يعاني العراق من أزمات واحتراب واقتتال وتدخلات إيرانية في شؤونه الداخلية منذ الغزو الأميركي عام 2003، حيث دخلت العراق بعتادها على ظهر الدبابة الأمريكية لتدمر البلد الذي كان قبل سنوات من أغنى دول الشرق الأوسط. والناظر إلى حال العراق اليوم لا يرى إلا أطلال دولة تنهشها الأطماع والتدخلات الخارجية، قراره مرتهن بالخارج، وشعبه مهجر أو معتقل، كما تشهد الساحة العراقية اقتتال جماعات ومليشيات مسلحة تسعى لبسط نفوذها وسيطرتها لخدمة الأجندة الإيرانية، خاصة بعد انحسار نفوذ داعش. وفي هذا السياق تسلط دراسة للباحث محمد العراقي، بمجلة الدراسات الإيرانية الصادرة عن مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية بعنوان “إيران ومستقبل الميليشيات المسلَّحة في عراق ما بعد داعش” الضوء على حال العراق خلال هذه الفترة بعد تراجع قدارت داعش إلى حد كبير. وأكدت الدراسة أن الساحة العراقية شهدت العديد من الجماعات والميليشيات المسلَّحة بمختلف تلوُّناتها وانتماءاتها، والثابت أن هذه الميليشيات لم تكُن وليدة لحظة عابرة في التاريخ السياسي العراقي، بل لعب عديد من الظروف والتحوُّلات التاريخية التي مرَّ بها العراق دورًا في نشأتها وظهورها وتطورها من مرحلة لأخرى. وأوضحت الدراسة أنه وعلى الرغم من أن جميع القوى والتيارات العراقية قد أسهمت في بروز ميليشيات مسلَّحة لعبت دورًا كبيرًا في خلخلة الوضع الداخلي العراقي، وكانت سببًا رئيسيًّا في التأزُّم الطائفي الذي ما يزال يعاني منه العراق، فإن قوتها وتأثيرها كان متفاوتًا، لا سيما الميليشيات الشيعية التي ازدهرت وانتعشت في مرحلة ما بعد 2003، استنادًا إلى مدى تغلغلها داخل الأجهزة الأمنية العراقية ومكانتها داخل تركيبة النظام السياسي وحدود علاقاتها بالمرجعيات الدينية في الداخل والخارج. ولمعرفة المزيد عن تلك المليشيات وعلاقاتها بإيران وأبعاد التدخل الإيراني في الشأن العراقي من خلال تلك المليشيات يجرى الاطلاع على الدراسة كاملة عبر هذا الرابط (هنا).
مشاركة :