نصحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أمير قطر تميم بن حمد بأنه لا يمكنه شراء كل شيء بالمال، قائلة إن في مساعي العائلة الحاكمة في قطر لتحقيق تأثير عالمي، اتبعت سياسات متناقضة تسببت فى إغضاب جيرانها في المنطقة العربية، ووضعتها الآن أمام معركة مصيرية.واستهلت الصحيفة في تقرير مطول على موقعها الإلكتروني، أمس الاثنين، حول قطر الدولة الصغيرة الغنية التي اعتادت على شراء كل ما تريده بالمال، والتي غيرت ثرواتها النفطية - من بين كل دول الخليج العربي الأخرى - من تفكير عائلتها الحاكمة. وأضافت: اعتاد الأمير القطري تميم على شراء كل شيء بالمال، ففي مراهقته، كان يرغب في أن يكون بورس بيكر العرب، ولذلك سافر والداه إلى لاعب التنس الألماني الأول في العالم لإعطاء ابنهم الدروس، وبسبب ولعه بالرياضة، اشترى فريق كرة قدم فرنسي، باريس سان جيرمان، الذي دفع الصيف الماضي 263 مليون دولار للمهاجم البرازيلي - أعلى راتب في تاريخ اللعبة.كما ساعد على جلب كأس العالم 2022 إلى قطر بتكلفة تقدر ب200 مليار دولار، وهو طفرة كبيرة لبلد لم يكن مؤهلا للبطولة، والآن، وهو في سن ال37، واجه الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مشكلة لا يمكن للمال وحده أن يحلها، ألا وهي أزمته مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين. وأوضحت الصحيفة، أنه في الوقت الذي دعت فيه الدوحة للسلام والتعليم وحقوق المرأة، فإنها عملت على تمويل الجماعات المتطرفة في سوريا، بينما تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. وأضافت أنه بالنسبة للإمارات والسعودية والبحرين ومصر، التي تقاطع قطر منذ يونيو/حزيران الماضي، فإن هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط، تمثل مصدر إزعاج بل إن أموالها تسببت في إفسادها، ومن ثم هناك حاجة لتحجيمها. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من مظاهر الانفتاح التي تبدو عليها الدوحة داخليا إلا أنها واقعيا بعيدة عنه. ففي عام 2012 حكم على شاعر قطري بالسجن مدى الحياة بسبب إهانة العائلة الحاكمة. وبينما تقدم قناة الجزيرة تغطية منتقدة للقادة العرب الآخرين فإنها تتعامل على النقيض مع العائلة المالكة في قطر. وفي 2016، قامت السلطات القطرية بغلق موقع «الدوحة نيوز» الإخباري الذي كان يقدم تقارير هامة عن البلاد. وفي 2005 جردت الحكومة 5 آلاف رجل قبلي من جنسيتهم القطرية بتهمة «الخيانة». وفيما يشكل العمال الأجانب 90% من سكان قطر البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة، إلا أن حقوقهم متقلبة، وقد تأثرت الاستعدادات لكأس العالم في قطر بسيل من تقارير منظمات حقوق الإنسان حول انتهاكات العمال المهاجرين.
مشاركة :