كل شيء يمكن شراؤه على مواقع التواصل حتى ثقة الجمهور

  • 10/10/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كل شيء يمكن شراؤه على مواقع التواصل حتى ثقة الجمهور تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى عالم قائم بذاته يحوي الجريمة المنظمة تماما كما في الواقع معتمدا على الأخبار الوهمية وصناعة التزييف، وليس من السهل ملاحقتها، ويؤكد خبراء الاتصال أن منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن تغير مسار الأمم.العرب  [نُشر في 2017/10/10، العدد: 10777، ص(18)]صناعة التزييف حقيقة واشنطن – لا يخفى على الإعلاميين والصحافيين وحتى شريحة واسعة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وجود التلاعب والأخبار المضللة المنتشرة على هذه المنصات، إلا أن المدى الذي وصلت إليه هو ما قد يفاجئ الكثيرين. ومن الصعب مواكبة التدفق المتزايد من التقارير والبيانات حول الأخبار المزيفة والتضليل والمحتوى السياسي. ينتشر في العالم الافتراضي كل شيء من الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى خلق تعليقات وهمية وحتى التلاعب بالتصويت عبر الإنترنت يباع بأسعار معقولة جدا. والمثير للدهشة، أننا وجدنا أن الحملات الإخبارية المزيفة ليست دائما عملا يدويا شخصيا، ولكن يمكن أيضا أن تنفذ من قبل أشخاص حقيقيين عبر برامج التعهد الجماعي الكبيرة، وفق ما أكدت لورا هازارد أوين نائب رئيس تحرير موقع نيمان الإخباري في تقرير نقلته شبكة الصحافيين الدوليين. يقول التقرير إن كل شيء متاح وله سعر محدد، فهناك نوع جديد من المقالات، إذا أردت أن تفقد ثقة القراء بصحافي، الأمر يكلّف 55 ألف دولار، ويكلف جمع مئة ألف توقيع من أشخاص حقيقيين على عريضة Change.org ستة آلاف دولار، أمّا نوع المقالات “الناعمة” الجديدة فيمكن الحصول عليه بـ15 دولارا فقط. ويمكن العثور على هؤلاء الناس في شركة برمجيات الأمن تريند ميكروستوديد الصينية والروسية والعربية، والتي يمتد نشاطها إلى الشرق الأوسط والأسواق الإنكليزية. ويفصل تقرير “آلة الأخبار المزيفة: كيف يستخدم الدعائيون الإنترنت والتلاعب بالجمهور”، ويضم قوائم الأسعار بلغات متعددة ودراسات حالة من عدة بلدان. ويقدم قائمة العروض من المنتدى الروسي سموسرفيس، والذي يتيح مجموعة واسعة من الخدمات التي يمكن أن تأتي أيضا مع خصومات كبيرة (تصل حتى 55 في المئة) . وتشمل بعض سماتها البارزة تعبئة مجموعات بحسابات، ودعم المزيد من المنصات مثل تيليغرام وبيريسكوب ومويمير، إضافة إلى طلبات صداقة، وعدم إعجاب، وجعل مشاهدات الفيديو عالية على يوتيوب، وغيرها من الخدمات الرقمية الأخرى. ويقول معدّو التقرير “حتى الآن يجب أن يكون واضحا جدا أن وسائل الإعلام الاجتماعية لها آثار قوية جدا على العالم الحقيقي. لم يعد من الممكن فصلها باعتبارها أشياء تحدث على الإنترنت. فما يجري داخل فيسبوك وتويتر وغيرهما من منصات التواصل يمكن أن يغير مسار الأمم”.