تركت ماريا كريستينا عملها مضيفة في طيران الإمارات، لتدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية ثماني مرات بسبب تفانيها في محاولات تمويل أعمالها الخيرية. هي تقيم حالياً في دبي، وتجوب جميع أنحاء العالم للمشاركة في تحديات رياضية لجمع الأموال لأطفالها، "أطفال الأحياء الفقيرة في دكا" الذين ينادونها "أمي".من هي ماريا؟ نشأت ماريا، السيدة البرتغالية الأربعينية، يتيمة، ثم التحقت بعد أن بلغت العشرين بالعمل في طيران الإمارات مضيفة. وفي إحدى رحلاتها إلى دكا عاصمة بنغلادش، اكتشفت أن شغفها يكمن في المساعدة لتحقيق مستقبل واعد لأطفال الأحياء الفقيرة. في مقابلة معها، أوضحت ماريا: "لم أسأل عن جنسياتهم أو أديانهم. رأيتهم أطفالًا يعيشون تحت خط الفقر، وأردت أن أساعدهم." تركت ماريا المدرسة في سن الثانية عشرة، وأصبحت عاملة تنظيف كي تتمكن من إعالة نفسها. "لطالما قلت أنني إذا أردت أن أصبح عاملة تنظيف، فسأصبح الأفضل". كرست نفسها لتعلم خمس لغات ومهارات متعددة ساعدتها في التقدم لتصبح مضيفة في طيران الإمارات. وأضافت: "إلى جانب اكتشاف إمكاناتي الخاصة، أحب أن أكتشف إمكانات الآخرين وأساعد في تنميتها، لهذا بدأت طريق العمل الخيري".البداية... بداية، طلبت ماريا المساعدة من زملائها في الإمارات، وحتى اليوم، يزور أعضاء طاقمها حي غوير الفقير بانتظام لمقابلة الأطفال الذين ترعاهم. وكانت أنشأت مدرسة مكتملة المرافق عام 2005، ما أتاح لها الفرصة لتعليم حوالى 600 طفل من أحياء دكا الفقيرة. وأردفت: "أردت أن يلتحق هؤلاء الأطفال بأفضل جامعات الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبنغلادش". كانت حال المدرسة على ما يرام حتى جفت ينابيع التمويل في العالم العربي، وأصبحت ماريا عاجزة عن دعم المدرسة. لذلك، وفي عام 2013، بدأت ماريا المشاركة في السباقات الرياضية لتكون قادرة على جمع الأموال. وتابعت: "فقدت 600 طفل، ولم أتمكن من العثور إلا على 200 منهم، كانوا يذهبون بمعظمهم إلى مدرسة ثانوية في دكا".أقوال جاهزة شاركغرد"فقدت 600 طفل، ولم أتمكن من العثور إلا على 200 منهم، كانوا يذهبون بمعظمهم إلى مدرسة ثانوية في دكا" شاركغرد"ركت ماريا كريستينا عملها كمضيفة في طيران الإمارات لتدخل موسوعة غينيس 8 مرات بسبب أعمالها الخيرية في عام 2013، قررت ماريا التي لم يكن لديها أي خبرة في مجال الرياضة، الانضمام إلى حملة استكشافية في القطب الشمالي لتكون قادرة على جمع الأموال لأطفالها. وقالت: "قبل ذلك، كان التمرين الرياضي الوحيد الذي قمت به هو المشي في الطائرة وسؤال ركابها عن الوجبة التي يفضلونها". منذ رحلتها إلى القطب الشمالي، قالت ماريا أنها بدأت اختيار تحدٍّ أو مسابقة رياضية كل عام، وكانت تختار دائمًا هدفًا أكثر تحديًا مما سبقه. تسلقت أولًا جبل إيفرست، ثم ركضت في الماراثون، حاولت السباحة لعبور بحر المانش، وأخيراً شاركت في ترياثلون الرجل الحديد (السباحة وركوب الدراجات والجري) في ست قارات. وأوضحت أنها تريد أن يعرف الناس أن لديهم إمكانات كثيرة لا يدركونها إذا لم يختبروا أنفسهم، وإذا لم يضعوا أهدافاً نصب أعينهم تجعلهم في تحدٍّ مستمر مع ذواتهم. تدير ماريا كريستينا بمفردها مؤسسة باسمها، يساعدها متطوعون بين الحين والآخر في أنحاء العالم المختلفة بما في ذلك دبي. وفي الوقت نفسه، تحاول أن تجد رعاة من بلدان مختلفة للمساعدة في تمويل المؤسسة إلى جانب قيامها بتلك التحديات الرياضية.