اوسلو (أ ف ب) - منحت جائزة نوبل للسلام للعام 2017 الجمعة الى منظمة "الحملة الدولية للقضاء على الاسلحة النووية" (آيكان) تكريما لجهودها في هذا المجال منذ عقد للتخلص من اسلحة الدمار الشامل هذه التي تشكل محور توترات دولية شديدة مع ايران وكوريا الشمالية. وصرحت رئيسة لجنة نوبل النروجية بيريت رايس اندرسون "نعيش في عالم اصبح فيه خطر استخدام الاسلحة النووية اكبر بكثير مما كان عليه منذ فترة طويلة". واضافت ان "بعض الدول تطور ترسانتها النووية والخطر فعلي بان يتزود عدد اكبر من الدول بالسلاح النووي، كما تظهر كوريا الشمالية". كما أعلنت المتحدثة باسم الامم المتحدة في جنيف اليساندرا فيلوتشي ان منح الجائزة الى هذه المنظمة "اشارة جيدة (...) ليتم توقيع معاهدة (حظر الاسلحة النووية) وابرامها". ودعت المنظمة بعد فوزها العالم الى التحرك "الان" لحظر هذه الاسلحة. وصرحت بياتريس فين مديرة المنظمة في بيان من مقر "آيكان" في جنيف "نعيش في اجواء من التوتر الدولي الشديد يمكن ان تؤدي فيه الخطب النارية بسهولة وبشكل لا يمكن تفاديه الى فظائع لا يمكن وصفها. عاد التهديد باندلاع نزاع نووي ماثلا بقوة من جديد. وعلى الامم ان تعلن الان معارضتها دون التباس للاسلحة النووية". وأعلن الكرملين انه "يحترم" قرار لجنة نوبل وجدد الالتزام بسياسته حظر انتشار الاسلحة النووية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "انه قرار لجنة نوبل ويجب احترامه". واضاف ان "روسيا عضو مسؤول في نادي القوى النووية ومعروف هو موقفنا الذي يؤكد على ضرورة المساواة النووية مهم جدا ولا بديل له (...) من اجل الاستقرار والامن الاقليميين". من جهتها، اشادت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني التي كانت من بين المرشحين لنيل الجائزة، بمنحها الى "آيكان". وقالت في تغريدة "نتقاسم التزاما قويا بالتوصل الى عالم خال من الاسلحة النووية". وعملت المنظمة التي تشكل تحالفا لمنظمات غير حكومية دولية من اجل تبني معاهدة دولية تاريخية لحظر السلاح الذري وقعتها 122 دولة في تموز/يوليو الماضي. تنص المعاهدة للمرة الاولى على حظر تطوير وتخزين والتهديد باستخدام السلاح النووي. الا ان ابعادها تبقى رمزية بعد رفض القوى النووية العظمى التسع الانضمام اليها. كما ان الحلف الاطلسي ندد بالمعاهدة مشيرا خصوصا الى "التهديد الخطير" الذي تمثله كوريا الشمالية. وأوضحت رايس اندرسون ان "آيكان" نالت الجائزة "مكافأة على عملها من أجل لفت الانتباه الى التبعات الكارثية لاي استخدام للسلاح النووي ولجهودها السباقة من اجل التوصل الى معاهدة لحظر مثل هذه الاسلحة". ودعت رئيسة لجنة نوبل من جهة أخرى، القوى النووية الى بدء "محادثات جدية" من اجل ازالة ترساناتها. وقالت ان "اللجنة (نوبل) تحرص على الاشارة الى ان المراحل المقبلة للتوصل الى عالم خال من الاسلحة النووية يجب ان تشارك فيها الدول التي تمتلك اسلحة نووية". واضافت إن "جائزة السلام هذا العام هي أيضا نداء إلى تلك الدول للشروع في مفاوضات جدية بهدف إزالة الاسلحة النووية البالغ عددها حوالى 15 ألف قطعة في العالم بصورة تدريجية ومتوازنة وتحت مراقبة دقيقة". ويأتي منح الجائزة في الوقت الذي من المقرر ان يعلن فيه الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل 15 تشرين الاول/اكتوبر امام الكونغرس موقفه من الاتفاق النووي التاريخي الموقع مع ايران في 2015 والذي يفرض قيودا صارمة على البرنامج النووي الايراني لقاء رفع العقوبات الدولية عند هذا البلد. تقول صحيفة "واشنطن بوست" ان ترامب قرر على ما يبدو الانسحاب من الاتفاق ما يفسح المجال امام اعادة فرض عقوبات على ايران. وردا على سؤال عما اذا كانت الجائزة تنطوي على انتقاد لترامب، قالت رايس اندرسون ان "الجائزة ليست موجهة ضد احد". وكان ترامب اعتبر امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 19 ايلول/سبتمبر ان الاتفاق "احراج" لواشنطن و"احد أسوأ الاتفاقات التي شاركت فيها الولايات المتحدة". ويشعر الدبلوماسيون بالقلق من التبعات السلبية التي يمكن ان تنجم عن تغيير مفاجئ في الموقف الاميركي ازاء الملف في الوقت الذي لا تزال الاسرة الدولية تأمل فيه حمل كوريا الشمالية على العودة الى طاولة المفاوضات والعدول عن طموحاتها النووية. - "دمار شامل" - شهدت الاسابيع الماضي تراشقا في الاتهامات والشتائم بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون بعد التجربة النووية السادسة لبيونغ يانغ في 3 ايلول/سبتمبر وقيامها باطلاق صواريخ. واعتبر ترامب الذي هدد كوريا الشمالية ب"دمار شامل" الاحد ان المفاوضات "مضيعة للوقت". منذ تشكيلها في العام 2007، تشدد "آيكان" على ان استخدام الاسلحة النووية سيؤدي الى عواقب كارثية ما يجعل القضاء عليها امرا لا بد منه. وتحظى هذه المنظمة بدعم ناشطين وايضا بفائزين قبلا بجائز نوبل للسلام من بينهم ديزموند توتو والدالاي لاما وشخصيات على غرار يوكو اونو ومارتن شين. مع ان عدد الرؤوس النووية تراجع بشكل كبير على مدى ثلاثين عاما وانتقل من نحو 64 الفا في 1986 الى اكثر بقليل من تسعة الاف في 2017، بحسب نشرة العلماء الذريين لكن عدد الدول التي تملكها ازداد في المقابل. وبات هناك في العالم تسع دول تمتلك هذا النوع من اسلحة الدمار الشامل هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية واسرائيل. وكافأت لجنة نوبل مرات عدة جهود نزع السلاح النووي ومنحت جائزة نوبل للسلام الى المنشق السوفياتي اندري ساخاروف في 1975 ورابطة الاطباء الدوليين لمنع الحرب النووية في 1985 وجوزف روتبلات وحركة باغواش الداعية الى السلام في 1995 والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها انذاك محمد البرادعي في 2005. © 2017 AFP
مشاركة :