تشهد المجموعة الأوروبية الرابعة سباقاً محموماً على بطاقة التأهل المباشر الوحيدة لكأس العالم لكرة القدم 2018، إذ تفصل نقطتان فقط بين ثلاثة منتخبات: صربيا المتصدرة، ويلز الثانية، وآيرلندا الثالثة.وقبل الجولة العاشرة الأخيرة من منافسات هذه المجموعة اليوم، تتصدر صربيا الترتيب برصيد 18 نقطة، بفارق نقطة عن ويلز (17)، ونقطتين عن جمهورية آيرلندا (16). ويتأهل إلى النهائيات متصدِّر كل من المجموعات الأوروبية التسع، بينما تخوض أفضل ثمانية منتخبات تحلّ في المركز الثاني ملحقاً أوروبياً لحسم أربع بطاقات تأهل. وتبدو حظوظ المنتخب الصربي أفضل من المنتخبين المنافسين، إذ سيستضيف في الجولة الأخيرة المنتخب الجورجي الذي يحتل المركز ما قبل الأخير في المجموعة، بينما ستكون ويلز وآيرلندا على موعد مع مواجهة نارية على أرض الأولى، للتنافس على بطاقة الملحق، أو بطاقة التأهل المباشر في حال تعثر المنتخب الصربي.وتعرضت صربيا لخسارة غير متوقعة الجمعة أمام مضيفتها النمسا (2 - 3)، ما حرمها ضمان التأهل المباشر، مع الاحتفاظ بأمل في تحقيق ذلك في الجولة العاشرة في بلغراد اليوم.واللافت أن الخسارة في الجولة التاسعة كانت الأولى للمنتخب الصربي في التصفيات، وأتت تحت أنظار آلاف المشجعين الذين رافقوا المنتخب إلى فيينا على أمل الاحتفال معه ببلوغ مونديال روسيا.وأقر المدرب الصربي سلافو موسلين بأن الخسارة الأولى «أتت في توقيت سيئ»، مؤكداً أن المنتخب «لم يلعب بشكل جيد وعانينا من المشكلات في كل مكان وفقدنا أسلوب لعبنا». وأضاف بعد اللقاء: «أنظارنا ستتجه حالياً إلى جورجيا، لدينا فرصة ثانية وآمل في أن نحسن استغلالها».وغابت صربيا عن المنافسات الكروية الدولية منذ كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وهي تمنِّي النفس بالعودة من البوابة الروسية.وعكس اللاعبون الصرب في تصريحاتهم الرغبة في نسيان الهزيمة النمساوية، ومنهم نيمانيا ماتيتش الذي خاض المباراة تحت أنظار مدربه في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، البرتغالي جوزيه مورينيو.وقال ماتيتش: «المباراة الأكثر أهمية ستكون الاثنين، ويمكنني أن أقول إنه بالنسبة إلي، سيكون هذا اللقاء الأهم في مسيرتي». وتمتلك صربيا عدداً من مفاتيح اللعب، مثل ماتيتش وبرانيسلاف إيفانوفيتش وألكسندر كولاروف. وعلى رغم احتراف كثير من لاعبيه في أندية أوروبية، يعاني المنتخب لإيجاد تناغم بينهم على أرض الملعب.ومنذ خوضها منافسات كرة القدم كدولة مستقلة، فشلت صربيا في بلوغ كأس أوروبا لثلاث مرات متتالية (منذ عام 2008)، كما غابت عن كأس العالم في البرازيل 2014.وقال لاعب الوسط الصربي دوشان تاديتش: «يجب علينا ألا نكون خائفين من الذهاب للبحث عن هذا الفوز، هو في متناول أيدينا».وأبدى أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم الصربية، دراغان ستوياكوفيتش، ثقته بقدرة بلاده على التأهل قائلاً: «بتنا في روسيا. يجب فقط أن يتم تأكيد هذا الأمر حسابيّاً». وعلى ملعب كارديف، تلتقي ويلز وآيرلندا في مباراة حاسمة لكلا المنتخبين الساعيين على الأقل إلى ضمان بلوغ الملحق، أو حتى التأهل مباشرة في حال تعثر صربيا في مباراتها الأخيرة.وتحتاج ويلز التي تفتقد نجم ريال مدريد غاريث بيل بسبب الإصابة، إلى تعادل فقط لتضمن تفوقها على آيرلندا، وأكد مدربها كريس كولمان أن لاعبيه سيقاتلون للفوز بالمباراة، وقال: «نضع أنفسنا في وضع خطر إذا دخلنا المباراة وحاولنا امتصاص الضغط لمدة 90 دقيقة، نحن أفضل من أن نلجأ إلى ذلك. سندخل المباراة للهجوم وتسجيل الأهداف، علينا القيام بذلك». وأضاف: «نقطة قد تكون جيدة، إلا أننا نسعى إلى النقاط الثلاث، أعتقد أن الأجواء ستكون مثيرة في كارديف».وتسعى ويلز التي بلغت نصف نهائي كأس أوروبا 2016، للمشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 1958. وفي حال عدم خسارتها اليوم، ستتمكن من إنهاء التصفيات دون خسارة للمرة الأولى في تاريخها.