القاهرة: محمد شبانةنادية حسني، واحدة من بين أشهر المذيعات في مصر، اشتهرت بإخلاصها للبرامج الفنية، حيث تفضل أن يتخصص المذيع في مجال واحد لإتقان ما يقدمه. سلطت الضوء من خلال برامجها الثلاثة المعروفة «يلا سينما، والجوكر، وبالألوان الطبيعية»، على حركة الفن بأنواعه في مصر والدول العربية. وحول تجربتها كمذيعة، ورأيها في البرامج السياسية، وبرامج التوك شو، ووضع الإعلام حالياً، ومشوارها كممثلة في مجال الدراما، وعلاقاتها بالسينما كان معها هذا الحوار. بداية لماذا تحرصين على تقديم البرامج الفنية تحديداً؟- لأنني أعشق الفن بجميع أنواعه، وكل ما يتصل بالعملية الإبداعية هو فن، وتحديداً السينما التي تعتمد على سحر الصورة بشكل أساسي، وأحرص على مشاهدة كل الأفلام الحديثة العربية والأجنبية، يومياً تقريباً، وكل فيلم أتابعه للنهاية، حتى إن لم يعجبني، وأتفهم وجهة نظر السيناريست، والمخرج، لأن فكرة الفيلم ملكه في النهاية، ولو قدم كل مخرج فيلماً على ذوق المشاهد لن نجد أحداً يقدم أفلاماً، لذا أحترم الفيلم الذي لا يعجبني، تماماً مثل الذي ينال إعجابي.لكن الفيلم الأجنبي لم يعد له سوق رائجة في مصر مؤخراً؟- قلة عدد دور العرض التي تقدمه هي السبب، قد تجد الفيلم في 15 دار عرض فقط في مصر كلها، هذا الرقم لا شيء، ولا يمكن به أن يحقق نجاحاً، حتى ولو كان شباك التذاكر في الحفلات كلها كامل العدد، قرار غرفة صناعة السينما تحديد عدد نسخ الفيلم الأجنبي جاء لحماية الفيلم المصري الذي يعاني عثرات نعرفها جميعاً، ولا أعرف مدى تأثير القرار في دعم صناعة السينما لدينا، لكن من يريد أن يشاهد فيلماً أجنبياً يضطر للذهاب إلى دور عرض بعينها، ربما تبعد كثيراً عن مقر إقامته.كيف تصفين تجربتك في الدراما؟- المخرج الكبير محمد فاضل هو أول من قدمني في الدراما كممثلة في مسلسل «زينات والتلات بنات»، من خلال دور محامية، ثم توالت الأعمال منها: «عيون ورماد، ومشوار امرأة، انس اللي فات يا فرحات، العندليب، من أطلق الرصاص على هند علام، وعفاريت محرز»، والمسلسل الأخير من نوع «الست كوم»، وقدمت فيه شخصية «سوكي».لماذا ابتعدت عن الدراما 3 سنوات؟- المسلسلات كثيرة لو أردت الاشتراك سنوياً لفعلت، لكنني لا أريد أن أفقد مكانتي لدى الجمهور، خصوصاً أنه يراني على الشاشة كمذيعة بشكل مستمر، حتى الفنانين أنفسهم، لأنني أعتبر نفسي مذيعة أولاً، الذين يعملون بشكل مستمر يحرص أغلبهم على التواجد في مسلسل واحد سنوياً فقط.لو عرض عليك بطولة مسلسل جديد للسندريلا هل ستوافقين؟- بكل تأكيد، فأنا قدمت شخصية سعاد حسني من قبل في مسلسل «العندليب»، وتم اختياري للدور لأنني قريبة الشبه منها جداً في الشكل، وهذا أسعدني طبعاً، لكن بعد التصوير اكتشفت صعوبة كبيرة في الانفصال عن هذه الشخصية بالذات فترة طويلة، فقد تقمصتني بالمعنى الحرفي للكلمة، ولا أبالغ إن قلت إنني كدت أنسى اسمي الحقيقي بسببها.هل تفكرين في السينما؟- أعتز بتجربتي في الدراما، وأنتظر دوراً قوياً في السينما، أنا مذيعة في الأصل لكنني أيضاً ممثلة محترفة، ولم أدخل مجال التمثيل بالوساطة، بل تدربت عليه في استوديو الممثل الدكتور محمد عبد الهادي قبل أن أقف أمام الكاميرا كممثلة بشكل فعلي. علمنا أنك تعاقدت على بطولة فيلم سينمائي لكن المشروع توقف.. لماذا؟