العلاج السلوكي الإدراكي يغير سعة المخ

  • 2/21/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تغيرت سعة أدمغة المرضى الذين كانوا يعانون اضطراب القلق الاجتماعي، وانخفضت موجات القلق وقلت كذلك سعة أجزاء أخرى من أدمغتهم بعد تسعة أسابيع فقط من العلاج السلوكي الإدراكي عبر الإنترنت، فهذه الدراسة يمكن أن تساعدنا على تطوير علاجات أكثر فعالية لواحدة من المشكلات الأكثر شيوعاً في مجال الصحة النفسية. عرف العلماء منذ سنوات عديدة أن الدماغ قابل للتكيف بشكل ملحوظ، على سبيل المثال، أظهرت الدراسات السابقة أن ألعاب الفيديو تؤثر في سعة الدماغ، ولكن العديد من الأسئلة ظهرت حول كيفية تأقلم الدماغ معها ولم تزل الإجابة غير معروفة حتى الآن. درس فريق من الباحثين من جامعة ينكوبينج وغيرها من الجامعات السويدية كيف أن العلاج السلوكي الإدراكي عبر الإنترنت يؤثر في حجم الدماغ ونشاطه، حيث ركز الباحثون على المرضى الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعي، وهي واحدة من أكثر مشكلات الصحة العقلية شيوعاً، وتم فحص أدمغة المرضى بالتصوير بالرنين المغناطيسي قبل وبعد العلاج، حيث وجد الباحثون صغراً في حجم اللوزة وانخفاضاً في نشاط بعض مناطق الدماغ لدى المرضى الذين يعانون اضطراب القلق الاجتماعي، نتيجة للعلاج السلوكي الإدراكي ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة ترانس ناشيونال للطب النفسي. يقول طالب الدكتوراه كريستوفر مانسون الذي أشرف على الدراسة جنباً إلى جنب مع زميله د. ينكوبينج جيرهارد اندرسون وباحثون من معهد كارولينسكا في جامعة أوبسالا وجامعة أوميا وجامعة استوكهولم: كلما رأينا تحسناً في المرضى، كلما صغر حجم لوزاتهم. تضمنت الدراسة 26 شخصاً تلقوا العلاج عبر الإنترنت لمدة تسعة أسابيع، ما جعل الدراسة صغيرة نسبياً، ومع ذلك، تعتبر فريدة من نوعها لتحققها من عوامل متعددة في آن واحد، مثل تغييرات ما بعد العلاج لحجم الدماغ ونشاطه. يقول د. مانسون أيضاً: على الرغم من أننا نفحص العديد من المرضى فإن هذا العمل يقدم بعض المعلومات المهمة لجميع المرضى، وأفادت العديد من الدراسات أن مناطق معينة في الدماغ تختلف بين المرضى الذين يعانون اضطرابات القلق والذين لا يعانونه، أظهرت الدراسة أن المرضى يمكن أن تتحسن حالتهم في تسعة أسابيع ــ وهذا يؤدي إلى الاختلافات الهيكلية في عقولهم. يرى د. مانسون أيضاً أن الدراسة خطوة أولى لمشروع أكبر، ففي نهاية المطاف يتجسد الهدف في الفهم الأفضل للآثار النفسية والبيولوجية للعلاج من أجل توفير طرق أكثر فعالية، حيث يمضى فريق البحث الآن قدماً لإجراء المزيد من الدراسات حول المرضى، كما تهدف الدراسة إلى تحديد المشكلة خلال العلاج الذي يحدث فيه تغير الدماغ.

مشاركة :