تكتيكات شباط تفشل في منع بركة من زعامة حزب الاستقلال المغربي بقلم: محمد بن امحمد العلوي

  • 10/8/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

شباط يهاجم معارضيه في الحزب ويلوح بكشف ملفاتهم وبركة ينفي أي دعم خارجي ويدعو خصمه لترك نظرية المؤامرة.العرب محمد بن امحمد العلوي [نُشر في 2017/10/08، العدد: 10775، ص(1)]صفحة جديدة الرباط - تمّ الحسم في قيادة حزب الاستقلال السبت الـ7 من أكتوبر بعد أسبوع واحد من فضيحة تراشق أتباع المتنافسين على الأمانة العامة للحزب بالصحون والكراسي الذي رافق افتتاح المؤتمر الـ17 السبت الماضي. وعلمت “العرب” من كواليس المؤتمر أن نزار بركة فاز بالأمانة العامة أمام غريمه حميد شباط بعد فرز أصوات 1283 من أعضاء المجلس الوطني. وقاد شباط هذا الحزب العريق منذ 2012 عندما فاز بالأمانة العامة في أول مرة يتم الاحتكام فيها إلى صناديق الاقتراع بدل التوافق. وكانت عملية التصويت قد انطلقت صباح السبت الـ7 من أكتوبر الجاري بالقاعة المغطاة لمجمع الأمير مولاي عبدالله بالرباط، في إطار منافسة بين المرشحين للأمانة العامة لحزب الاستقلال حميد شباط ونزار بركة، وهي العملية التي تتم في أول دورة للمجلس الوطني بعد المؤتمر العام السابع عشر لحزب الاستقلال. وسبق للامين العام الجديد للحزب نزار بركة أن اعترف بأن “فوز شباط بولاية ثانية كان سيشكل خطرا وتهديدا على مستقبل الحزب، ليس من المنظور الشخصي فقط، بل من منظور عدة قيادات، لذلك سنعمل على ألا يتحقق ذلك”. وأضاف أن “المؤشرات تبيّن أنه في عهد شباط تراجع الحزب في كل الاستحقاقات، وضيعنا 30 بالمئة من الأصوات وأصبحنا في عزلة سياسية، لا نحن في المعارضة ولا في الأغلبية”. واستباقا لنتيجة التصويت قال شباط في تصريح صحافي، بعد مغادرته فضاء المركب الرياضي، “رأيت بعض الأجهزة تجول وتتحرّك وسط المؤتمرين، وأعرف بعضهم بالاسم”، معبرا عن تخوّفه من أن تكون نتائج التصويت “غير ديمقراطية”. ورغم أنه نوّه برئيس المؤتمر نورالدين مضيان، إلا أن شباط أبدى عدم رضاه عن طريقة التصويت التي اختارتها اللجنة المنظمة ورئاسة المؤتمر، حيث سمحت بالولوج إلى قاعة التصويت لأعضاء المجلس الوطني عبر مجموعات وليس دفعة واحدة. وأكد الأمين العام الجديد في تصريحات صحافية أن حزب الاستقلال عاش السبت امتحانا فارقا في تاريخه ومصيريا بالنظر إلى أنه يعيش أزمة سياسية وتنظيمية عميقة”، مضيفا أن “هذه الأزمة لها خطورة كبيرة على الحزب لأنها تهدد كيان البيت الاستقلالي وتماسكه”. واعتبر أن يوم التصويت على منصب الأمين العام للحزب “سيجعلنا نكمل في هذا الطريق الذي ترون أين أوصلنا، أو نقول كفى ونفتح صفحة جديدة”، في إشارة إلى ما وصل إليه الحزب على يد شباط وأتباعه. وفي شريط مصوّر بثه يوم الانتخاب قال شباط لتبخيس موقع منافسه إن بركة “غاب عن حزب الاستقلال خلال أربع سنوات كاملة، بينما كان شباط خلال هذه المدة وقبلها بسنوات ‘يناضل’ في دواليب الحزب وفي نقابته”. وقال مراقبون إن حميد شباط قد جرّب العديد من التكتيكات لنسف انتخاب أمين عام جديد للحزب لأجل الاستفادة من الوقت الذي لم يكن في صالحه. واعتاد شباط حسب هؤلاء على قذف خصومه والدولة بتهديدات بكشف ملفات سرية يعرف أنها لن تسعفه في العودة لقيادة حزب الاستقلال. ولم يتوان الأمين العام المتخلّي عن التذكير، كما اعتاد دوما في خرجاته، إلى وصف نزار بركة بأنه مدعوم من “الأجهزة المعلومة”، ويقصد أجهزة وزارة الداخلية التي دخل معها في مشادة في مناسبات عديدة، مضيفا بأنه كان يتمنى منه الدخول عبر الباب وليس باستعمال نفوذ هذه الأجهزة، قبل أن يقدم تهديدا مبطنا بالكشف عن تفاصيل ضغوطات ولقاءات مع شخصيات نافذة على علاقة بالموضوع. وكمن يريد التمسك بقشة هاجم شباط أيضا داعميه السابقين الذين انقلبوا عليه، قائلا إنه مستمر رغم الضغوطات ورغم الخيانات من داخل الحزب التي أعطت صورة سيئة عن العمل السياسي في المغرب بدعم من “الأجهزة المعلومة”. وسبق لنزار بركة أن أكد أنه لا يمكن أن يُقبل تدخل الدولة في الحياة الحزبية خارج ما يحدده الدستور والقانون، مضيفا أنه لا يجب إخفاء الشمس بالغربال. هناك من يقدّم منطق المؤامرة والتحكم للهروب من الحساب.

مشاركة :