يصعب على الباحثين تقدير مدى انتشار حالات الخيانة الزوجية بدقة، إذ إن كثراً قد يكذبون حول هذا الشأن أثناء مشاركتهم في الدراسات الاستقصائية، كما ذكر موقع «سي أن أن». لكن وفق تقديرات الباحثين، تتراوح نسبة الخيانة الزوجية ما بين 20 و25 في المئة بين الرجال و10 و15 في المئة بين النساء. وجاء في دراسة نشرت في عدد حزيران (يونيو) من مجلة «American Sociological Review» أن الرجال الذين يعتمدون على زوجاتهم مادياً في شكل كامل هم الأكثر إقداماً على الخيانة بمعدل ثلاث مرات أكثر من الرجال الذين يكسبون رزقهم. وبينما لا تتجاوز نسبة الخيانة بين النساء اللواتي يعتمدن على أزواجهن مادياً في شكل كامل الخمسة في المئة، تبلغ نسبة الخيانة بين الرجال الذين يعتمدون على زوجاتهم مادياً 15 في المئة. وتعليقاً على النتائج، تقول الكاتبة الرئيسية للبحث كريستن مونش، وهي أستاذة مساعدة في علم الاجتماع في جامعة كونيتيكت: «أعتقد أنه أمر متعلق بأفكارنا الاجتماعية بما يعنيه أن يكون الشخص رجلاً... والتوقعات الاجتماعية المرتبطة بالرجولة». ووفق مونش، الاعتماد مادياً على الزوجات قد يشعر الأزواج بتهديد لرجولتهم، وإقامة علاقة خارج الزواج تعد طريقة لتعويضهم عن ذلك النقص حتى وإن كان أمراً لا شعورياً. واستندت الدراسة إلى معلومات جمعت من 2750 متزوجاً تتراوح أعمارهم بين 18 و32 سنة. في المقابل، كانت السيدات المعيلات لمنازلهن مادياً الأقل ميولاً إلى الخيانة، إذ لا تتجاوز نسبة الخيانة الزوجية ضمن تلك الفئة من النساء الـ1.5 في المئة سنوياً. وتشير أدلة كثيرة إلى أن السيدات المعيلات لأسرهن كنّ يعرفن أنهن يكسرن الأعراف الاجتماعية بإعالتهنّ أزواجهن وكنّ يشعرن بالذنب حيال هذا ويقمن بكلّ ما في وسعهنّ لدعم حس الرجولة لدى أزواجهن من طريق تأدية مزيد من الأعمال المنزلية على رغم أنهن يعملن بدوام كامل. أما الرجال المعيلون لزوجاتهم فهم معرّضون للخوض في علاقة خارج إطار الزواج بنسبة 4 في المئة. يذكر أن النساء هن المعيل الأساسي أو الوحيد في 40 في المئة من المنازل الأميركية التي تضم أطفالاً، وفق تقرير لمركز «بيو» للبحوث عام 2013. لكن، طالما سيستمر شعور الرجال بأن إعالة أسرهم هي مهمتهم الطبيعية، قد يبقى أزواج النساء المعيلات الأكثر إقداماً على الخيانة.
مشاركة :