اشتباك و«تفاوض» بين تركيا و«تحرير الشام» في إدلب - خارجيات

  • 10/9/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت تركيا، أمس، أولى الخطوات العملية لإقامة منطقة «خفض تصعيد»، في إدلب شمال غربي سورية، تنفيذاً لمخرجات محادثات «أستانة 6»، بحشد قواتها على الحدود، وعبور فريق استطلاع عسكري صغير، لم تتضح مهمته على الفور، إلا أن وجود مقاتلين من «هيئة تحرير الشام» برفقته يؤشر على احتمال إبرام اتفاق لتجنب القتال. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن تركيا شرعت، بالتنسيق مع روسيا وإيران، في تطبيق مخرجات مفاوضات أستانة (التي عقدت منتصف الشهر الماضي) بخصوص إعلان محافظة إدلب منطقة لخفض التصعيد، بالتعاون مع مقاتلي «الجيش السوري الحر». وإذ اعتبر أنه إذا لم تتحرك تركيا «فستسقط القنابل على مدننا»، أضاف أردوغان، خلال اجتماع مع أعضاء في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، في إقليم أفيون غرب تركيا، «جهودنا في إدلب مستمرة بالتعاون مع (الجيش السوري الحر) من دون مشكلات في الوقت الحالي». من جهته، أكّد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، أنّ هدف بلاده من نشر قوات في محافظة إدلب، يتمثل في «وقف الاشتباكات تماماً والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد»، مشيراً إلى أن مراقبين من روسيا وإيران وتركيا سينتشرون في المنطقة. وجاء كلام أردوغان وجاويش أوغلو بعد عبور فريق استطلاع صغير تابع للجيش التركي الحدود إلى محافظة إدلب، بالتزامن مع احتشاد قوات خاصة تركية مع عتاد عسكري ودبابات قرب الحدود. وقالت مصادر محلية إن رتلاً من المركبات العسكرية دخل إدلب برفقة مقاتلين من «هيئة تحرير الشام» التي تستهدفها العملية المزمعة، ما يشير إلى احتمال إبرام اتفاق لتجنب القتال. ومع ذلك، تبادل عناصر من «الهيئة» (عمودها الفقري «جبهة تحرير الشام» أو «النصرة» سابقاً المرتبطة بتنظيم «القاعدة») وجنود من الجيش التركي إطلاق النار بمنطقة قريبة من الحدود صباح أمس. وقال شاهد عيان موجود على الحدود إن «مجموعة تابعة لـ (هيئة تحرير الشام) أطلقت النار على مركبة كانت تقوم بإزالة جزء من الجدار وردت القوات التركية بالمثل وقامت بقصف المنطقة أيضاً». بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع «تبادل إطلاق نار كثيف بين الطرفين» قرب قرية كفر لوسين، بيد أنه أوضح أن الحادث لا يشير إلى انطلاق العملية العسكرية. ويهدف الهجوم الوشيك، وفق قيادي في فصيل سوري معارض يشارك في العملية، إلى «تحرير إدلب بالكامل من (هيئة تحرير الشام)»، لافتاً إلى ان «آلاف المقاتلين سيشاركون إلى جانب جنود أتراك» في العملية. وأفادت صحيفة «حرييت» التركية، الصادرة أمس، أن الفصائل المعارضة المشاركة في الهجوم الوشيك هي نفسها التي شاركت في «درع الفرات»، وسط معلومات عن عملية أخرى بعدها في منطقة عفرين الكردية إلى شمال ادلب. وفي هذا السياق، عنونت صحيفة «يني شفق» الموالية للحكومة التركية: «اليوم إدلب، غداً عفرين» في حديثها عن «عملية لإحلال السلام». في سياق متصل، قتل 11 مدنيين على الأقل، بينهم طفلان، أمس، في غارة جوية شنتها طائرات سورية حربية استهدفت سوقاً شعبية بمدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، حسب المرصد السوري، الذي أكد أن الطائرات الحربية نفذت أيضاً غارات استهدفت مناطق في بلدتي التمانعة وجرجناز جنوب ادلب.

مشاركة :