- أولاً، لم أكن أنا بطلة الفيلم، إنما كان لي دور محوري، وكان من المفترض أن نبدأ التصوير في يناير/ كانون الثاني 2011، لكن بقيام ثورة 25 يناير، توقف كل شيء، ولا أعرف مصير الفيلم حتى الآن، لا توجد أي تصريحات عنه من الشركة المنتجة، ولا يلوح في الأفق أنه سيجري تنفيذه قريباً، وعلاقتي بالسينما كممثلة ليست قوية مثل الدراما، ولم أشارك سوى في فيلم «في بيت واحد» بدور فتاة فلسطينية، وهو مشروع تخرج طالب في معهد السينما.هل لديك نية بالفعل لاستكمال طريق التمثيل؟- النية موجودة، لكن لا بد من عمل مناسب أقدم به نفسي للجمهور، فقد عرض علي الكثير، لكنها أدوار غير مناسبة.ما رأيك في البرامج السياسية؟- صراحة لا أحبها، سبق وعرض علي أكثر من مرة تقديم برنامج سياسي، لكنني رفضت بإصرار، البرامج السياسية ستظل موجودة لكنها تقلصت كثيراً في الفترة الأخيرة، وأغلب برامج «التوك شو» الجمهور أصبح يعزف عنها، لأنه ببساطة ملّ منها بعد حالة الاستقطاب الشديدة التي عانيناها على 6 سنوات، وأعتقد أن مقدمي برامج «التوك شو» لا بد أن يطوروا من أنفسهم، حتى لا يفقدوا جمهورهم بالكامل.كيف يكون شكل التطوير؟- من يقدمون ه ذه النوعية أدرى ببرامجهم، لكن تطوير أي برنامج يقف وراءه فريق عمل محترف وقناة لا تبخل عليه، ومذيع لبق على قدر كبير من الثقافة، وعلى دراية كاملة بمحتوى الحلقة قبل التصوير والأسئلة المتوقعة من الضيوف والجمهور، ولا يتبنون رأي القناة التي يعملون فيها على طول الخط.هل تتدخل كل قناة في فرض رأيها على برامج «التوك شو»؟- بالتأكيد، لكن المذيع لا بد أن يكون له دور كبير في إنجاح البرنامج، ويستطيع تجاوز الخط المرسوم له باحتراف لو كان على قدر من الذكاء، يستطيع أن يقول كل ما يريد لو شئنا الدقة، ولو أسعفته الثقافة واللغة ودقة اختيار الألفاظ وحيادية التعبير.ماذا تقصدين بمصطلح «حيادية التعبير»؟- «حيادية التعبير» لا تعني كلاماً يحتمل معنيين، لكن تعني حيادية المذيع نفسه في تناول قضية معينة حتى لو كانت القناة نفسها لها توجه واضح فيها، وتميل إلى رأي معين في هذه القضية، لو شاء المذيع أن يكون محايداً لفعل مهما كان توجه القناة.ماذا لو استبدلت به القناة مذيعاً آخر يقول ما تريد؟- القناة لا تستغني عن المذيع الناجح بسهولة، في الوقت نفسه مسألة توجه القنوات هذه لم تعد ذات حساسية، يمكن للمذيع أن يقول كل ما يريد الآن بما فيه انتقاد الحكومة نفسها على الأداء الاقتصادي، والمشكلات الاجتماعية، مثل الفقر والمرض والبطالة، وتدهور الخدمة في المستشفيات وغيرها من السلبيات التي تفرض نفسها على أي مجتمع.تردد مؤخراً كلام عن بيع قناة «دريم» ماذا لو تحقق، هل تتركين القناة، أم تفضلين البقاء مع المالك الجديد؟- حتى الآن لا يوجد شيء حقيقي على أرض الواقع، لكن المؤكد أن «دريم» صاحبة الفضل في صنع اسم نادية حسني، والجمهور عرفني من خلالها، قدمت على شاشتها كل برامجي الفنية الناجحة «يلا سينما، والجوكر، وبالألوان الطبيعية»، وأي برنامج جديد آخر سوف أقدمه من خلال شاشاتها أيضاً.أي برامجك الأقرب إلى قلبك؟- لا أقدم برنامجاً إلا وأنا مقتنعة به تماماً، لذلك لا أعرف الندم وكل برامجي أحبها، لكنني أعتز جداً ببرنامج «بالألوان الطبيعية» بسبب شعبيته الجماهيرية الجارفة، والتنوع المتميز في حلقاته.هل تتابعين برامج «التوك شو»؟- أتابع برنامج «العاشرة مساء»، ليس لأنه يبث على «دريم»، بل لأنه يستحق المشاهدة، والجهد المبذول فيه ضخم جداً، يرصد كل ما يحدث في مصر تقريباً، وبقية برامج «التوك شو» ليس لدي وقت لمتابعتها، ولا أعرف إذ كانت بنفس الجودة أم لا، لكن من خلال متابعات متفرقة وجدت أن معظم مقدمي برامج «التوك شو»، يقولون آراءهم الشخصية، ولا يقدمون القضية التي يتناولونها بشكل حيادي.
مشاركة :