محاولة جديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة تفشل في تشويه سمعة قطر لدى دول أوروبا، فبعد مؤتمرات لندن وجنيف ووارسو التي مولتها أبوظبي بملايين الدولارات، عقدت أمس الجمعة ندوة بعنوان: «قطر.. كواليس أزمات الشرق الأوسط» في العاصمة الفرنسية باريس، نظمها الإعلامي والبرلماني المصري عبدالرحيم علي المعروف بارتباطاته مع الإمارة، وذلك ضمن حملة تحريضية يقودها لتخريب العلاقات القطرية الفرنسية.رغم اقتصار تغطية الندوة الإماراتية على وسائل الإعلام التابع لدول الحصار؛ وعزوف وسائل الإعلام الفرنسية عن متابعتها، إلا أن «العرب» حصلت على صور تظهر قلة عدد الحضور الذي لم يتجاوز 30 شخصاً بينهم صحافيين من دول الحصار. وكشفت التقارير المصورة التي بثتها وسائل الإعلام في مصر والإمارات، تغاضيها عن إظهار حجم الحضور، بينما ركزت على المنصة الرئيسية التي ضمت شخصيتين فرنسيتين فقط. عزوف كبير وكشف المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط (مؤسسة أوروبية) أن منظمي الفعالية كانوا يسعون إلى تدشين مؤتمر كبير، إلا أنهم واجهوا عزوفاً كبيراً عن المشاركة من قبل النخب الإعلامية والبحثية والسياسية الفرنسية، الأمر الذي أدى إلى تحويره بما يشبه ندوة إعلامية. وشارك في الندوة الإعلامية: عبدالرحيم علي رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة البوابة نيوز؛ الممولة من الإمارات، ورولان دوما وزير خارجية فرنسا السابق المعروف عنه بأنه يهاجم قطر بشكل متكرر؛ كما أنه يحل ضيفاً دائماً في ندوات مركز الدراسات التابع لعبدالرحيم، بالإضافة إلى فرانسوا أسلينو المرشح اليميني للرئاسة الفرنسية الماضية، والذي فشل في تجميع 500 توقيع؛ ليتم قبوله في قائمة المرشحين الرسميين. وظل عبدالرحيم علي يروج خلال حديثه بالمؤتمر لمزاعم حول قطر دون تقديم أي دلائل، حيث قال: إن «الإرهاب والدول الداعمة له مثل قطر تسعى لتفتيت المنطقة العربية». وتابع علي المعروف بعلاقته المشبوهة مع الأجهزة الأمنية في مصر قائلاً: إنه سيتم إقامة مؤتمرات والتواصل مع وسائل الإعلام من أجل ما أسموه بـ «فضح قطر». وقال المجهر الأوروبي، إن الندوة الإماراتية التحريضية قد فشلت بسبب غياب اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية، موضحاً أن منظميها حولها إلى كلمات ارتجالية للإساءة لقطر، دون مضمون مدعم بالأدلة. وأوضح المجهر الأوروبي أن الندوة منعقدة خصيصاً لـ «تشويه سمعة» قطر في الأوساط الفرنسية، واتهامها باستخدام البلدان الأوروبية منطلقاً لدعم «جماعات إرهابية»، وكان من المفترض أن تناقش محاور «علمية»، وفق ما أعلن عنه المنظمون سابقًا، لكنها لم تنجح بحشد مشاركات لأي من الشخصيات البارزة في صناعة القرار الفرنسي، أو في المجتمع الفرنسي. كلمات استعراضية وأكد المجهر الأوروبي، في بيان له أمس، أن الندوة لم تناقش أي من المحاور التي أعلن عنها مسبقاً، «قطر والإرهاب عبر القارات، قطر وفرنسا.. تاريخ قصير ومخاطر كبيرة، قطر خلف أزمات الشرق الأوسط»، بل اكتفت بكلمات وصفها «المجهر» بالاستعراضية. وبين المجهر الأوروبي أن الكلمات هدفت لتحريض المجتمع الفرنسي عبر عنوانين أساسيين، الأول، اتهام قطر بالعمل على رفض أية علاقات تطبيعية مع إسرائيل، والعنوان الآخر محاولة ربط قطر بالعمليات الإرهابية التي حدثت في أوروبا مثل عملية «مدريد». وأوضح «المجهر الأوروبي» أن الندوة -المدعومة إماراتياً- هي أحد أوجه الحملة الإعلامية التي تنفذها الإمارات في فرنسا، عبر إعلامي مصري مثير للجدل، يدعى عبد الرحيم علي، مبيناً أن علي سوّق نفسه خلال الأشهر الماضية لدى الإمارات بأن في استطاعته شنّ هجمة إعلامية في فرنسا ضد قطر، وذلك من خلال افتتاح مكتب رئيسي لموقع صحيفة «البوابة نيوز»، ونسخة فرنسية للموقع الذي خصصت لإنشائه ملايين الدولارات في العاصمة الفرنسية باريس. يذكر أن الندوة التي نظمها علي باسم شركة فرنسية، تهدف للعمل عن بعد، يملكها مع زوجته ونجله، دُشنت بتمويل إماراتي، عقب الأزمة مع قطر في 26 يوليو الماضي. وقال المجهر الأوروبي إن عبد الرحيم علي الذي افتتح الندوة بدا متوتراً لغياب الحضور ووسائل الإعلام، الأمر الذي دعاه لاحقاً للخروج من القاعة، والتصريح لشبكة «سكاي نيوز» الإماراتية، متهماً السلطات الفرنسية بمنع وصول الإعلاميين للقاعة، فضلاً عن اتهامه قطر بالتوغل في أوساط المجتمع الفرنسي. ولفت المجهر إلى أن كلمة علي، لم تخرج عن سياق خطابه الدعائي الذي استخدمه خلال الأشهر القليلة الماضية؛ بهدف تسويق نفسه لدى الإمارات، وهو ما توج بافتتاح مكتب رئيسي لموقع صحيفة «البوابة نيوز»، ونسخة فرنسية للموقع الذي خصصت لإنشائه ملايين الدولارات في العاصمة الفرنسية باريس.;
مشاركة :