جثمان «طالباني» يكرس القطيعة بين بغداد وأربيل

  • 10/7/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كان استفتاء الاستقلال الذي نظمه إقليم كردستان، في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، حاضراً في مراسم تشييع الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في مدينة السليمانية، حين وضع المسؤولون وكبارالشخصيات أكاليل الزهور على نعش طالباني الذي لُفّ بالعلم الكردي بألوانه الأحمر والأبيض والأصفر والأخضر، وعُزف النشيد الوطني العراقي ثم النشيد الكردي.             وفجر لف نعش الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، بالعلم الكردي، موجة احتجاجات في وسائل الإعلام العراقية، وصفحات التواصل الاجتماعي، وقطع التلفزيون العراقي،« فضائية الاتجاه» بث مراسم الدفن، بسبب عدم لف الجثمان بالعلم العراقي، بينما  احتج بشدة، الوفد الذي مثَّل الحكومة الاتحادية في مراسم تشييع طالباني، على عدم وضع العلم العراقي فوق النعش.         وأثار عدم تشييع طالباني في بغداد، وهو رئيس الجمهورية العراقية السابق، ولف نعشه بعلم إقليم كردستان وليس بالعلم العراقي، خلافات وسجالات سياسية واسعة.. وأطلقت مراسم تشييع الرئيس العراقي الراحل في مدينة السليمانية، أزمة جديدة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وإقليم كردستان، وكرست القطيعة بينهما، بينما كانت التوقعات القائمة، أن تكون المناسبة فرصة للقاء بين معارضي الاستفتاء على انفصال الإقليم ومؤيديه.     ويبدو أن غياب العلم العراقي، كان مقصودا، ويحمل إشارة ذات معنى باتجاه الانفصال، ومنذ لحظة إنزال الجثمان من الطائرة، التي أقلت الجثمان من برلين، بإحاطته بعلم إقليم كردستان، ما أثار جدلاً سياسياً واسعاً لم يتوقف حتى بعد أن تم عزف النشيد الوطني.           وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، الذي شارك في  مراسم التشييع مع رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، وعدد من المسؤولين والسفراء من دول مختلفة، بينما غاب رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي مثله وزير الداخلية قاسم الأعرجي.. قال «جواد ظريف»، على هامش الجنازة، إن «الأخطاء الاستراتيجية لبعض الأشخاص (في إشارة إلى قادة أكراد) لا يمكن تسجيلها على حساب أكراد العراق»، خاصة وأن  الرئيس الراحل طالباني، كان له دور«في بناء عراق فيدرالي»، وكان يصف  العراق بـ «باقة زهور متنوعة» في إشارة إلى مختلف المجموعات.               ويرى سياسيون عراقيون، أن لف جثمان «طالباني» بالعلم الكردي،  يأتي ترسيخا لدواعي الانفصال، خاصة وأن حزب طالباني، الذي تسيطر عليه عقيلته هيرو إبراهيم، وولداه قباد وبافيل، أعلن فشل الجهود التي كانت ترمي إلى فصل موقفهم عن حزب «بارزاني» خلال الاستفتاء على الانفصال، وبعد بيان شديد اللهجة وجهته «هيرو» ضد رئيس الإقليم، متهمة إياه بتشكيل «مجلس قيادة ثورة» بالطريقة التي سادت زمن نظام صدام حسين، ثم عاد التوافق بين الحزبين !!           وسيكون على حزب الرئيس الراحل طالباني (الاتحاد الوطني) اختيار زعيم جديد وسط خلافات كبيرة بين رموزه. وكان مرض طالباني الذي استمر قرابة ثلاثة أعوام، أجّل انتخاب رئيس جديد لحزبه وسط تمزق أجنحته وظهور خلافات شديدة بينها وصلت إلى إعلان نائب الأمين العام للحزب برهم صالح، انفصاله وتشكيل تيار جديد. ومع انشقاق صالح، يكون المرشح الأبرز لخلافة طالباني نائبه الأول «كوسرت رسول» ، الذي كان خلال الأسابيع الماضية يقود أهم الأجنحة السياسية والعسكرية المؤيدة لتنظيم الاستفتاء إلى جانب بارزاني.             وفي سياق أزمة« استفتاء الانفصال»، قررت تركيا افتتاح معبر جديد مع بغداد، واقترحت أنقرة بوابة حدودية بديلة عن معبر الخابور الحدودي مع إقليم كردستان العراق رداً على استفتاء الاستقلال .. وهدد رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، الأكراد بحرب جديدة قد تستمر عشرات السنين إذا نفذوا نتائج الاستفتاء.. متسائلاً: «ماذا يريد شمال العراق من الاستقلال؟إنهم (الأكراد) يريدون السيادة على أراضيهم وحدودهم ولديهم ذلك الآن، يريدون جيشاً ولديهم جيش، يريدون الأموال وهم يمتلكونها أكثر من كل الشعب العراقي، لديهم كل ما يريدون».

مشاركة :