أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» أمس أن الهجوم الأخير على آخر خطوط «داعش» الدفاعية في الرقة سيبدأ خلال ساعات، في وقت أعلن فيه النظام أن قواته طوّقت «الميادين» الاستراتيجية في دير الزور، وهو الأمر الذي نفاه «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى أن التنظيم، وعلى العكس من ذلك، أبعد قواته عن الضواحي الغربية للمدينة التي كان قد دخلها قبل يومين.وقال قائد ميداني في «سوريا الديمقراطية»، أمس، إن الهجوم الأخير على آخر الخطوط الدفاعية لـ«داعش» في معقله السابق بالرقة سيبدأ مساء اليوم، (أمس)، مشيرا لـ«وكالة رويترز» إلى أن «الهجوم على التنظيم في وسط الرقة سيركز على المنطقة حول الاستاد وسيحاول تطويقها». وأضاف: «تتجمع قوات (داعش) هناك لأن هذه هي المرحلة الأخيرة. ستقاوم أو تستسلم أو تموت، والموت هو الملاذ الأخير».وأعلنت «غرفة غضب الفرات» عن تحرير 85 في المائة من مدينة الرقة، ووصفت الـ15 المتبقية بأنها «شبه محررة».وعلى مدار 3 سنوات كانت الرقة المعقل الرئيسي لـ«داعش» في سوريا ومركز عمليات التنظيم الذي أشرف على إدارة مساحات واسعة من شرق ووسط وشمال سوريا، والتخطيط لهجمات في الخارج.وأصبح «داعش» يهيمن حاليا على منطقة صغيرة في وسط المدينة تضم الاستاد و«مستشفى الرقة الوطني» وساحة صغيرة علق فيها التنظيم المتشدد ذات يوم رؤوس أعدائه.وفي الساعات السابقة للانطلاق المتوقع للهجوم الأخير الذي قال القائد الميداني إنه قد يستمر أسبوعا، دوت أصوات إطلاق النار بشكل متقطع حول المنطقة قرب المستشفى، وسوي الحي بالأرض واختفت مبانيه بالكامل وحلقت طائرات التحالف في السماء وجرى تنفيذ ضربات جوية بمعدل أكبر مما كان في الأيام الأخيرة.وفي دير الزور حيث لم تهدأ الاشتباكات والقصف خلال الـ48 ساعة الماضية، ترددت أنباء عن وقوع انفجارات عنيفة صباحا في مقر القوات الروسية في المدينة، في وقت أعلن فيه النظام تطويقه «الميادين»؛ وهو الأمر الذي نفاه مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط».وقال أحمد الرمضان، مدير «شبكة فرات بوست»، لوكالة الأنباء الألمانية: «انفجارات متتالية هزت مدينة دير الزور صباحا مصدرها المدينة الرياضية التي تعتبر مقرا للقوات الروسية وتقع عند مدخل مدينة دير الزور من الجهة الجنوبية، تبعها نشوب حريق كبير، وغطت ألسنة الدخان المدينة، وهرعت سيارات الإسعاف والإطفاء وسيارات تابعة للقوات الحكومية السورية إلى المكان».وأكد الرمضان أن «المدينة الرياضية هي مستودع سلاح للقوات الروسية حيث توجد بداخلها كميات كبيرة جداً من الذخيرة والعتاد الحربي، إلى جانب عدد كبير من عناصر القوات الروسية».وأكدت «فرات بوست» أن «طريق دير الزور - تدمر لا تزال خارجة عن الخدمة، وذلك بسبب سيطرة تنظيم داعش على الطريق شرق مدينة السخنة»، مشيرة إلى أن الأخبار التي تتحدث عن إعادة السيطرة عليها عارية من الصحة.وميدانيا أيضا، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ونتيجة هجمات معاكسة، تمكن (داعش) من إبعاد قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها عن الضواحي الغربية لمدينة الميادين، وذلك بعد أن أوقعهم التنظيم بكمائن أول من أمس على الرغم من الإسناد الجوي لها من قبل طائرات روسية بالإضافة للقصف العنيف». كما رصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مزيدا من الخسائر البشرية بصفوف قوات النظام في الكمائن والهجمات، حيث ارتفع إلى 38 على الأقل عدد قتلاه والموالين له خلال يومين.