خسر المنتخب السوري مباراته أمام نظيره الأسترالي في إياب الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2018، بهدفين مقابل هدف وحيد، ليودع التصفيات المؤهلة للمونديال بعد أن حقق إنجازا تاريخيا فاجئ الجميع به بوصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة، نسلط الضوء على أبرز الأسباب التي أدت إلى خسارة سوريا في المباراة. الغيابات عانى نسور قاسيون من غياب خمسة لاعبين عن مباراة الإياب أمام أستراليا، أربعة منهم أساسيون، وذلك بعد إصابة قلبي الدفاع أحمد الصالح وعمرو ميداني، وإيقاف كل من عمر خريبين وخالد المبيض وهادي المصري بسبب تراكم البطاقات الصفراء. حاول المدرب أيمن الحكيم تصحيح الوضع، لكن تأثير غياب هؤلاء اللاعبين كان واضحا على أداء المنتخب السوري في المباراة، خصوصا على المستويين الدفاعي والهجومي. الاعتماد على الكرات الطويلة لم ينجح لاعبو المنتخب السوري في لعب التمريرات القصيرة السريعة التي لعبوها في مباراة الذهاب أمام أستراليا وكادوا بفضلها أن يسجلوا عدة أهداف لولا غياب التركيز والتوفيق أمام المرمى، لذلك لم ينجحوا في تشكيل خطورة كبرى على مرمى خصمهم في مباراة الإياب. غياب خريبين أثر كثيرا على الجانب الفني للمنتخب، فلم يجد عمر السومة من يمده بالكرات المتقنة وفقدت حلقة الوصل بين خط الوسط والهجوم في المباراة حتى دخول فراس الخطيب، الذي لم يستطع القيام بهذا الدور بمفرده وذلك بسبب عدم فاعلية تحرك الأجنحة هجوميا وغياب تركيز لاعبي الارتكاز في التمرير القصير. الفردية اتسم أداء نسور قاسيون الهجومي في مباراة الإياب بالفردية في كثير من الأحيان، فحاول محمود المواس اختراق الدفاعات الأسترالية بمفرده وكذلك الحال مع الجناح الأيسر، عدي جفال، بل إن الغريب في الأمر أن الخطيب أيضا وقع بهذا الفخ فلم يقدم السوريون الكرة الجميلة التي عودوا الجماهير على تقديمها في المباريات الأخيرة. نقص الخبرة عانت سوريا من نقص خبرة بعض لاعبيها، فكان فرق الخبرة واضحا بين اللاعبين السوريين والأستراليين، وتلقي المواس لبطاقة حمراء كان خير دليل على ذلك، فنال الاعب إنذارين مجانيين، أولهما كان بسبب تدخله على لاعب في وسط الملعب والآخر كان بعد التحامه العنيف مع لاعب أسترالي على طرف الملعب، وهذا يدل على نقص خبرة اللاعب. طرد المواس جاء بسبب اندفاعه وحماسه كي يقدم الإضافة لمنتخب بلاده، ولكن هذا الأمر قد يكون له عواقب كبيرة بحال لم يستطع اللاعب ضبط أعصابه والتحكم بتصرفاته، وهو ما دفع المنتخب السوري ثمنه غاليا في هذه المباراة. سوء الحظ لم يقف الحظ إلى جانب سوريا في مبارتيها أمام أستراليا، فصد القائم الأيسر هدفا محققا للسومة في مباراة الذهاب، ورفض القائم الأيمن دخول تسديدة صاروخية من نفس اللاعب في الوقت القاتل من مباراة الإياب. خيارات خاطئة لم يكن الحكيم موفقا بتبديل جفال وإشراك الخطيب مكانه، فجفال كان يقدم مستوى لا بأس به على الجبهة اليسرى، بل كان من الأفضل أن يقوم المدرب السوري بإخراج مارديك مارديكيان، الذي تم تبديله لاحقا، وإشراك الخطيب مكانه. فقد خسر المدرب السوري تبديلا بإضافيا بإخراج جفال، لأنه اضطر بعد دقائق إلى استبدال مارديكيان باللاعب أسامة أومري، وهو التبديل الذي كان بمقدوره أن يوفره حتى الأشواط الإضافية من المباراة.
مشاركة :