تعتبر أمراض القلب من الأكثر شيوعا في العالم، وكذلك من أكثر مسببات الوفاة، حيث تتسبب في مقتل نحو 600 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة وحدها، ولذلك توصل فريق من الباحثين إلى اكتشاف جديد من شأنه أن يسهم في التحكم بهذا المرض الذي كان يعتقد أنه أمر مستحيل في عالم الطب. القلب يعالج نفسه وفقا لمجلة «نيوزويك» الأميركية، أجرى الباحثون في كلية «بايلور» الأميركية للطب دراسة فريدة على الفئران، مبينة أنه قد وجدوا حلا أفضل من الحلول المؤقتة لعلاج حالات القلب الحرجة. واكتشف العلماء مسارا لإشارات «هيبو» بعد النوبة القلبية، وهذا المسار عادة ما يكون عالي النشاط، الأمر الذي يؤدي إلى منع الخلايا العضلية في القلب من التكاثر والتجدد. وافترض الباحثون أن سد هذا المسار سيسمح للقلب بأن يعالج ويصلح نفسه بنفسه. وقال معد هذه الدراسة البروفيسور جيمس مارتين إن قدرة مسار إشارات «هيبو» في التحكم بالنمو الخلوي في ذبابة الفاكهة قد تم اكتشافه عام 2003. في 2011 قام الباحثون بالتوضيح أنه من الممكن التحكم بالنمو في قلب الفأر النامي عن طريق مسار إشارات «هيبو». اختبار النظرية لكي يتم اختبار هذه النظرية، قام الباحثون بإثارة النوبات القلبية في فئران المختبر، وذلك من أجل محاكاة النوبات القلبية في البشر. وبعد ذلك قاموا باستخدام علاج جيني من أجل إبطال نشاط مسار إشارات «هيبو» في الحيوانات. ومن ثم قام الباحثون بمتابعة الفئران خلال الأسابيع الستة الماضية كي يروا ما إذا كان بإمكان قلوبهم أن تعالج أنفسها بأنفسها. وهذا بالضبط ما حدث. ووفقا للدراسة – التي تم نشرها يوم الأربعاء في مجلة Nature – تشافت القلوب، واسترجعت قدرتها الوظيفية الكاملة، وكانت قادرة على ضخ الدم بشكل فعّال تمامًا كالقلوب السليمة. كما كانت لدى الفئران أنسجة متضررة على القلب بكميات أقل بكثير، وهذا يعتبر تغيرا واكتشافا مبهرا سمح للقلب بأن يؤدي وظيفته بشكل ذي فعالية أكبر. يذكر أن الدراسات السابقة أثبتت أن مسار إشارات «هيبو» يلعب دورا في الأمراض الأخرى. فالمستويات المرتفعة من الـ»هيبو» تكون ملحوظة لدى المصابين بسرطان الثدي والقولون والكبد. ولكن هذه الدراسة بدأت بدراسة دور مسار الإشارات الخاصة بالصحة القلبية.