وكان لافتا أمس أن الإعلام الحربي التابع لـ«حزب الله»، نشر للمرة الأولى على مواقع للتواصل صورا لمعارك الميادين ودير الزور ممهورة بتوقيع «الحرس الثوري»، مما يثبت حضور «الحرس» في معارك شرق سوريا التي كانت إيران نفت مشاركتها بها.الخارجية الأردنية تستدعي القائم بالأعمال السوري احتجاجاً على «تصريحاته المسيئة»عمان: محمد الدعمةاستدعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أمس الأحد، القائم بالأعمال السوري في عمان، أيمن علوش، وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة على تصريحات أدلى بها ومثلت إساءة للأردن، ومحاولة مدانة لتشويه مواقفه.وأبلغت الوزارة القائم بالأعمال بضرورة الالتزام بالأعراف والمعايير الدبلوماسية في تصريحاته وتصرفاته، وبأنها ستتخذ الإجراءات المناسبة وفق الأعراف والقوانين الدبلوماسية إذا ما تكررت الإساءة، وإذا لم يلتزم هذه الأعراف.يشار إلى أنه تم طرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان من قبل وزارة الخارجية، في عام 2014، حيث قامت الوزارة بتسليم السفارة السورية في عمان مذكرة تتضمن قرار الحكومة اعتبار سليمان شخصا غير مرغوب فيه بالمملكة، وطلبت مغادرته أراضي الأردن خلال 24 ساعة.وأتى قرار الحكومة «بعد أن استمر سليمان في إساءاته المتكررة عبر لقاءاته الشخصية وكتاباته بوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والموجهة ضد المملكة وقيادتها ورموزها السياسية، ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها، والتي لم تتوقف رغم التحذيرات المتكررة له بعدم استغلال الضيافة الأردنية لتوجيه الإساءات، وذلك منذ فترة طويلة».وكان علوش قد شكك بحديث له، مساء أول من أمس، خلال ندوة بعمّان في المشاركة الأردنية في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، حيث أتى على ذكر سوريا ومصر دون الأردن، قبل أن يُنبهه في الأسئلة أحد الحضور بالدور الأردني، ليقول إنه «لا يعرف عن المشاركة»، مُحيلاً السؤال لأحد الحاضرين.وأضاف علوش أن «لا رسائل رسمية وصلت سوريا حول تحسين العلاقات مع بلاده أو فتح المعبر، معتقداً أن ما يتردد حول هذا الأمر يأتي في السياق الإعلامي فقط»، لكنه عاد ليشير إلى وجود «جهات» لم يسمها أبلغتهم برغبة فتح المعبر، مضيفاً أن فتح المعبر سيتم «لكن تحت إدارة الجيش العربي السوري».وكان علوش صرّح لوكالة «سبوتنيك» الروسية الشهر الماضي، بأنه قام بتسليم الخارجية الأردنية أكثر من سبع مذكرات لفتح المعبر: «نُعلم الجانب الأردني فيها رغبتنا بفتح معبر نصيب».وبحسب متابعين، فإن الغريب بتصريحات علوش، أنها تأتي وكأنه ليس فقط غير ملم بالتاريخ، بل حتى غير متابع ولا مطلع على ما أورده أمس موقع وزارة الدفاع السورية الإلكتروني بعنوان «حرب تشرين التحريرية 1973» والذي تضمن الاستشهاد بالمشاركة الأردنية في الحرب من خلال اللواء 40 من القوات المسلحة الأردنية، واللواء 92، وقيادة الفرقة الثالثة - مشاة أردنية.وكانت مصادر حكومية أردنية أكدت أن من يُشكك في مواقف الأردن التاريخية «ما هو إلا جاهل وأحمق»، وذلك تعليقا على حديث منسوب للقائم بالأعمال السوري في عمّان. وقالت إن «سوريا ستكون أفضل حالاً لو تعلّم دبلوماسيوها إغلاق أفواههم».وحول الحديث المنسوب لعلوش بشأن فتح معبر جابر - نصيب بأنه رغبة أردنية، أوضحت المصادر نفسها، أن التعليق «غير دقيق، بل العكس هو الصحيح؛ لأنها رغبة سورية أكثر منها رغبة أردنية».
مشاركة :