فاس – أحمد ناصر | انطلقت في فاس، العاصمة الثقافية للمملكة المغربية، فعاليات الدورة الـ20 للمهرجان الوطني للمديح والسماع، وتشرف عليه الجمعية الفاسية لفن السماع والإبداع، هذا المهرجان فريد وهو الوحيد من نوعه في الوطن العربي، إذا لم يكن في العالم كله، فهو مهرجان للجمهور الذي يسعى ويبحث عن فرصة لترديد الأغاني والأناشيد الصوفية. مديح نبوي قال حسن محب مدير المهرجان «نبحث عن الجمهور وعشاق السماع لقصائد المديح النبوي، ويهدف هذا المهرجان إلى المحافظة على عدد من الجمهور ممن يحفظ هذه القصائد، ولا نبحث عن ترديدها فحسب.. بل نحرص على أن يحفظها الجمهور، وفي هذا العام قدمنا ثلاثة أنواع من فنون المديح والسماع وهي.. السماع والملحون والأندلسي، وهي فنون مشهورة جدا ويحفظها الجمهور». ويأتي الجمهور إلى المهرجان وتوزع عليهم أوراق فيها كلمات الأناشيد والغناء، لكي يرددوها مع المنشدين.. إذ تعتمد فكرة المهرجان على إنشاد وغناء الجمهور وترديدهم مع الفرقة التي تقدم عروضها. ويعتبر هذا المهرجان من المناسبات الخاصة جدا في فاس والتي يحافظ عليها كتراث ثقافي تقليدي في المدينة، وتحرص الجمعية الفاسية المشرفة على المهرجان على أن يكون الجمهور ممن يردد الأناشيد، لكي يحافظوا على نمط المهرجان الذي يعتبر الأوحد في العالم، حيث يعتمد اعتمادا كليا على الجمهور، فهم الذين يرددون وينشدون مع الفرقة بصوت واحد، وقال أحد الحضور المشاركين في المهرجان «يجب أن نكون في فعاليات هذا المهرجان كتلة واحدة في المديح.. نحن الجمهور في السماع والفرقة في الإنشاد، ونحن بدورنا نردد معهم لنكون فرقة واحدة بين المسرح والحضور». طقوس صوفية وتقام فعاليات هذا المهرجان الشعبي الكبير في المدينة القديمة في فاس، في ثلاثة مسارح هي الأقدم في المغرب كله.. كانت في السابق زوايا تقام فيها الطقوس الصوفية، وتردد فيها الموالد والمدائح النبوية، ثم تحولت إلى مسارح تقام فيها هذه الفعاليات، وفي هذا المهرجان تقام الفعاليات في ثلاث زوايا؛ هي زاوية العلي الجمال وتقام فيها فعالية «سماع الجمال»، وزاوية الوزانية وتقام فيها فعالية «المديح النبوي»، والزاوية الدرقاوية وتقام فيها «سماع الدرقاوي»، وتصاحب الموسيقى وعدد من آلات الطبل والطيران هذه الأناشيد والأغاني، وتضفي جوا رائعا من التراث نابعا من ثقافة فاس مدينة الثقافة الجميلة، ويحضر المهرجان جمهور من كل مكان حول العالم، من أميركا وروسيا وأوروبا للمشاركة فيه، ولا يقتصر على أبناء فاس أو المغرب، ويشارك الأجانب في هذا المهرجان كنوع من الموسيقى الروحية وليس كطقوس دينية.
مشاركة :