جدة: «مصنع غاز كيلو 14» ... «فوهة البركان الصامت»

  • 8/22/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منذ ثلاثة عقود وأكثر، وسكان حي كيلو 14 (جنوب محافظة جدة) يشتكون من وجود مصنع الغاز الذي يعد وجوده داخل منطقة سكنية خطأ استراتيجياً، تسبب بكثير من المتاعب لأبناء الحي، هذا من غير الروائح التي تنبعث منه بين حين وآخر، والخوف والقلق الذي يسببه داخل البيوت. يقول أحد سكان حي كيلو 14 محمد القرني في حديث إلى «الحياة» نعيش في حالة من الرعب الدائم، فعندما نستعيد شريط الذكريات لأحداث انفجارات يسببها «الغاز»، نتذكر كل تلك الفواجع التي ارتبطت به، مثل حادثة انفجار أنبوبة في مطعم شعبي في حي الجامعة وأودت بحياة 71 شخصاً، فيما تسببت حادثة حي الوزيرية في إصابة 42 شخصاً، كما أحدث انفجار ناقلة الغاز في الرياض بأضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات. ويضيف: «نأمل من المسؤولين اتخاذ قرار بنقل المصنع إلى مكان بعيد عن الأحياء السكنية، واتخاذ حل سريع وعاجل قبل وقوع الكارثة التي لن نسامح من تهاون في معالجتها». وكانت المديرية العامة للدفاع المدني أوصت بنقل مدرستين مجاورتين لمصنع الغاز، واعتبر السكان هذا القرار صائباً، مطالبين بالنظر في أمر هذا المصنع وأهمية الإسراع في إبعاده من الحي، مؤكدين أن بقاءه داخل الحي السكني يمثل تحدياً لتعليمات السلامة في الأحياء السكنية، الأمر الذي يعتبر عدم اكتراث بحماية الأرواح والممتلكات، خصوصاً أن المصنع لا يفصل بينه وبين مواقع أخرى سوى أمتار عدة. بدوره، يشير أحمد الفايز وهو أحد سكان حي كيلو 14 إلى أنهم يعانون من رائحة الغاز المتسرب من مصنع الغاز الموجود وسط الحي، إذ يعيشون تحت وطأة الخوف بأن يشب حريق وهو ما قد يحوّل المنطقة إلى كارثة لا تحمد عقباها، خصوصاً في وجود العديد من المساكن في الحي، كما توجد أحياء أخرى مجاورة وخزانات الغاز ضخمة وهي تنبئ بكارثة. ويؤكد: «طالبنا بإخراج هذا المصنع من الحي ولكن من دون جدوى وكأن هذا الأمر لا يمثل كارثة تجعل حياة أكثر من 10آلاف إنسان على المحك». كما يرى خالد الجهني أحد السكان بأن الحي يعاني من انبعاث روائح الغاز وتزداد الروائح في فترة آخر الليل، وكذلك ساعات الصباح الأولى التي يزدحم فيها الحي بشاحنات الغاز الخارجة من المصنع بالمئات، لافتاً إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الربو، دائماً ما تباغتهم نوبة ضيق التنفس، نظراً إلى تلوث الأجواء المحيطة بهم بالغاز ومشتقاته الضارة. فيما ناشد عدد من السكان أمير منطقة مكة المكرمة بالوقوف على هذا المصنع والبت في أمره في شكل عاجل، فالمواطنون يعيشون في حالة خوف وهلع دائم، إذ يعد الأمر كابوساً مخيفاً منذ أعوام عدة ولا أحد يجيب على مطالبنا في نقل هذا المصنع. «شركة الغاز»: الزحف السكاني طوّقنا الشركة المشرفة على المصنع أوضحت في بيان سابق، أنه عند إنشاء المصنع كان الموقع خالياً من العمران، غير أن الزحف السكاني هو الذي طوق الشركة من جميع الجهات. وشددت على أنه كان من الضروري التنبه إلى ذلك، ومنع البناء في المنطقة المجاورة للمصنع، وطلبت الشركة من الجهات المعنية في المنطقة تقدير وضع الشركة وتأييد بقاء محطاتها في أماكنها كون عملية النقل تكلف الشركة مبالغ طائلة وهي في وضع مالي صعب وملتزمة التزاماً تاماً بوسائل السلامة. وأشارت إلى أنها تراقب أوضاع محطات الشركة باستمرار، مع التزام بتوفير المحيط الأمني المقدر بـ 200 متر.

مشاركة :