إقدام أنقرة على اعتقال جديد بحق أحد العاملين في القنصلية الأميركية في مدينة إسطنبول سيزيد من إشعال التوتر بين البلدين العضوين في الناتو.العرب [نُشر في 2017/10/10، العدد: 10777، ص(5)]أنقرة ورقة جديدة في صراع داخلي إسطنبول- عادت تركيا مجددا لأجندة البيت الأبيض على ما يبدو إذ لا يتعلق الأمر بسوريا أو بتنظيمات إرهابية أو بالشرق الأوسط، بل يرى سياسيون أن أنقرة الآن ورقة جديدة في صراع داخلي ما زال محتدما في واشنطن منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة مطلع هذا العام. واعتبر مراقبون للشأن التركي أن إقدام أنقرة على اعتقال جديد بحق أحد العاملين في القنصلية الأميركية في مدينة إسطنبول ردا على الإجراءات التي قامت بها واشنطن قبل يومين، سيزيد من إشعال التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وأكد هؤلاء أن الخلافات المستمرة بين البلدين ستضر بالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأكاديمية بين البلدين وكذلك بالمواطنين العاديين، إلى جانب التوتر الدبلوماسي الذي ما فتئ يتصاعد. وعلقت السفارة التركية في واشنطن الاثنين، منح التأشيرات للأميركيين لدخول الأراضي التركية، في رد فعل غاضب على تعليق الولايات المتحدة خدمات التأشيرة لغير المهاجرين في مرافقها الدبلوماسية بتركيا، في أعقاب اعتقال موظف في القنصلية. وقالت الإدارة الأميركية في بيان أصدرته الأحد، إنها وجدت نفسها مضطرة “لإعادة تقييم التزام” أنقرة بأمن البعثات الدبلوماسية الأميركية وموظفيها في البلاد. واعتقلت السلطات التركية قبل أيام موظفا تركيا في القنصلية الأميركية بزعم صلته بشبكة رجل الدين المقيم في ولاية بنسلفينيا الأميركية فتح الله غولن الذي تحمله أنقرة مسؤولية الانقلاب الفاشل الصيف الماضي، بينما ينفي زعيم حركة “الخدمة” تورطه في محاولة الانقلاب. ووجهت للرجل، الذي لم يكشف عن هويته، رسميا تهمة التجسس والسعي للإطاحة بالنظام في أنقرة. وتضاف هذه المسألة إلى سلسلة طويلة من الخلافات، التي أسهمت في تدهور العلاقة بين الحليفتين الأطلسيتين. وطالبت أنقرة واشنطن مرارا بتسليمها غولن لمحاكمته بتهمة التخطيط لمحاولة الانقلاب. وضاعف امتناع الأميركيين عن الاستجابة من التوتر في الفترة الماضية بعد تسليح واشنطن المقاتلين الأكراد في سوريا المنضوين تحت راية وحدات حماية الشعب التي تصنفها تركيا تنظيما إرهابيا. وهناك شكوك تسوقها مصادر أميركية مطلعة حول إمكانية قيام السلطات الأميركية بتسليم غولن، الذي شكل أحد أسلحة واشنطن على الأرجح لتحريك تركيا وفق أهوائها.
مشاركة :