باحثو «حمد الطبية» يطورون التنبؤ بتأثير الجلطات الدماغية

  • 10/11/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قام فريق بحثي مشترك من مؤسسة حمد الطبية وجامعة قطر بتطوير نظام يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، يستخدم في التنبؤ بأي زيادة مستقبلية في المناطق المتضررة من الدماغ لدى المرضى المصابين بالجلطات الدماغية الحادة.من جانبه تحدث الدكتور سعدات كامران، استشاري أول طب الأعصاب بمؤسسة حمد الطبية وأحد الباحثين الرئيسيين بالفريق البحثي المنفذ للمشروع قائلاً: «تحدث الجلطة الدماغية عندما يتعطل أو يتوقف تدفق إمدادات الدم الواصلة للدماغ والمسؤولة عن إيصال الأكسجين والمواد المغذية الضرورية للمخ، وقد يؤدي ذلك إلى تلف أو موت بعض أجزاء الدماغ، وهو ما يعرف بمنطقة الاحتشاء الدماغي أو التلف الدماغي. لا توجد حالياً طريقة دقيقة للتنبؤ بما إذا كان حجم التلف الدماغي سيزداد مستقبلاً أو كم ستكون نسبة زيادته، إلا أن النظام الذي قمنا بتطويره في هذه الدراسة قادر على التنبؤ بفرص حدوث زيادة مستقبلية في منطقة التلف الدماغي، وهو يوفر بذلك بيانات مهمة لدعم قرارات الأطباء عند تحديد خطة العلاج المناسبة للمريض». تُعد الجلطة الدماغية أحد المسببات الرئيسية للوفاة والمسبب الأول للإعاقات المزمنة حول العالم. وتعتبر معدلات الإصابة بالجلطة الدماغية في دولة قطر مرتفعة، ويرجع ذلك إلى انتشار العديد من عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بالجلطة الدماغية بين سكان قطر، مثل مرض السكري والتدخين والسمنة وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وقلة النشاط البدني. وأضاف الدكتور كامران بقوله: «تمثل هذه الدراسة إنجازاً كبيراً، إذ يوفر تطوير هذا النظام التنبؤي أداة مهمة لمساعدة الأطباء في علاج مرضى الجلطات الدماغية الحادة وفي إجراء الأبحاث الطبية». وقد قام فريق الباحثين خلال هذه الدراسة، والتي نشرت في الدورية العلمية الشهيرة Nature Scientific Reports، باختبار وتحليل النماذج المتوفرة حالياً الواردة في الأبحاث والدراسات الطبية، ومقارنتها مع نماذج نظام الاستدلال العصبي المعروف بنظام ANFIS، والذي لم يكن يستخدم سابقاً في التنبؤ بمستوى زيادة حجم التلف الدماغي. وفي هذا الصدد يقول الدكتور أويس كيدواي من مركز الكندي لبحوث الحوسبة بجامعة قطر وأحد الباحثين الرئيسيين بالمشروع: «لقد تمكنا من خلال تحميل البيانات الحقيقية الخاصة بحالات التلف الدماغي على نظام ANFIS من تطوير نظام تكنولوجيا معلومات قادر على التنبؤ بمستوى الزيادة المستقبلية لحجم التلف الدماغي». وأضاف الدكتور كيدواي: «أشارت النتائج الأولية لقياس نسبة التماثل بين هذه النماذج إلى وجود تشابه بنسبة 82 % بين البيانات المستقاة من نظام ANFIS والبيانات الأصلية، وهي نتيجة إيجابية مبشرة نتوقع أن تزداد بمرور الوقت مع مواصلتنا إدخال المزيد من البيانات والمتغيرات إلى النظام». يواصل الفريق البحثي تطوير النظام لضمان قدرته على تقديم تنبؤات دقيقة لأقصى درجة ممكنة. يقول الدكتور كامران: «لقد أثبتنا بالفعل من خلال أبحاثنا الأولية أن نظام ANFIS الخاص بنا يتفوق على أي نظام أو منهجية أخرى تم تطويرها واستخدامها في هذا المجال. نأمل أن يتمكن هذا النظام من تقديم معلومات قيمة لِفرَقِنا الطبية أثناء علاج مرضى الجلطات الدماغية الحادة، بما يعزز من قدرتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بالعلاج. فعلى سبيل المثال، سيكون بمقدور هذا النظام المساعدة في تحديد ما إذا كان الخيار الأفضل هو إجراء جراحة عاجلة للمريض لتجنب زيادة التلف الدماغي، أو أن الخيار الأفضل هو الانتظار لأنه من غير المحتمل أن يزداد حجم التلف الدماغي».;

مشاركة :