مصر تعود إلى مونديال كرة القدم بعد غياب ثلاثة عقود

  • 10/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مصر تتصدّر المجموعة برصيد 12 نقاط، بفارق أربع نقاط عن اوغندا التي تعادلت سلبا مع غانا (6 نقاط)، فيما وقف رصيد الكونغو عند نقطة واحدة.العرب  [نُشر في 2017/10/09، العدد: 10776، ص(1)]فوز تاريخي القاهرة - كادت قلوب المصريين أن تتوقف عندما سجَل منتخب الكونغو لكرة القدم هدف التعادل ضد مصر في الدقائق الأخيرة من مباراتهما ضمن التصفيات الافريقية، والتي احتاج فيها منتخب الفراعنة للفوز لضمان بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما. إلا أن حظ "الفراعنة" كان وافرا هذه المرة، واستطاع نجم ليفربول الانكليزي محمد صلاح من تسجيل هدف الفوز بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، ما دفع الملايين إلى الاحتفال في منازلهم وفي شوارع المحافظات المختلفة بالحدث الذي طال انتظاره: عودة مصر إلى مونديال كرة القدم بعد غياب ناهز ثلاثة عقود. وتأهل المنتخب المصري إلى النهائيات بفوزه على الكونغو 2-1 بهدفين لصلاح، على استاد برج العرب في الإسكندرية في الجولة الخامسة ما قبل الأخيرة من تصفيات المجموعة الافريقية الخامسة، ليتقدم بفارق أربع نقاط عن أوغندا قبل الجولة الأخيرة من التصفيات. وسجل محمد صلاح (63 و90+5 من ركلة جزاء) هدفي مصر، وارنولد بوكا موتو (87) هدف الكونغو. وتتصدر مصر المجموعة برصيد 12 نقاط، بفارق اربع نقاط عن اوغندا التي تعادلت امس سلبا مع غانا (6 نقاط)، فيما وقف رصيد الكونغو عند نقطة واحدة. واصبحت مباراة مصر الأخيرة في ضيافة غانا في السادس من نوفمبر من باب تأدية الواجب. ويعتمد مدرب مصر الأرجنتيني هكتور كوبر على تشكيلة عمودها الفقري من المحترفين لا سيما في انكلترا وفي طليعتهم محمد صلاح (ليفربول) ومحمد النني (ارسنال) واحمد حجازي (وست بروميتش البيون) ورمضان صبحي (ستوك سيتي)، فضلا عن قائد المنتخب الحارس واكبر لاعب في التصفيات عصام الحضري (44 عاما) المحترف في التعاون السعودي. ويميل كوبر كثيرا إلى الأسلوب الدفاعي والثبات على تشكيلة واحدة رغم الانتقادات التي توجه له منذ بدء الاشراف على منتخب "الفراعنة" في 2015 وبشكل شبه يومي عبر الصحافة المحلية بسبب عدم قدرته على ايجاد البدلاء.محمد صلاح.. العمود الفقري للفريق وتضمنت تشكيلة كوبر تغييرا وحيدا عن المألوف حيث زج بصالح جمعة بدلا من عبدالله السعيد المصاب. وشهدت بداية اللقاء هجوما مكثفا لمنتخب مصر سعيا لاحراز هدف مبكر يريح أعصاب 85 الف مشجع على المدرجات والملايين حول شاشات التلفاز. وأهدر احمد حجازي فرصة هدف اول بعدما فشل في استغلال كرة مرتدة من الدفاع الكونغولي داخل منطقته، فسددها ضغيفة وابطل مفعولها الحارس. ومع الاندفاع الهجومي المصري، شكلت مرتدات الكونغو خطورة على مرمى الحضري، وتصدى حارسها باريل موكو لتسديدة محمد صلاح من ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول. وتدخل الحضري في مستهل الشوط الثاني وتكفل بتسديدة ثييفي بيفوما، واجرى كوبر اول تبديلاته في الدقيقة 55 بنزول محمود حسن "تريزيجيه" بدلا من صالح جمعة غير الموفق بهدف امتلاك وسط ملعب وانتزاع السيطرة الميدانية من الضيوف. صلاح مهندس الفوز وتدين مصر بهذا