قيّمت العديد من الدول ومنظمات ووسائل إعلام عالمية تجربة الأمم المتحدة عقب مرور أكثر من 70 عاماً على وجودها، واتفقت جميعها على أنها منظمة دولية فاشلة ونادراً ما تطابقت كلماتها مع الحقائق والأفعال. وكشف بحث قامت به "سبق" عن الرأي العالمي حول منظمة الأمم المتحدة التي أُوجِدت لتكون أملاً كبيراً لمستقبل البشرية، إلا أن الكثير من الدول والدبلوماسيين إضافة إلى الأفراد وصفوها بالمنظمة "الفاشلة" التي تجمع تحت سقفها الكثير من الموظفين الديكتاتوريين والطغاة والفسدة. هذا فيما أشارت تقارير عالمية سابقة وحديثة إلى أن المنظمة تحمي الكثير من المؤسسات الفاسدة، وتعمل وفقاً لسياسات غير ديمقراطية. كتاب غربيون: منظمة منفصمة ويشير عدد من الكتاب الغربيين والمهتمين بالشأن الإنساني، إلى أن فشل الأمم المتحدة متعدد الأوجه، ولا يمكن أن يعزى إلى سبب واحد، وهو جزئياً فشل القيادة، جنباً إلى جنب مع سوء الإدارة، والانضباط، وعدم الكفاءة على نطاق واسع، فضلاً عن ثقافة عميقة الجذور للفساد، واصفين إياها بالأمم المنفصمة، مشيرين لمعاناتها من "الافتقار في الوضوح الأخلاقي على المسرح الدولي، وعدم الرغبة في مواجهة أعمال الإبادة الجماعية إلى جانب استعداد جاهز لاستيعاب الطغاة والديكتاتوريين، وقد أدى ذلك إلى فقدان الثقة في قدرة الأمم المتحدة على الوقوف حتى من أجل ميثاقها العالمي لحقوق الإنسان، أو حماية أشد الناس ضعفاً في العالم، بمن فيهم ضحايا التطهير العرقي واللاجئون الذين يبحثون عن الحماية تحت علم الأمم المتحدة". الرئيس الأمريكي: "ناد للتسلية" من جهته، وفي سبتمبر الماضي، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأمم المتحدة بـ"نادٍ لقضاء أوقات التسلية"، في إشارة إلى عدم فعاليتها وقدرتها على أداء أدوارها تجاه المجتمع الدولي، وعدم تأثيرها إيجاباً على أرض الواقع، مضيفاً في كلمة ألقاها أمام الأمم المتحدة في 18 سبتمبر الماضي، أن المنظمة الدولية لم تحقق أهدافها؛ بسبب البيروقراطية، وسوء الإدارة، مطالباً بضرورة إجراء إصلاحات؛ من أجل تحقيق أحلام الشعوب. شاهدٌ من الداخل: منظمة يستوطن فيها الفساد في عام 2004 نشر السفير السابق لدى الأمم المتحدة دوري غولد كتاباً باسم "برج بابل"، وذكر فيه كيف قامت الأمم المتحدة بتأجيج الفوضى العالمية، وانتقد في الكتاب ما وصفه بالمنظمة "غير الأخلاقية" التي تعمل وفقاً لمصلحة الفاسدين، مشيراً فيه إلى الانتقادات الكثيرة التي تطال الأمم المتحدة وأحداث واقعية لأدوارها المشبوهة، مؤكداً أن الفساد يستوطن في الأمم المتحدة. هذا في الوقت الذي انتقدت فيه الكثير من الدول العربية والغربية طريقة عمل المنظمة التي تثير الفوضى، وتساهم في تفاقم الأزمات، ومنها حق النقض للأعضاء الخمسة الدائمين، وكما هو عليه، فإن حق النقض من أي من الأعضاء الدائمين يمكن أن يوقف أي إجراء قد يتخذه المجلس، فاعتراض بلد واحد، بدلاً من آراء أغلبية البلدان، قد يشلّ أيّ ردّ محتمل أو دبلوماسي من الأمم المتحدة. فضائح جنسية وانتهاكات للطفولة كما كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" في الولايات المتحدة في عام 2006، اتفق فيه 64% من المستطلعين على أن الأمم المتحدة "تقوم بعمل سيئ"، و28% فقط لديهم صورة إيجابية عن المنظمة، مؤكدين أن الأمم المتحدة تعمل بنهج فصامي، وتحدّث بعض المستطلعين عن عدم نزاهة الأمم المتحدة، وعدم وضوح طريقة عملها وقراراتها، مشيرة إلى برامج لا إنسانية كثيرة تجعل منها منظمة فاشلة. وفي عام 2011، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة صحة تقارير عالمية فضحت موظفين تابعين للمنظمة الدولية باستغلال وانتهاك الطفولة، وتم منع 16 من المشاركين في عمليات السلام بينهم 10 قياديين، وذلك في بنين وأحداث مماثلة في الكونغو وكمبوديا وهايتي. كما كشفت عن قيام أفراد حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة بإساءة معاملة الأطفال جنسياً في جمهورية إفريقيا الوسطى، وذكرت منها مئات الحالات في عامي 2014 و2016، وكشفت ذلك المنظمات غير الحكومية ومجموعات الرصد الأخرى حالات الاعتداء الجنسي في جمهورية إفريقيا الوسطى غالبية ضحاياها كانوا من الفقراء. وعلى غرار ذلك وقعت أحداث مماثلة ضد الأطفال في دول مثل: موزمبيق، والبوسنة، وكوسوفو، وقام عدد من الناشطين في تلك الدول بتوثيق عدة حالات دعارة ضد الأطفال، وأيضاً حالات نشر السلاح بين الأطفال. فشل في وقف إراقة الدماء لم تفعل الأمم المتحدة ما يُذكر لوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في رواندا والبوسنة وكمبوديا وتيمور الشرقية، وقد فشلت المنظمة الدولية تماماً في وقف إراقة الدماء الناجمة عن العنف الطائفي والقتل الاستبدادي. وتظهر أمثلة لا حصر لها أن الأمم المتحدة كانت غير فعالة بشكل لا لبس فيه في وقف المعاناة الإنسانية أو حتى تخفيفها في كثير من أجزاء العالم. ولعل من الشواهد الماثلة كيف غضّت الأمم المتحدة الطرف عن عمليات إبادات جماعية في سوريا، فمنذ ما يقرب من خمس سنوات، قتل الديكتاتور السوري بشار الأسد وشركاؤه الإيرانيون، المدنيين بشكل عشوائي، وألقوا أسلحتهم الكيميائية في الأراضي المدنية، وقصفوا المستشفيات والمدارس، دون أن يحرّك ذلك الأمم المتحدة. وعن واحدة من أبرز القضايا الإنسانية العالقة في التاريخ ما زالت الأمم المتحدة تتخذ دور المتفرج دون إنقاذ الشعب الفلسطيني من الرصاص والتهجير والقتل والتهديد الذي يتعرضون له بشكل يومي من قبل القوات "الإسرائيلية"، كذلك لا تلعب أي أدوار في عملية السلام، وتتغاضى عن كثير من الأعمال التخريبية للمواقع المقدسة.
مشاركة :