إلا أن المنتخب الويلزي عانى من كثرة التعادلات في التصفيات (خمسة تعادلات في تسع مباريات)، ما أفقده نقاطاً ثمينة في مبارياته الخمس الأولى، إلا أنه حسن موقعه بثلاثة انتصارات متتالية.أما آيرلندا بقيادة المدرب مارتن أونيل، فتأمل في مشاركة أولى في كأس العالم منذ عام 2002. رغم أن ويلز تتقدم على آيرلندا بـ21 مركزا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلا أن التاريخ يقف إلى جانب الأخيرة التي لم تخسر أمام ويلز في سبع مباريات، وتعود خسارتها الأخيرة إلى فبراير (شباط) 1992.وسيعزز المنتخب الآيرلندي صفوفه بعودة روبي برايدي وجيمس ماكنيل بعد غيابهما بسبب الإيقاف عن مباراة الجولة التاسعة ضد مولدافيا (2 - صفر).وقال أونيل: «بإمكاننا الفوز بالمباراة»، علماً بأن منتخبه لم يخسر سوى مرة واحدة في تسع مباريات مقابل أربعة انتصارات وأربعة تعادلات.وفي المجموعة التاسعة أصبحت آيسلندا على بعد خطوات من حلم بلوغ كأس العالم 2018 في روسيا، رغم المنافسة الكبيرة، على بطاقة التأهل المباشر الوحيدة حتى الجولة الأخيرة. وتتصدر آيسلندا الترتيب مع 19 نقطة، بفارق نقطتين عن كرواتيا وأوكرانيا.ويتأهل إلى كأس العالم متصدر كل من المجموعات الأوروبية التسع، بينما تخوض أفضل ثماني منتخبات في المركز الثاني ملحقاً قارياً. وحققت آيسلندا فوزاً عريضاً الجمعة على مضيفتها تركيا (3 - صفر)، وضعها في موقع الأفضلية للتأهل عن المجموعة التاسعة، لتكمل بذلك مفاجآتها الكروية التي بدأت ببلوغها ربع نهائي كأس أوروبا (خرجت أمام المضيفة فرنسا)، بعدما أقصت إنجلترا من الدور الثاني.ويقترب الحظ من الابتسام بشكل عريض للآيسلنديين: فمباراتهم الأخيرة في التصفيات اليوم ستكون أمام منتخب كوسوفو، متذيل المجموعة برصيد نقطة واحدة فقط من تسع مباريات. أما كرواتيا وأوكرانيا، المنافسان الوحيدان لآيسلندا على بطاقة التأهل المباشر، فيخوضان لقاء قوياً في العاصمة الأوكرانية كييف.وما يزيد من حظوظ آيسلندا، أن ملعب لوغاردالسفولور الذي سيستضيف مباراتها اليوم، بات أشبه بقلعة حصينة لم يخسر منتخبها فيها منذ أكثر من أربعة أعوام: 15 مباراة، 12 فوزا، ثلاث تعادلات. وحقق المنتخب الآيسلندي أداء ثابتا في تصفيات مونديال 2018، إذ فاز ست مرات في تسع مباريات، وخسر مباراتين وتعادل مرة. كما تمكن من التسجيل 14 مرة، وتلقت شباكه سبع أهداف.وخلال التصفيات، فازت آيسلندا على مطارديها المباشرين كرواتيا وأوكرانيا مرة واحدة، بينما خسرت مرة أمام الأولى وتعادلت مع الثانية. وفي دليل على الخيبة الكرواتية في التصفيات، أعلن اتحاد كرة القدم المحلي السبت إعفاء المدرب أنتي كاسيتش من مهامه، وذلك في أعقاب التعادل المخيب أمام فنلندا الجمعة (1 - 1). وسيتم الاستعانة بزلاتكو داليتش الذي كان حتى الأمس القريب مدربا للعين الإماراتي لقيادة الفريق.وسيكون لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش وزملاؤه في المنتخب الكرواتي، أمام مواجهة صعبة ضد أوكرانيا على أرضها، مع وجوب الفوز في مباراتهم وانتظار تعثر آيسلندا على أرضها، لضمان بطاقة التأهل المباشر إلى كأس العالم.وفي المجموعة السابعة، تخوض إسبانيا التي ضمنت تأهلها المباشر لقاء استعراض أمام إسرائيل، فيما تحل إيطاليا التي ستخوض الملحق الفاصل ضيفة على ألبانيا. وتصدرت إسبانيا، بطلة العالم 2010، المجموعة برصيد 25 نقطة بفارق خمس نقاط عن إيطاليا صاحبة المركز الثاني التي تعادلت على ملعبها 1 - 1 مع مقدونيا. وتعرض المنتخب الإيطالي لهتافات استهجان أثناء مغادرته أرض الملعب بعد التعادل مع مقدونيا 1 - 1 الضعيفة، وقال الحارس والقائد جيانلويغي بوفون: «نحتاج إلى نقطة تحول نفسية، والمباراة أمام ألبانيا فرصة لاستعادة الثقة».ويفتقد المنتخب الإيطالي خلال مباراة اليوم كلاً من ماركو فيراتي والمخضرم دانيلي دي روسي بجانب أندريا بيلوتي بسبب الإصابات.ومن جانبه، خسر منتخب ألبانيا أمام نظيره الإسباني متصدر المجموعة صفر - 3، ويسعى الفريق لتقديم عرض شيق أمام إيطاليا لمصالحة جماهيره.
مشاركة :