قياديو العدالة والتنمية المغربي يفشلون في تطويق الخلافات داخل الحزب بقلم: محمد بن امحمد العلوي

  • 9/15/2017
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

رئيس الحكومةالمغربية سعدالدين العثماني يحاول طمأنة قواعد حزب العدالة والتنمية بإعلانه عن مواصلة الإصلاحات التي بدأها سلفه عبدالإله بن كيران.العرب محمد بن امحمد العلوي [نُشر في 2017/09/15، العدد: 10752، ص(4)]ما باليد حيلة الرباط – تسير الخلافات التي يعيشها حزب العدالة والتنمية المغربي منذ أشهر، نحو المزيد من التعقيد، وهو ما تؤكده تصريحات الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة السابق عبدالإله بن كيران. وفي إشارة لاحتمال حل الحزب قال بن كيران “إذا كنا سنصبح حزبا سياسيا، لديه مصالح صغيرة، يدافع عنها بالصراع في ما بين أعضائه فسيكون مصيرنا مثل ما عاشته وتعيشه بعض الأحزاب” وتابع “ليس من أجل هذا خرجنا في أول يوم، وإذا كان الحزب يسير في هذا الاتجاه فمن الأفضل أن نحله”. ويعيش حزب العدالة والتنمية الإسلامي منذ الإعلان عن تشكيلة الائتلاف الحكومي، حالة احتقان بسبب سماح شق في الحزب يقوده رئيس الحكومة سعدالدين العثماني بمشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة في حين اعتبر شق آخر القرار تراجعا عن مبادئ الحزب. وانقسم الحزب إلى شقين، منذ أن أعفى العاهل المغربي الملك محمد السادس بن كيران من تشكيل الحكومة وكلف العثماني خلفا له، وهو ما تعكسه حرب التصريحات بين الشقين. ويتهم “صقور” الحزب الداعمين لبن كيران، العثماني باتباع سياسة المهادنة وإرضاء الخصوم السياسيين بعد أن وافق على إشراك حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة. وحاول العثماني في الفترة الماضية طمأنة قواعد الحزب بإعلانه عن مواصلة الإصلاحات التي بدأها سلفه عبدالإله بن كيران. وأضاف العثماني خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الثالث عشر لشبيبة العدالة والتنمية مساء الأحد، “لن نتراجع عن الإصلاحات، لأن الحكومة الحالية يرأسها حزب العدالة والتنمية، مثلما رأس الحكومة السابقة”. وتابع “سنواصل الإصلاحات الكبرى التي تهم الفئات الاجتماعية، وهناك إصلاحات قادمة”، معتبرا أن “شعار الديمقراطية أولا الذي اختارته شبيبة المصباح، هي جزء من الثوابت التي سجلها الدستور ودافع عنها حزب لعدالة والتنمية وسيظل يدافع عنها”. وقال بن كيران إنه تراجع عن التحقيق مع أعضاء داخل حزبه لتجرّؤهم على انتقاده بكلام غير صحيح، وأضاف “منذ إعفائي من منصب رئاسة الحكومة، وأنا أحاول أن أدير هذه الأزمة بالتي هي أحسن”. وطالب قواعد الحزب بن كيران بخطاب أكثر وضوحا وشفافية وأن يرفع الغطاء عمن أسموهم بـ”المنتفعين داخل الحزب والانتهازيين وخاصة ما يسمى بتيار الاستوزار داخل الحزب، الذي ألف المناصب والامتيازات في تغييب واضح لمطالب الشارع”. وأكد بن كيران، في كلمة له خلال استضافته لفريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة المحمدية الأربعاء بمنزله بحي الليمون بالرباط، بقوله “أسمع كلاما مؤلما وغير صحيح في حقي من أشخاص بعضهم من المقربين ومع ذلك أسكت، ولو أنني أنا الأمين العام، ويمكن لي إذا أردت أن أنشئ لجنة تحقيق”. ولفت مراقبون إلى أن تصريحات بن كيران تكشف عن أزمة عاصفة داخل العدالة والتنمية، لافتين إلى أن صمته في الفترة الماضية كان تكتيكا سياسيا وخروجه في هذه الفترة بالذات خطوة محسوبة لتعرية منافسيه داخل الحزب أمام القواعد تمهيدا للمؤتمر المقبل.تصريحات بن كيران وخروجه في هذه الفترة خطوة محسوبة لتعرية منافسيه داخل الحزب أمام القواعد تمهيدا للمؤتمر المقبل وقال بن كيران إنه ينتظر اليوم الذي سيأخذ فيه زملاؤه هذه المسؤولية عنه ويضعوها في عنق شخص آخر بسلام، والحزب بسلام، مضيفا أن “الناس الذين ينجحون هم الذين يصبرون على بعضهم البعض، ويتسامحون”. وقال مراقبون للشأن الحزبي بالمغرب، إن بن كيران أراد أن يظهر وكأنه غير متمسك بمنصب الأمين العام للحزب، إذ أنه لم يعلن عدم ترشحه لمنصب الأمانة العامة للحزب ولم يتطرق لأي تعديل في القانون الداخلي للحزب الذي يمنع تولي شخص أكثر من ولايتين على رأس الحزب. وأكد بن كيران، أن المغرب في وضعية صعبة داعيا إلى التفكير في الوطن وتجاوز الثقافة المنتشرة في الوسط السياسي والتي جعلت العاهل المغربي الملك محمد السادس يخرج في الخطاب ما قبل الأخير “غاضبا ساخطا على الوسط السياسي برمته”. واعتبر متابعون أن بن كيران كمسؤول حزبي وسياسي ترأس الحكومة لمدة خمس سنوات، يحاول النأي بنفسه عن فئة الشخصيات السياسية التي نالها تقريع الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش الأخير، دون استثناء بعض أعضاء حزبه وخصوصا أولائك الذين يعارضونه. وانتقد عبدالإله بن كيران الطريقة التي يتم بها تدبير الخلافات في ما بين مستشاري الحزب بمدينة المحمدية، منددا بأن أهل المحمدية “لم يختاروكم لكي تتصارعوا مثل الديكة”، مؤكدا على أن المغرب لن ينطلق بالإداريين والمنتخبين والسياسيين الغشاشين، بل “سينطلق بالناس المعقولين، أي الحكيمين. وتحمل تصريحات بن كيران دعوة لقواعد حزبه إلى التقرب أكثر من الشعب حتى يظهروا في محل المسؤولية، ويرسخوا انطباعا بأن أي فساد أو تجاوزات في المنطقة مصدرهما غيرهم من الإداريين والخصوم السياسيين. وأضاف بن كيران، أن “خدمة الشأن العام شيء كبير جدا، لأنها مرتبطة بإصلاح المركب الذي يستقله المجتمع كاملا”، مبرزا أن “الحزب قام بخطوات طيبة ومباركة”. ودرج بن كيران منذ تحمله مسؤولية الحكومة في العام 2012، على الإشادة بمكتسبات المغرب مع تواجد حزبه على رأس الحكومة. وقال مراقبون إن تزكية بن كيران للحزب في كل مناسبة هي محاولة لكسب ثقة المواطن المغربي عاطفيا وأيضا قواعد الحزب بالدرجة الأولى تمهيدا للمؤتمر الثامن الذي سيحدد من سيتحمل المسؤولية.

مشاركة :