وسائل الإعلام الاجتماعية لها آثار قوية جدا على العالم الحقيقي. ولم يعد ممكنا فصلها باعتبارها أشياء تحدث على الإنترنت وفي المقابل وأمام انتشار هذه الخدمات الاحتيالية التي قد تحول حياة البعض من الناس إلى جحيم، وتصنع من آخرين مشاهير وأبطالا وهميين، ينشط أشخاص في مهمة جدية لتحدّي الأخبار الكاذبة، حيث يوجد جهد كبير يقوم به حوالي 100 متطوّع إضافة إلى 71 فريقا من الأوساط الأكاديمية والصناعة في جميع أنحاء العالم، يسعون إلى استكشاف كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية لمكافحة المشكلة الإخبارية الوهمية”. ويقول ديليب راو أحد منظمي مسابقة تحدّي الأخبار الوهميّة ومؤسس جوستوار، الذي يبني أنظمة التعلم الآلي، “إن الكثير من عمل المدققين والصحافيين الذين يتابعون الأخبار المزيفة هو دليل، وآمل أن نتمكن من تغيير ذلك. إذا استطعت اكتشاف أخبار مزيفة في الساعات القليلة الأولى، فلديك فرصة لمنع انتشارها، ولكن بعد 24 ساعة يصبح من الصعب احتواؤها". وأضاف راو أنّ منظمي مسابقة التحدّي يخطّطون لإعلان المزيد من المسابقات في الأشهر المقبلة. وأحد الخيارات القادمة هو الطلب من الناس صنع رمز يمكنه عرض الصور مع إضافة نص. وقد اعتمد هذا الشكل من قبل بعض الناس الذين أنشأوا مواقع إخبارية وهمية لجني الأموال من الإعلانات بعد إدخال ضوابط جديدة من قبل غوغل وفيسبوك. وبدأ فيسبوك بجهد جديد للحديث بشكل علني حول بعض الموضوعات المعقدة، وهو يطلب من المستخدمين إرسال بريد إلكتروني يحوي أسئلة صعبة وثابتة، وتقول شركة فيسبوك إنها سوف تستكشف أسئلة مثل “من الذي سيحدد ما هو الخبر الكاذب، وما هو ببساطة الخطاب السياسي المثير للجدل؟” و”هل الشبكات الاجتماعية جيدة للديمقراطية؟". ومن ناحية أخرى، لاحظ أليكسيوس مانتزارليس من موقع بوينتر مؤخرا أن طريقة واحدة لمكافحة “الانقسام السياسي عن طريق التحقق من الوقائع” قد تكون إنشاء لوحات القارئ التي يمكن أن توفر بيانات مثيرة للاهتمام. أما فريق العاملين داخل “أخبار غوغل” فتحدثوا عن صعوبة المهمة في الكثير من الأحيان. وقال عدد من الأعضاء السابقين إن المبادئ التوجيهية العامة والقرارات التي تحدد ما إذا كانت المنشورات تستحق أن تدرج على موقع غوغل نيوز أم لا لم تكن واضحة، وهو الأمر الذي سبب مشكلة كبيرة، خاصة أن شركات الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك تلعب دورا كبيرا في توزيع الأخبار. وتحدث موقع “بيزنس إنسايدر” مع مجموعة من الأعضاء السابقين في فريق غوغل نيوز من أجل فهم أفضل لكيفية اتخاذ القرار داخل هذه المؤسسة العملاقة. ووصف العديد من الأشخاص الذين عملوا في الفريق أن غوغل قررت مؤخرا تغيير قوام الفريق، وبدلا من الاعتماد كليا على الجهات الخارجية لفحص ما يقدمه الناشرون من موضوعات، أصبح هناك فريق متخصص داخل الشركة لمراجعة الأخبار. وهذه الخطوة كانت لها نتائج إيجابية، إذ حدت من انتشار الأخبار الكاذبة على قمة الموقع، وهذا بفضل البرامج الحديثة والخوارزميات المتطورة التي تعمل على فلترة الأخبار، من خلال وضع قواعد تكشف بسهولة عن الأخبار الوهمية، وفي نفس الوقت تكون معقدة على الآخرين لتجاوزها. وأوضح البعض أن عددا من المواقع كانت تستخدم طريقة سرية من أجل نشر الأخبار غير الموثوقة بحرية مع الاحتفاظ بمكانة بارزة لها داخل أخبار غوغل.

مشاركة :