جودة الحياة / المنهج الدراسي القائم على الكفايات - ثقافة

  • 10/9/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

كثر اللغط والكلام في الفترة الماضية عن خطة وزارة التربية، فيما يخص تطوير المناهج الدراسية لمراحل التعليم العام، وتطبيق المنهج المعتمد على الكفايات بدل المنهج القائم على المحتوى، لذلك ارتأيت أن أنوه ولو بشكل مقتضب عن هذه الخطة كوني على اطلاع على هذا المنهج، ومن باب الحرص على بيان الجهد الذي بذلته وما تزال وزارة التربية وإداراتها في إنجاز هذا العمل. بداية وبناءً على توجيهات سمو أمير البلاد في جعل الكويت مركزاً اقتصادياً وتجارياً مهماً، فقد تطلب ذلك وضع خطة تربوية وتعليمية جديدة، تتماشى مع التوجيهات السامية لأمير البلاد، بغية تهيئة وإعداد جيل الشباب والذين هم بناة المستقبل ليكونوا قادرين على مواكبة التطور السريع الذي يحدث في العالم، حيث أصبح من البديهيات أن الاستثمار الناجح والحقيقي هو في الإنسان القادر على التأقلم واتخاذ القرارات المناسبة وتقديم الحلول الناجعة للمشكلات التي تعترض وتعيق تطور الأفراد والمجتمعات، وأصبح الهدف من العملية التربوية هو (التعلم) الذي محوره المتعلم، وليس التعليم (التلقين) الذي عماده المعلم، والذي ينتهي بإفراغ المعلومات في ورقة الاختبار. أما التعلم فيبقى راسخاً وذخراً لعقل ووجدان المتعلم ليستفيد منه في حياته العملية. وبعد أخذ ورد ومناقشات استمرت فترة من الزمن، وبناءً على ما سبق فقد تم وضع «الإطار العام للمنهج الوطني الجديد لدولة الكويت» والذي يؤطر ويؤسس لتطور التعلم ضمن خطة ومشروع ومنهجية واضحة وثابتة، واعتماد المنهج القائم على الكفايات، بدلاً من المنهج المعتمد على المحتوى. إنها منظومة من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يجب على المتعلم أن يمتلكها في مراحله الدراسية المختلفة. فالكفاية ليست مجرد معلومة جامدة، بل هي خليط يجمع بين المعرفة والمهارات العملية، بالإضافة إلى القيم والاتجاهات الواجب تعزيزها لدى المتعلم، والمغلفة بالتشويق من خلال ربطها بحياة وبيئة المتعلم، والظواهر التي يراها ويعايشها ويتفاعل معها. وهنا لابد أن ننوه أن التركيز يكون على القيم والاتجاهات الإيجابية في المراحل الدراسية المبكرة. ومع تطور المراحل العمرية تزداد الجرعات التعليمية بما يناسب تطور المتعلم، والانتقال من المحسوس إلى المجرد، من دون التخلي عن ربط المادة العلمية بالمجتمع وبالاتجاهات والقيم. إن المنهج المعتمد على الكفايات هو التطبيق العملي للمثل الصيني القائل «لا تعطه سمكة، بل علمه كيف يصطاد»، فهو يقدم للمتعلم وجبة كاملة ومفيدة ومتنوعة تشبع رغباته العلمية والمهارية والوجدانية، وتجعله يعتمد على الاستنتاج والاستنباط مستخدماً التفكير العلمي للوصول إلى الحقائق في عالم كثر فيه الغث والثمين، واختلط الجيد بالرديء، وأصبحت الحاجة ماسة لتنشيط وتحفيز العقل والتفكير، ليقوم بتمييز وفرز ما اختلط من مفاهيم تسيطر على الأفراد والمجتمعات. وبذلك نحصن هذه المجتمعات، ونمكن أفرادها من بناء وتطوير حياتهم على أسس متينة وصلبة من المعارف المؤكدة، وبعيداً عن شطحات التنبؤ والخرافات. وكالعادة فكل جديد غالباً ما يواجه عند تطبيقه صعوبات وعراقيل، ناتجة من عدم القناعة أو الفهم الحقيقي لعدم وضوح الصورة كاملة، لذا اقتضى التوضيح أن عملية التقييم الميداني للمنهج الجديد المبني على الكفايات مستمرة ولن تتوقف، آخذين بعين الاعتبار تعميق المفاهيم الإيجابية لهذا المنهج، وتفادي السلبيات الطارئة حتى الوصول إلى الهدف المنشود من العملية التربوية ألا وهو تنشئة جيل واثق من نفسه، ومرتبط بمجتمعه وقادر على التطوير والتحديث، ومواكبة التغيرات المتسارعة من حوله. * كاتبة ومستشار جودة الحياة Twitter: t_almutairi Instagram: t_almutairii talmutairi@hotmail.com

مشاركة :