولون عالخوف, وكأن الحياة عبارة عن تكتلات من المخاوف, ما إن نقضي على جزء حتى نجد أن هناك كتلةً أكبر من التي قبلها, أعترف أننا حديثي عهد بموضوع قيادة المرأة للسيارة, لكن أليس من الأجدر لنا أن نأقلم أنفسنا بسرعة عوضًا عن وضع حرف (لو) قبل مخاوفنا, وتكبيرها وتضخيمها.وبدلًا من زرع المخاوف في نفوس النساء, أعتقد أنه من الأفضل تعزيز مواطن القوة فيها, فهي في نهاية الأمر إنسان عاقل بالغ, لها كامل الحرية في إدارة شئون حياتها, عوضًا عن ربط حياتها بشخصٍ آخر, يكون هو المتحكم بذهابها وعودتها لعملٍ كان أو مستشفى أو حتى للذهاب لصديقة!لكن من مبدأ أن “كل بيت وله حمام” هناك شرذمة من الشباب قد تفعل جرائم بشعة لأنهم فقط ضد السماح للمرأة بقيادة السيارة, لكني في نفس الوقت أنا أشك في ذلك, لأن ملك المملكة العربية السعودية – الملك سلمان حفظه الله – قد أمر بسن قانون ضد التحرش, وبهذا القانون سيسد باب الذرائع, الذرائع التي كانت هالة سوداء ترعبنا وتوقف حياتنا فقط لأننا نخاف من رد فعل المجتمع.خلال أقل من شهرين سيكون هناك قانون ضد التحرش, فيه ستسن عقوبات لكل من تسول له نفسه في أن يتجرأ ويتحرش بامرأة, فكيف بالتعدي عليها لأنها تقود سيارتها في أمان الله.نعم سنواجه رفض من الشارع السعودي ضد قيادة المرأة, لكنه رفض مؤقت, لأنه وفقًا للكثيرين الذين اعتراهم الخوف والحزن من قرار قيادة المرأة للسيارة, سيمشون وفق مراحلٍ خمس .. وهي:1/ الإنكار: وهو ما قد شهدناه من الكثير الذين قالوا أن المرأة لن تقود السيارة.2/ الغضب: وهو ما نراه من تهديدات بالتهجم على من تقود سيارتها.3/ المساومة: وهي الاقتناع المبدئي وفيها تقبل بسيط بحيث أنه لن تقود جميع النساء, سيكون هناك سن محدد للمرأة التي ستقود سيارتها.4/ الاكتئاب: وهي حالة نفسية بحتة ستواجه من هو ضد القيادة, ستكون مليئة بالسوداوية والأفكار المخيفة.5/ التقبل: عند هذه المرحلة ستكون قيادة المرأة أمر طبيعي جدًا, من الأشياء المعتاد على رؤيتها في شوارع المملكة.أنا متأكد أن الوقت هو عامل الاختلاف في هذه المراحل الخمس, قد يطول عند البعض انتقالهم من مرحلة لأخرى, وقد تكون فترة زمنية وجيزة للبعض الآخر, لكن أؤكد أن الجميع سيعبرون المراحل الخمس ليجدوا أنفسهم في الضفة الأخرى من التطور.وفي نهاية الأمر أنا أثق في أن شبابنا سيكونون محل ثقة, وأن القانون سيكون رادعأ ضد من هم أقل من هذه الثقة.Share this on WhatsAppShare0Tweet0Share0Share
مشاركة :