قام فريق بحثي مشترك من مؤسسة حمد الطبية وجامعة قطر بتطوير نظام يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي يستخدم في التنبؤ بأي زيادة مستقبلية في المناطق المتضررة من الدماغ لدى المرضى المصابين بالجلطات الدماغية الحادة. وقال الدكتور سعدات كامران استشاري أول طب الأعصاب بمؤسسة حمد الطبية وأحد الباحثين الرئيسيين بالفريق البحثي المنفذ للمشروع إن الجلطة الدماغية تحدث عندما يتعطل أو يتوقف تدفق إمدادات الدم الواصلة للدماغ والمسؤولة عن إيصال الأكسجين والمواد المغذية الضرورية للمخ، وقد يؤدي ذلك إلى تلف أو موت بعض أجزاء الدماغ، وهو ما يعرف بمنطقة الاحتشاء الدماغي أو التلف الدماغي. وأضاف أنه لا توجد حاليا طريقة دقيقة للتنبؤ بما إذا كان حجم التلف الدماغي سيزداد مستقبلا أو كم ستكون نسبة زيادته، إلا أن النظام الذي طوره الفريق البحثي قادر على التنبؤ بفرص حدوث زيادة مستقبلية في منطقة التلف الدماغي، وهو يوفر بذلك بيانات هامة لدعم قرارات الأطباء عند تحديد خطة العلاج المناسبة للمريض. وأشار إلى أن هذه الدراسة تعد إنجازا كبيرا إذ يوفر تطوير هذا النظام التنبئي أداة هامة لمساعدة الأطباء في علاج مرضى الجلطات الدماغية الحادة وفي إجراء الأبحاث الطبية. وقام فريق الباحثين، خلال هذه الدراسة التي نشرت في الدورية العلمية الشهيرة (Nature Scientific Reports)، باختبار وتحليل النماذج المتوفرة حاليا الواردة في الأبحاث والدراسات الطبية ومقارنتها مع نماذج نظام الاستدلال العصبي المعروف الذي لم يكن يستخدم سابقا في التنبؤ بمستوى زيادة حجم التلف الدماغي. وقال الدكتور أويس كيدواي من مركز الكندي لبحوث الحوسبة بجامعة قطر وأحد الباحثين الرئيسيين بالمشروع إن فريق الباحثين تمكن من خلال تحميل البيانات الحقيقية الخاصة بحالات التلف الدماغي على نظام الاستدلال العصبي من تطوير نظام تكنولوجيا معلومات قادر على التنبؤ بمستوى الزيادة المستقبلية لحجم التلف الدماغي. وأوضح أن النتائج الأولية لقياس نسبة التماثل بين هذه النماذج أشارت إلى وجود تشابه بنسبة 82 بالمائة بين البيانات المستقاة من نظام الاستدلال العصبي والبيانات الأصلية، وهي نتيجة إيجابية مبشرة من المتوقع أن تزداد بمرور الوقت مع مواصلة إدخال المزيد من البيانات والمتغيرات إلى النظام. ويواصل الفريق البحثي تطوير النظام الجديد لضمان قدرته على تقديم تنبؤات دقيقة لأقصى درجة ممكنة.;
مشاركة :