وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا، من خلال دراسة نشرت بمجلة «متعدية الطب النفسي»، أن العلاج السلوكي الإدراكي يحسن وصلات الدماغ وبالتالي يخفف حالة الوسواس القهري التي يعانيها البعض.يتسم اضطراب الوسواس القهري بسلوكيات متكررة لا يستطيع الشخص مقاومتها، ومن هنا جاء مصطلح قهري، وهي سلوكيات ناتجة عن أفكار ملحة استحواذية، ومن هنا جاء مصطلح وسواس، ويعتبر الوسواس القهري حالة منهكة تؤثر في قيام الشخص بمهام حياته اليومية، وفي العادة يكون العلاج بواسطة العلاجات المثبطة لإعادة امتصاص السيروتونين وكذلك العلاج السلوكي الإدراكي وهو نوع من العلاجات التي تهدف إلى تخفيف الضرر المرتبط بالناحية العقلية، وفي الدراسة الحالية قام الباحثون بمحاولة اكتشاف كيفية قيام العلاج السلوكي الإدراكي في إحداث تغيير بمعدلات نشاط ووصلات الشبكة بالدماغ لدى من يعانون الوسواس القهري، وبالرغم من التوصل السابق إلى فعالية ذلك العلاج في علاج اضطراب الوسواس القهري إلا أن الدراسة الحالية هي الأولى التي تابعت ما يحدث داخل الدماغ لدى من يعانون الاضطراب بعد خضوعهم للعلاج بتلك الطريقة. شملت الدراسة 43 شخصاً يعانون الاضطراب و24 شخصا لا يعانونه (المجموعة الضابطة) وخضع الجميع إلى الفحص بواسطة الرنين المغناطيسي الوظيفي والذي لمن يعانون الاضطراب قبل وبعد العلاج السلوكي الإدراكي وخضع أفراد المجموعة الضابطة إلى الفحص بعد 4 أسابيع أخرى وهي الفترة التي كان المرضى يخضعون فيها للعلاج السلوكي الإدراكي؛ وبعد مقارنة نتائج المرضى قبل وبعد العلاج وجد اختلاف كبير، فقد لاحظ الباحثون أن أدمغتهم ظهر بها زيادة كبيرة في الوصلات بين 8 شبكات مختلفة بالدماغ بما فيها المخيخ وهو المنطقة التي تلعب دورا في معالجة المعلومات وتحديد الحركات الإرادية بينما اثنتان من المناطق الأخرى تلعبان دورا رئيسيا في عمليات التعلم والسيطرة على الاندفاع اللاإرادي.كما أن منطقتين أخريين تدخلتا في عملية التخطيط والحركة وتنظيم معالجات إدراكيه معينة، ويعتقد الباحثون بأن زيادة معدل الوصلات بين تلك المناطق الدماغية تشير إلى أن أدمغة المرضى الذين خضعوا للعلاج تعلموا سلوكيات جديدة غير قهرية ونشطت لديهم أنماط من التفكير.
مشاركة :