فيما أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، أمس، خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن روسيا ستنفذ بالسرعة القصوى الممكنة تعهداتها ضمن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، أعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن تعاون موسكو والرياض في المجال العسكري التقني غير موجه ضد دول ثالثة، ولا يوجد أي مبرر للقلق. وأوضح بيسكوف، اقتناع موسكو بأن تطوير التعاون الروسي السعودي يصب في مصلحة الدولتين في المقام الأول، وفي مصلحة الاستقرار في العالم وفي المنطقة، لافتا إلى أن مسألة التعاون العسكري كانت على أجندة المباحثات الروسية السعودية على أعلى مستوى. الأزمة السورية في الشأن السوري، أشار بيسكوف إلى أن الملف السوري كان حاضرا بقوة في مباحثات الزعيمين السعودي والروسي. وفي الوقت الذي امتنع فيه بيسكوف عن الإدلاء بأي تفاصيل بشأن مستقبل بشار الأسد، ألمحت مصادر سياسية روسية إلى أن المباحثات حول سورية ركزت على جهود المملكة في توحيد صفوف المعارضة بالدرجة الأولى، لافتة إلى أن تلك الجهود أوضحها الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال كلمته أول من أمس، والتي أكد فيها دعم الرياض لتنفيذ مقررات جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بشأن سورية، ودعم مشاورات أستانا لتحقيق فكرة إقامة مناطق تخفيف التوتر تمهيدا للبدء في تسوية سياسية. الحرب على الإرهاب أكد مصدر دبلوماسي روسي لـ«الوطن»، أن أحد أهم محاور وأهداف زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو، هو محاربة الإرهاب وحرمانه من التمويل والرعاية، مشددا على أن مبادرة الملك سلمان بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة، تحظى باهتمام كبير من جانب موسكو. وأشار المصدر إلى أن الخطوة السعودية بإنشاء مركز مكافحة الإرهاب على أراضيها، يعتبر خطوة مهمة على طريق القضاء على هذه الظاهرة التي تواجه العالم برمته، لافتا إلى أن المباحثات التي أجراها كل من وزيري خارجية البلدين أكدت على وجود تطابق في الرؤى والمواقف بشأن مكافحة الإرهاب. توسيع النفوذ الروسي يأتي ذلك، فيما خصصت أكثر من قناة تلفزيونية روسية، منذ زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو، عددا من البرامج الحوارية والتحليلية التي شارك فيها خبراء ومحللون روس وأوروبيون وأميركيون. وظهر احتفاء واضح من جانب الخبراء الروس الذين رأوا أن الدبلوماسية الروسية المدعومة بالعمليات العسكرية في سورية، كانت أحد أسباب توسيع مساحة النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، معربين عن ثقتهم في القيادة السعودية لتعزيز علاقات البلدين. وأرجع عدد من الخبراء الأوروبيين التحولات القائمة في الشرق الأوسط وتوجه العديد من دول المنطقة لتنويع علاقاته، إلى فشل إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في إدارة علاقات واشنطن بحلفائها الخارجيين، وازدواجية المعايير التي تنتهجها واشنطن إزاء العديد من دول العالم، وخاصة دول الشرق الأوسط، والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة بحق حلفائها. مواضيع الإعلام الروسي - تحليلات وتغطيات مستمرة للزيارة - تأكيد على أهمية دور المملكة - الإشارة إلى سياسة أوباما الخارجية الخاطئة - الإشادة بالمركز الدولي لمكافحة الإرهاب - التشديد على أهمية النفوذ الروسي في الشرق الأوسط
مشاركة :