تعود فكرة الكتب الصامتة إلى عام 2012 عندما أطلق المجلس الدولي لكتب اليافعين مشروع «الكتب الصامتة» تحت شعار «من العالم إلى لامبيدوزا»، كمشروع ثقافي يستهدف الأطفال اللاجئين الموجودين على جزيرة لامبيدوزا، أكبر الجزر الإيطالية في البحر الأبيض المتوسط، وبوابة عبور اللاجئين والمهاجرين من إفريقيا والشرق الأوسط إلى القارة الأوروبية، بغية تزويدهم بمجموعة من الكتب المصورة، بهدف مساعدتهم على تجاوز الحواجز اللغوية، وفهم هذه الكتب والاستمتاع بها. وبعد النجاح الذي حققه هذا المشروع الثقافي، قامت الفروع الوطنية للمجلس الدولي لكتب اليافعين بترشيح مجموعة من الكتب المصورة لعرضها كل عامين في معرض يتنقل بين مجموعة من الدول حول العالم. الدورة الثانية من المعرض حطت رحالها أخيراًعلى أرض الإمارات، بهدف تسليط الضوء بشكل أكبر على قوة الصور والرسوم في إيصال المعاني والمفاهيم المختلفة إلى القراء الصغار. رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مروة العقروبي، قالت لـ«الإمارات اليوم»: «إذا تساءلنا هل هناك كتب يمكنها نقل القصص والأفكار والمعاني من دون الحاجة إلى نصوص لغوية مكتوبة؟ فالجواب هو نعم، إنها الكتب التي تستخدم الصور والرسومات فقط لتنمية خيال الأطفال، تلك الكتب التي تتحدث اللغة العالمية للإبداع والتعاطف والحب، متجاوزة فيها حدود النص اللغوي المكتوب»، مضيفة أن العالم شهد تركيزاً متزايداً على الكتب المصورة، وما تحمله من أهمية تصبّ في مصلحة الارتقاء بخيال الطفل، وتوسيع مداركه، وتنمية قدراته الذهنية. وتابعت العقروبي «انطلاقاً من أهمية هذه الكتب ودورها في كسر مختلف الحواجز اللغوية وإيصال رسائلها القيّمة، استضافت دولة الإمارات، وللمرة الأولى على مستوى المنطقة، معرض الكتب الصامتة بمبادرة من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، منذ الأول من أغسطس، واختتم الأسبوع الماضي». الكتاب الصامت العقروبي أوضحت أن الكتاب الصامت هو الكتاب الذي لا يحتوي على نص، بل يتضمن صوراً ورسومات فقط، وينقل لقارئه الأفكار والمعاني من خلال الصور، معتمداً اعتماداً كلياً على الصورة المقروءة في سرد مضمون القصة التي يحتويها الكتاب. ويسهم الكتاب الصامت بشكل ملحوظ في تشجيع الأطفال على التفاعل معه بطريقتهم الخاصة، مطلقاً العنان لخيالهم لفهم المضامين والأفكار والمعاني الكامنة وراء الصور التي يحتويها. وتابعت «تمتاز هذه الكتب عن غيرها من الكتب التقليدية بأنها تساعد الأطفال على تخطي حواجز اللغة والثقافة، الأمر الذي يسهم في تنمية مهاراتهم الذهنية، ويعزز لديهم القدرة على فهم الأفكار التي تتناولها، فضلاً عن أنها تتيح للأطفال دون سن المدرسة، الذين لم يتعلموا القراءة بعد، فرصة التحليق بخيالهم وفهم ما يدور حولهم من خلال الصور والرسوم التعبيرية». كسر الحواجز رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين قالت إن «استضافة دولة الإمارات لهذا المعرض جاءت انسجاماً مع المسيرة الثقافية والمعرفية التي تنتهجها الدولة في سبيل تطوير مجالات الآداب والفنون المختلفة، وذلك لما تمثّله من ثقل ثقافيّ في المنطقة، لتكون بذلك أول دولة عربية تستضيف هذا المعرض، كونه يعرّف بنوع جديد من أنواع الكتب التي تساعد الأطفال اللاجئين على مواصلة القراءة دون تحديات لغوية، كما يعنى بإبراز الجانب الإنساني الذي ينسجم مع (عام الخير) الذي تمضي قيادة الدولة في تثبيت دعائمه». وأكدت العقروبي أن المعرض لعب دوراً بارزاً ومهماً في تعزيز حزمة من القيم والمبادئ في نفوس الأطفال، وذلك عبر عرضه مجموعة من الكتب الصامتة التي نجحت في كسر العديد من الحواجز التي تقف عائقاً بين الطفل والكتاب، ليتمكن كل من يطّلع عليها من فهم القصة التي يحتويها عبر تسلسل الصور وتطبيق مضامينها. 51 كتاباً صامتاً ضم المعرض 51 كتاباً صامتاً قام باختيارها المجلس الدولي لكتب اليافعين، من 18 دولة أجنبية، أبرزها: فرنسا، الدنمارك، كولومبيا، هولندا، كوريا الجنوبية، ألمانيا، الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف المجلس الإماراتي لكتب اليافعين كتابين من الأردن وكتاباً من لبنان. «كان ياما كان» تتمثل رؤية مبادرة «كان ياما كان» بأربعة أهداف رئيسة، هي تزويد الأطفال الموجودين في المناطق التي تعاني صعوبات في الوصول إلى الكتاب، نتيجة ظروف اجتماعية أو طبيعية أو بسبب الاضطرابات والحروب، بمجموعة مميّزة من الكتب عالية الجودة، شكلاً ومضموناً، لتكون بمثابة مصادر معرفية وترفيهية. بالإضافة إلى توفير الدعم المعنوي والنفسي من خلال جلسات العلاج بالقراءة للأطفال اللاجئين، والتي أقامت المبادرة سلسلة ورش عمل حولها، بهدف تخريج أول فريق إماراتي متخصص بالعلاج بالقراءة، إلى جانب حملات التبرع بالكتب التي تنظمها «كان ياما كان» على مدار العام، ومعرض الكتب الصامتة.
مشاركة :