مشاكل عديدة تواجه دولة قطر، قد تهدد استضافتها لكأس العالم عام 2022، منها وضع العمالة الوافدة، بالإضافة إلى المخاطر السياسية المتصاعدة بسبب أزمة الدوحة مع جيرانها ودعمها للإرهاب. دعم الإرهاب فجرت صحيفة “صن” البريطانية، مفاجأة من العيار الثقيل اليوم، الجمعة، بعدما كشفت عن إمكانية سحب تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من قطر، في ظل مقاطعة العديد من الدول العربية للدوحة على خلفية دعمها للإرهاب. وقالت الصحيفة، إن دبلوماسيين غربيين ألمحوا إلى إمكانية سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر بسبب شبهات الفساد والأزمة الخليجية. وتحدثت الصحيفة عن تأثر مشروعات البنية التحتية المتعلقة بتنظيم بطولة كأس العالم 2022 نتيجة المقاطعة، بالإضافة إلى ظروف العمال القاسية المشاركين فى تشييد المنشأت الرياضية الخاصة بالبطولة. ويتوقع المراقبون أن تعاني قطر خلال الفترة المقبلة من تأخر وصول مواد البناء اللازمة لتشييد المنشآت الرياضية والمرافق المتعلقة بالملاعب المخصصة لاستضافة فعاليات المونديال، بعد قرار المملكة العربية السعودية بإغلاق المنفذ البرى الوحيد الذى يربطها بدولة قطر على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين. وفى حال تأكد الاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا” من عدم قدرة قطر على إنهاء تسليم المشروعات الخاصة ببطولة كأس العالم 2022 فى المواعيد المتفق عليها، قد يلجأ “فيفا” لسحب تنظيم البطولة من الدولة الخليجية. كما يتوقع المراقبون أن يتوافد إلى قطر نحو 7 ملايين سائح عام 2022، لمتابعة فعاليات بطولة كأس العالم، وسيجد هؤلاء صعوبة كبيرة فى الوصول إلى قطر لحضور مباريات المونديال، بسبب قرار الحظر المفروض على خطوط الطيران من وإلى قطر فى الأجواء المصرية والسعودية والإماراتية. ولا شك أن الحظر الجوى سيؤثر بالسلب على حركة الطيران التى ستكون قادمة من مختلف قارات العالم، خاصة القارة الأوروبية على اعتبار أن أكثر المنتخبات المشاركة فى المونديال تكون من تلك القارة، لاسيما وأن هذا الحظر سيزيد كثيراً من مدة رحلات الطيران. وضع العمالة وعن وضع العمالة في قطر، رصدت المنظمات الدولية انتهاكات لحقوق تلك العمالة، لا سيما العاملون في منشآت كأس العالم، وفي نهاية سبتمبر/ أيلول، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه يجب على قطر أن تفعل المزيد لحماية العمال من درجات الحرارة المرتفعة، التي كثيرا ما تصل إلى مستويات قد تؤدي إلى الوفاة. وكثيرا ما تنتقد هيومن رايتس ووتش ومنظمات حقوقية أخرى معاملة قطر للعمال الأجانب، الذين أصبحت ظروف عملهم موضع تدقيق إضافي مع استعداد البلاد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022. ودعت هيومن رايتس ووتش السلطات القطرية أيضا إلى التحقيق في أسباب وفيات بين عمال مهاجرين ونشر بيانات بشأن مثل هذه الحوادث، وفي 2013 أعلنت السلطات عن 520 حالة وفاة لعمال من بنجلادش والهند ونيبال. مخاطر سياسية متصاعدة وفي الإطار ذاته، أشار تقرير سري، نشره موقع “بي بي سي” إلى أن هناك “مخاطر سياسية متصاعدة” تهدد استضافة قطر لكأس العالم عام 2022. وقال التقرير، الذي أعدته “كورنر ستون جلوبال” للاستشارات، إن نسبة المخاطرة بالنسبة للمشاريع الاقتصادية المرتبطة بالحدث الكروي، خاصة تلك المرتبطة بأعمال البناء، ارتفعت بسبب الأزمة الخليجية الراهنة. وأضاف التقرير، أن مونديال 2022 في قطر أصبح “مشروعا عالي الخطورة” بالنسبة للشركات الأجنبية الكبرى، التي تعاقدت معها قطر لتحسين البنية التحتية بكلفة تبلغ 200 مليار دولار. وقال خبراء إقليميون، ومن وصفهم التقرير بالأشخاص المطلعين على ملف قطر لمونديال 2022، إنه من غير المؤكد إن كانت قطر ستستضيف ذلك الحدث الهام. كما قال دبلوماسيون غربيون، لمعدي التقرير، إنهم لا يستطيعون الجزم الآن إذا ما كانت قطر ستستضيف مباريات كأس العالم كما كان مخططا ومعلنا من قبل “فيفا”. الأسباب الرئيسية التي ساقها التقرير حول احتمال عدم استضافة قطر لكأس العالم: 1- الأزمة الخليجية والمناخ السياسي الذي ولدته. 2- تذمر شركات البناء الدولية بسبب الزيادة الكبيرة في أسعار مواد البناء بسبب المقاطعة (بنسبة تراوحت بين 20 إلى 25% واستنادا إلى شهادات متطابقة من 5 مديرين لمشاريع مختلفة في البنية التحتية). 3- تهديد العديد من أعضاء اللجنة العليا القطرية لكأس العالم 2022 بالاستقالة بسبب ما وصفوه بالتدخل الزائد عن حده للسياسيين في تخصيص النفقات، فضلا عن مزاعم بالفساد. لكن اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر أصدرت بيانا أكدت فيه أن لا خطر على الإطلاق يحدق بمستقبل أول كأس للعالم في كرة القدم تستضيفه منطقة الشرق الأوسط. وشكك البيان في الدوافع وراء إصدار التقرير.
مشاركة :