دعم قطر للإرهاب لم يقتصر على التمويل أو التواصل المباشر مع قيادات الجماعات الإرهابية والترويج لهم إعلاميًا، بل إنها شكلت خلية معظم أفرادها من الإرهابيين أطلقت عليها «خلية الدوحة» لتكون ذراعًا إرهابية لتنظيم الحمدين، ليست وليدة اللحظة ولكن تم تشكيلها منذ سنوات، عبر خطوات عديدة، وهو ما كشفته المعارضة القطرية، ليثير تساؤلات عديدة حول من تشكلت تلك الخلية؟، وهل تتحول تلك الخلية إلى جيش لقطر لنشر التطرف على مستوى العالم؟المعلومات المتوافرة حول تلك الخلية، وفقًا لمراقبون ومصادر، فإن الدوحة أنشأتها في أواخر تسعينيات القرن الماضي، ومعظم أفرادها من التنظيمات التي كانت تحارب في أفغانستان وبالتحديد من حركتي طالبان والقاعدة، وهو ما يفسر سبب وجود مكتب لطالبان في الدوحة. إلا أن هذه الخلية ضمت عناصر جديدة لها خلال الفترة الماضية، من جماعة الإخوان الإرهابية، من الذين هربوا خارج مصر وانخرطوا في العنف، بجانب بعض عناصر جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا، وتنتشر في عواصم عديدة أبرزها لندن، حيث يتواجد هناك مكتب لتنظيم الدولي للإخوان الذي يعد الراعي الرسمي لتلك الخلية. وفقًا لما نشره حساب «قطريليكس»، المحسوب على المعارضة القطرية، عبر فيديو له خلال صفحته على «تويتر»، فإن خلية الدوحة ذراع قطر الإرهابية تشكلت في التسعينات من القطريين العائدين من أفغانستان وتطوف بإرهابها حول العالم. وأكد أن عناصر تلك الخلية أقاموا في دول تعتبر المسلحين في كابول «مجاهدين»، فيما وجدت في بريطانيا مأوى آمنًا لبناء شبكة إعلامية وتنظيمية، وخططت لزعزعة استقرار السعودية والإمارات والبحرين. وكشفت المعارضة أن عبدالرحمن النعيمي – أحد أبرز الممولين لتنظيم القاعدة – يترأس تلك الخلية، حيث لاقت في البداية دعمًا كبيرًا من قبل حمد بن خليفة، أمير قطر السابق واعتبرها لا تشكل خطرًا على بلاده، ويتم استخدمها كورقة نفوذ في الأوساط السلفية، حيث تمت زراعة عناصرها في قناه الجزيرة والمؤسسات الخيرية. لم يتوقف دور تلك الخلية في لندن، بل انتشر نشاطها وضمت عناصر من إفريقيا أيضًا، حيث استقبلت الدوحة 15 إرهابيا من إفريقيا الوسطى منذ عام 2003، وسخرتهم لخدمة تلك الخلية التي أشرفت الدوحة على صناعتها. كما أقدم تنظيم الحمدين على تجنيد متطرفين لتدشين فرع للمتطرفين في الهند وسخرت أموالها لسفك دماء الشعب الهندي، عبر تلك الخلية التي يعد هدفها الأول نشر فكر قطر المتطرف حول العالم. وفي وقت سابق، كشفت دراسة أصدرتها لجنة البحوث في المركز العربي الأوروبي لمكافحة التطرف، بعض عناصر تلك الخلية، وهم عبدالرحمن بن عمير النعيمي، وخليفة بن محمد الربان، ومحمد يوسف عثمان العثامنة، وخليفة محمد تركي السبيعي، وعبدالملك محمد عبدالسلام، وأشرف محمد عبدالسلام، وإبراهيم عيسى الباكر. ووفقًا لمراقبون، فإن هذه الخلية تطور نشاطها وعملياتها خلال الفترة الماضية نتيجة التمويل الضخم الذي تتلقاه من الدوحة، ففي البداية كانت لها فروع قليلة في بعض الدول الأوروبية، لكنها أصبحت منتشرة بشكل كبير في دول جنوب شرق آسيا، وفي أمريكا اللاتينية وفي دول إفريقيا. الخلية أصبحت قيادات إخوانية مسؤولة عنها في الخارج، تقوم بالإشراف على التمويل، وكذلك متابعة نشاطها ووضع الخطط، حيث يعد فروع الجماعة في الخارج وعلى رأسها فرع التنظيم في لندن هو المسئول الأول عن هذه الخلية ويوفر معسكرات لتدريبها. وحول تاريخ هذه الخلية، قالت داليا زيادة، منسقة حركة «اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا»، إن هذه الخلية كونتها القاعدة منذ التسعينات كجيش دفاع عن قطر، وفي مقابلها حصلت حركة طالبان على مكتب رسمي لها في الدوحة يعمل حتى اليوم. وأضافت أن هذا مجرد جزء من عملية التجنيد التي تقوم بها قطر للإرهابيين منذ سنوات طويلة، على أمل أن يكون لها جيش تستطيع أن تستخدمه للتدخل والتأثير على سياسات العالم، ودول الشرق الأوسط بالأخص، فقطر نفسها هي خلية إرهابية كبيرة وليست دولة. ومن جانبه، قال بلال الدوي، مدير مركز الخليج لمكافحة الإرهاب، إن خلية الدوحة هي (مجموعة من أعضاء التنظيم القاعدة النشطاء والذين انتشروا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001) وجميعهم ذهبوا للدوحة وشكلوا منطقة تمركز للبدء في تحقيق انتشار سريع لتحقيق أهدافها بالتعاون مع جماعة للإخوان وإيران. وأضاف مدير مركز الخليج لمكافحة الإرهاب، لـ«اليوم السابع»، أنه تم الاتفاق على أن تدخل إيران ضمن التحالف الذي تم بين القاعدة وقطر، وساعدهم في ذلك انهم أحدثوا انصهارًا بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة في كل الدول المتواجد بها تنظيم الإخوان، والتي يقدر عددها بـ (77 دولة)، وساعد على ذلك أن قامت جماعة الإخوان بالمساعدة في عمليات توريد أي أعضاء جدد لتنظيم القاعدة وبذلك سيطر الإخوان على (قطر والقاعدة) والدليل أن (9) من عناصر (خلية الدوحة) هذه، جاؤوا إلى مصر في فترة حكم محمد مرسي، ومنهم عبدالوهاب الحميقاتي (عضو تنظيم القاعدة في اليمن) وعبدالرحمن النعيمي (أكبر قيادات الإرهاب في قطر والممول الرئيسي لكافة التنظيمات الإرهابية)، و(محمد الحسن الددو موريتانيا) وأوضح أن هذه الخلية لها مجموعة من الطرق للانتشار فقد استخدمت اسم (الاتحاد العالمي لمقاومة العدوان والصهيونية) للتحرك والمتاجرة بالقضية الفلسطينية والإدعاء أنهم يحاربون إسرائيل، رغم أن مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي في الدوحة كان يجاورهم ويقع على بُعد خطوات من تواجدهم، مضيفًا هم الآن يستخدمون قناة فضائية اسمها (قناة الحوار) التي يمتلكها عبدالرحمن النعيمي ويديرها عزام التميمي عضو التنظيم الدولي للإخوان ولديه جنسية بريطانية، وتهاجم هذه القناة الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب ليلا ونهارا.
مشاركة :