صور... انتقلت شيولي، والتي تبلغ من العمر 18 سنة، إلى دبي منذ سبعة أعوام بمساعدة مؤسسة ماريا كريستينا. كانت تدرس في واحدة من أفضل المدارس في دولة الإمارات، تملأها الحماسة لجعل بلدها بنغلادش مكاناً أفضل، وتعلم أنها واحدة بين القلائل المحظوظين الذين تمكنوا من الهروب من الفقر بمساعدة شخص ما. "كانت الحياة ستصبح أسهل لو كنت رجلاً، فإن كنت كذلك في دكا فيمكنك أن تظل خارج المنزل حتى العاشرة مساء والذهاب إلى أي مكان تريد وتمضية أوقات في الأماكن العامة، من دون أي مضايقة. لو كنت رجلاً، لما كان علي التعامل مع القوالب النمطية الجنسانية. كنت أريد أن أكون رجلاً عندما كنت أصغر سناً. في بنغلادش، لا تركب الفتيات الدراجات، ولكن في إمكاني ركوب دراجة الآن." شيولي فتاة من الطبقة الفقيرة في بنغلادش، حيث لا تختلط طبقات المجتمع بعضها ببعض وفق قولها. تعيش عائلتها في حي فقير وتحاول هي مساعدة شقيقها كي لا يعيش وسط عالم من الأمية. حولتها معركتها روحاً لا تهدأ حتى تحقق أحلامها الكبيرة. تؤمن شيولي بأنها لو كانت لا تزال في دكا، لانتهى بها المطاف عروساً قاصراً أو عاملة في مصنع ملابس. أما الآن، فقد قُبلت في جامعات عدة، وقررت ألا تبدأ دراستها الجامعية هذا العام وأخذ وقت للراحة. على غرارها، انتهى المطاف بزملائها الذين جاؤوا أيضاً إلى دبي من جامعات في أستراليا والمملكة المتحدة. تقول ماريا: "نحن لا نبحث فقط عن الإمكانات في الأطفال، ولكن أيضاً في البالغين من الأحياء الفقيرة". وعلى أمل خلق تأثير مضاعف، تعمل ماريا ومن معها من متطوعين على تثقيف الآباء والأمهات وتعليمهم كيفية القراءة والكتابة. "أحد هؤلاء، على سبيل المثل، يعمل في شركة دولية الآن، وقد أنشأ مدرسته الخاصة." يتجلى الفقر والأمية في بنغلادش بشكل واضح جداً. معظم الأطفال يتغذون على الأرز والبيض يومياً. في بلد ستون في المئة من بنيته من الأحياء الفقيرة، يُنظر إلى سكان تلك الأحياء بدونية في المجتمع، بالتالي فهم ضحية للتمييز وعدم المساواة. هناك منظمات أخرى قليلة تتخذ من الإمارات مقراً، وتعمل على مساعدة ضحايا الفقر في بنغلادش. تكمن أهمية مؤسسة ماريا كريستينا في أنها تشكل أنموذجاً يحتذى لمؤسسات مشابهة. في دكا، تعتبر ماريا عرابة لهؤلاء الأطفال، أما في دبي وبقية العالم، فيُحتفى بها باعتبارها امرأة تعمل بإخلاص للوفاء بوعودها.اقرأ أيضاًتعرفوا على الـ5 الذين فازوا بجائزة صنّاع الأمل في الإماراتإعلانات المؤسسات الخيرية... تخويف الناس للحصول على تبرعاتهمتعرّفوا إلى المرأة التي تنقذ قوارب اللاجئين وهي جالسة في منزلها أمنية الدسوقي تغطي الشرق الأوسط، حاصلة على ماجستير في دراسات الإعلام من جامعة سيراكوس في نيويورك. عملت في مصر ولبنان والإمارات. التعليقات
مشاركة :