الانجاز إلى نجمها محمد صلاح الذي افتتح التسجيل بمجهود فردي بعد ان وصلته كرة في الجهة اليسرى من المنطقة الكونغولية فانفرد بالحارس موكو وتابعها بيسراه في اسفل الزاوية اليمنى. وتراجع لاعبو مصر للدفاع بغية المحافظة على تقدمهم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، وكاد صلاح يسجل الهدف الثانى من احداها بعدما انفرد بموكو الذي نجح في ابطال انفراده (79). وصعبت الامور على منتخب "الفراعنة" الذي ظل متقدما حتى الدقائق الاخيرة، عندما ادرك موتو التعادل بعد تمريرة من ثييفي بيفوما غفل عنها الدفاع المصري وتابعها الاول على يمين الحارس المخضرم عصام الحضري (87). وعاش الطرفان دقائق مجنونة بعد ان احتسب الحكم الغامبي بكاري غاساما نحو 8 دقائق كوقت بدل من ضائع استطاع خلالها المصريون حسم النتيجة بالهدف الثاني من ركلة جزاء بعد مخاشنة بيرانغار ايتوا لمحمود حسن "تريزيغيه" واسقاطه في المنطقة المحرمة انبرى لها نجم ليفربول الانكليزي وسجل منها هدف الفوز والتأهل إلى روسيا 2018.حظ وافر للفراعنة احتفال جماهيري في مدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة امتلأت الشوارع بالجماهير الذين تابعوا المباراة في المقاهي، وهم يلوَحون بأعلام مصر ويشعلون الألعاب النارية ويهتفون بأصوات غلب عليها بكاء الفرح "كأس العالم - كأس العالم" عقب انتهاء المباراة. وقال محمد محمود الذي كان يتصبب عرقا من حماس الفوز والاحتفال "الآن أيقنت أن المصريين هم الأكثر حظا بعد هذا التأهل الصعب وما حدث هو حلم كنا ننتظره، وأتوقع حشدا جماهيريا في كأس العالم في روسيا بفضل قدم صلاح الذهبية". أضاف المحامي البالغ من العمر 29 عاما "كدت أن أفقد الوعي عندما أحرز الكونغو هدف التعادل". وقال محمد صبري (34 عاما) وقد حبس أنفاسه حتى لا يبكي نتيجة سعادته بفوز المنتخب المصري "حتى الآن أنا لا اصدق اننا تأهلنا إلى كأس العالم ولن أصدق حتى أسمع السلام الوطني المصري يعزف في روسيا على أحد ملاعب المونديال". وهنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المنتخب، ونشر عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي "أتوجه بالتحية والتقدير لرجال المنتخب الوطني على الأداء البطولي وتأهله إلى نهائيات كأس العالم". كما هنأت العديد من وزارات ومؤسسات الدولة المنتخب المصري على نجاحه في التأهل لكأس العالم مثل وزارة الداخلية والدفاع والخارجية. وفي منطقة هليوبوليس الراقية شرق القاهرة امتلأ ميدان الكوربة بالمئات من المصريين من مختلف الأعمار والفئات، حاملين الأعلام والصافرات وراحوا يرقصون في الميدان الذي كانت تتوسطه دبابة تابعة للجيش المصري بغرض حفظ الأمن. وقال هشام حفني (55 عاما) "إنه شعور لا يوصف والفرحة ليس لها مثيل فقد تأهلنا بصعوبة شديدة". وتابع حفني "بعد ان حققنا حلم التأهل، لابد من إعادة النظر في المنتخب ولاعبيه، فمن غير المعقول أن يكون تعداد مصر 104 مليون شخص لا نجد بينهم مهاجم أو لاعب خط وسط يكون بديلا جيدا للاعبين الحاليين". ويقول أحمد عبد الواحد (28 عاما) "هذه هي الأمنية الوحيدة التي كنت أتمناها قبل أن أموت، هي ان أرى المنتخب الوطني يلعب في بطولة كأس العالم، وبالفعل تحقق الفوز في وقت احتاجت فيه البلاد إلى الفوز".

مشاركة :