تحاول الأمم المتحدة حث أطراف متهمة بالتورط في قتل أطفال والهجوم على مستشفيات في اليمن، على الحد من تبعات الصراع المسلح في بلاد تعاني من فاجعة إنسانية. ولذلك أدرجت المنظمة الدولية الخميس التحالف بقيادة الرياض وكذلك حركة الحوثيين وقوات موالية للحكومة اليمنية، في قائمة سوداء "بسبب مقتل وإصابة 683 طفلا في اليمن وشن هجمات على عشرات المدارس والمستشفيات" خلال 2016. لكن المنظمة الأممية أشارت في الوقت نفسه إلى أن التحالف بقيادة الرياض اتخذ إجراءات لتحسين حماية الأطفال. ويقول المحلل السياسي والباحث اليمني نبيل البكيري إن إدراج هذه الأطراف "إجراء طبيعي تأخر كثيرا لكنه حتى الآن مجرد مشروع قرار وبحاجة للموافقة والتصويت عليه". ويضيف في حديث لـ "موقع الحرة" أن "الجميع مشتركون في هذه الأخطاء الكارثية بحق الأبرياء". وسيترتب على قرار الأمم المتحدة "إن تم التصويت عليه" بدء تحقيقات دولية في هذه الانتهاكات، ومن ثم إدانة الأطراف واتخاذ تدابير قانونية مناسبة ضدها، حسب المحلل اليمني. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أشار إلى أن الهدف من هذا التقرير السنوي ليس إدانة الانتهاكات التي ترتكب ضد الأطفال فحسب، وإنما أيضا حض الأطراف المتحاربين على اتخاذ إجراءات للحد من عواقب النزاعات على الأطفال. وعام 2016، قرر سلف غوتيريش، بان كي مون، سحب التحالف بقيادة الرياض من مشروع اللائحة السوداء المرفق بالتقرير السنوي عن الأطفال والنزاعات لعام 2015. وتحدثت وسائل إعلام حينها عن "تهديد" السعودية بوقف تمويل برامج إنسانية للأمم المتحدة، لكن الرياض نفت ممارستها أي ضغوط في هذا السياق. وأدى العنف في البلاد إلى تضرر البنى التحتية الأساسية ما أدى إلى حرمان 14.5 مليون شخص من الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي بانتظام، حسب منظمة الصحة العالمية. ويطالب الباحث اليمني إياد دماج الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمواصلة الضغط على الأطراف المتصارعة لتوقف الحرب التي تستنزف اليمن، وذلك في حديث لـ"الحرة". ويضيف دماج أن الضحايا المدنيين لا يجب أن يتحولوا إلى أرقام. ويتابع قائلا: "المسار السياسي في اليمن جرف بالكامل، ولم يعد أحد يستمع للضحايا". المصدر: موقع الحرة
مشاركة :