منذ كأس العالم 2014 بالبرازيل، والتأهل التاريخي للدور الثاني، وذهاب المدرب وحيد خاليوزيتش وطاقمه، وانسحاب بعض اللاعبين لحسابات ضيقة، أصبح الجمهور الجزائري لا يثق كثيرا في منتخبه الوطني، الذي تراجع مستواه بشكل ملفت للانتباه، وبين عشية وضحاها أصبحنا لقمة سائغة في يد منتخبات كانت تضرب لنا في السابق ألف حساب، صرنا نخسر داخل وخارج قواعدنا، وبلاعبين لا يعيرون أي اهتمام للقميص الوطني، وهم الذين كانوا بالأمس القريب يتهافتون إلى اللعب للجزائر التي منحتهم الفرصة ليصلوا إلى القمة، ويتقاضوا أموالا طائلة. تراجع المنتخب الجزائري في تصنيف الفيفا، يجعلنا ننزل إلى مستوى أدنى يجبرنا على مواجهة أقوى المنتخبات في الاستحقاقات القادمة... سبب هذا الانفلات الكروي، مسؤولون همهم الوحيد خدمة مصالحهم الخاصة، يتخذون قرارات ارتجالية، دون دراسة عواقبها، والخاسر الأكبر يبقى دون شك ذلك المناصر البسيط الذي يقطع آلاف الكيلومترات ليعود في كل مرة خائبا، بعدما زرعنا فيه ولسنوات حب الانتصارات التي أخرجت الملايين إلى الشارع، وقهرنا حتى أكبر المنتخبات الإفريقية ووقفنا الند للند أمام منتخبات عالمية. وأنا أسمع إلى الناخب الوطني ألكاراز في ندوته الصحفية الأخيرة وهو يؤكد أنه سيذهب بعيدا في كأس إفريقيا القادمة، ولم لا التتويج بها، أجد نفسي مندهشا من سذاجة المسؤولين الحاليين للفاف، الذين يعرفون في قرارة أنفسهم أن مستوى المدرب الإسباني لا يسمح له ربما حتى بالتأهل للدورة النهائية من المنافسة القارية، فهل يعقل أن يقبل مدرب محترف بإبعاد أحسن العناصر على شاكلة محرز، وسليماني، وبن طالب وغولام، وتعويضهم بلاعبين آخرين لا مجال للمقارنة بينهم وبين اللاعبين المبعدين، أنا متيقن كغيري من الجزائريين من أن هدف المدرب هو تقاضيه مبلغ الستين ألف أورو، والبقاء أطول مدة مع الخضر، لأن هذه الأموال لن ينالها أبدا في بلده. ما أدهشني هو أن ركائز المنتخب الحاليين على شاكلة فيغولي وماندي ومبولحي، لا يقولون الحقيقة للشعب الجزائري لأن المنتخب يعيش في دوامة من المشاكل والاضطرابات الداخلية، لن نجد لها حلولا، إلا إذا ابتعدنا عن النفاق الكروي لأن الكل لا يفكر إلا في مصالحهم الشخصية. لا أدري هل حقا نحن في حاجة إلى عصا موسى للخروج من الأزمة التي نتخبط فيها، لكني متأكد من أن التصالح بين الجميع ووضع اليد في اليد، وجلب كل الكفاءات هو السبيل الوحيدة لإخراج الكرة الجزائرية من أزمتها... فماذا لو يجتمع زطشي وروراوة إلى طاولة واحدة، وسعدان وكل المدربين الأكفاء لتشخيص داء الكرة الجزائرية.. أنا متأكد من أن النتائج تأتي بسرعة، لكني مقتنع بأن ذلك لن يكون أبدا، وسنبقى ندفع ثمن الخلافات الشخصية طويلا. *نقلاً عن الشروق الجزائرية ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
مشاركة :