نفت إيران أمس (الجمعة) أن تكون منفتحة على بحث برنامجها الصاروخي مع القوى العالمية، بعدما نقل تقرير لـ «رويترز» عن مسؤولين يفيد بأن طهران مستعدة لإجراء محادثات في شأن ترسانتها، مشددة على أن برامجها للصواريخ الباليستية تقوم على «أغراض دفاعية فقط وأنها غير قابلة للتفاوض». ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله: «أكدت إيران في كل الاجتماعات الثنائية الديبلوماسية. أن برنامجها الصاروخي الدفاعي غير قابل للتفاوض وأنه لا يتعارض مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231». وشدد قاسمي أن طهران تعتبر برامجها الصاروخية «حقاً من حقوقها المشروعة»، لافتاً الى انها ستستمر في تطوير برامجها واستراتيجياتها الدفاعية التقليدية والمقررة ضمن إطار خططها. وأوضح أن وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أكد على هذا الأمر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي جميع الاجتماعات والمحادثات الخاصة ومقابلاته مع وسائل الإعلام الدولية. ونقل تقرير لـ «رويترز» في وقت سابق أمس عن مسؤولين إيرانيين وغربيين مطلعين قولهم إن إيران لمحت للقوى العالمية الست (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى أنها ربما تكون مستعدة لإجراء محادثات في شأن ترسانتها من الصواريخ الباليستية، سعيا لتخفيف التوتر المحيط ببرنامجها المثير للخلاف. وتعهدت طهران مراراً مواصلة بناء ما تصفها بالقدرات الصاروخية الدفاعية في تحد لانتقادات غربية، وقالت واشنطن في هذا الشأن إن موقف إيران ينتهك الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية في العام 2015. واعتبر ترامب الخميس الماضي خلال اجتماع في البيت الأبيض في حضور كبار المسؤولين العسكريين في البلاد، أن إيران لم تحترم «روح» الاتفاق النووي، مشدداً على أن هذه لحظة «الهدوء الذي يسبق العاصفة». وصرح متحدثاً عن طهران، بأنهم «لم يحترموا روح هذا الاتفاق» الموقع في العام 2015 بين طهران والقوى الست الكبرى، والذي يهدف إلى ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني في مقابل رفع تدريجي للعقوبات. وأضاف في بداية الاجتماع أن «النظام الإيراني يدعم الإرهاب ويصدر العنف والفوضى في الشرق الأوسط». وتابع أنه «لذا، يجب أن نضع حداً للعدوان المستمر من إيران، ولطموحاتها النووية»، مشدداً على أنه «يجب ألا نسمح لطهران بالحصول على أسلحة نووية». وقال الرئيس الأميركي رداً على سؤال حول قراره المنتظر في شأن الاتفاق، أنه سيعلنه في وقت «قريب جداً». وأوضح: «أتعرفون ما يمثله هذا؟ ربما هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة». وتابع: «أي عاصفة؟ ستكتشفون»، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل. ولم يرد البيت الأبيض على طلب لاستيضاح تصريحات ترامب. ونقلت «رويترز» عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله أمس إنه «من المتوقع أن يعلن ترامب قريباً عدم مصادقته على الاتفاق النووي». ويبحث ترامب ما إذا كان الاتفاق، الذي وصفه بأنه «مخجل»، يخدم المصالح الأمنية للولايات المتحدة مع اقتراب موعد نهائي في 15 تشرين الأول (أكتوبر) للمصادقة على إلتزام إيران الاتفاق. ويلزم القانون بأن يُبلغ الرئيس الأميركي الكونغرس، كل 90 يوماً، بمدى التزام طهران الاتفاق وما إذا كان رفع العقوبات عنها يصب في الصالح القومي للولايات المتحدة. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترامب قد يلقي خطابه في هذا الشأن في 12 تشرين الأول (أكتوبر). وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه من المنتظر أن يعلن ترامب استراتيجية أميركية أوسع إزاء إيران تكون أكثر ميلاً للمواجهة. وإذا رفض ترامب التصديق على التزام إيران الاتفاق، فسيكون أمام قادة الكونغرس 60 يوماً لتحديد ما إذا كانوا سيعيدون فرض العقوبات على طهران، والتي كانت رفعت بموجب الاتفاق. ويدرس ترامب استراتيجية يمكن أن تسمح باتخاذ الولايات المتحدة إجراءات أقوى للرد على القوات الإيرانية والجماعات المسلحة التي تدعمها طهران في سورية والعراق. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن إدارة ترامب «ملتزمة بالكامل مواجهة التهديدات الإيرانية في مجملها وأنشطتها الخبيثة وتسعى إلى تحقيق تغيير في سلوك النظام الإيراني». وأضاف أن «هذا السلوك يشمل نشر وتطوير صواريخ باليستية ودعم الإرهاب، ودعم الرئيس السوري بشار الأسد، والعداء المستمر لإسرائيل، والتهديد المتواصل لحرية الملاحة في الخليج العربي وهجمات إلكترونية على الولايات المتحدة وحلفائها وانتهاكات حقوق الإنسان والاعتقال التعسفي لمواطنين أميركيين». وتابع المسؤول أنه «كان من المتوقع أن يساهم الاتفاق النووي في السلام والأمن إقليمياً ودولياً، لكن النظام الإيراني يفعل كل ما في وسعه لتقويض السلام والأمن». وألح ترامب على القادة العسكريين أن يكونوا أسرع في تقديم «خيارات عسكرية» له حين يحتاجها، لكنه لم يحدد شيئاً معيناً، قائلاً: «أتوقع منكم أن تمدوني بمجموعة واسعة من الخيارات العسكرية حين يستدعي الأمر، على نحو أسرع بكثير. أعلم أن البيروقراطية الإدارية بطيئة، لكني أعتمد عليكم في التغلب على عراقيلها». وقالت روسيا في تعليقها على موقف ترامب على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أمس، إنها تأمل أن يتخذ ترامب قراراً «متوازناً» بشأن التزام واشنطن بالاتفاق الدولي مع إيران. من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية إن الاتفاق مع إيران ناجح وعلى جميع الأطراف الالتزام به. وقالت ناطقة باسم المفوضية في مؤتمر صحافي في بروكسيل «نتابع كل التطورات في شأن الاتفاق من كثب... ونذكر بأنه اتفاق لمنع الانتشار النووي اعتمده مجلس الأمن، وهو ناجح ويحقق المرجو منه بعدما تحققت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (من الالتزام به) ثماني مرات». وأضافت «إنه حل قوي وطويل الأجل للقضية النووية الإيرانية يكفل لكل الأطراف الضمانات اللازمة، ونتوقع من جميع الأطراف الالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاق».
مشاركة :