متحف الحرب الإمبراطورية في لندن مكان للتأمل في حقائق النزاعات المسلحة ونتائجها

  • 10/10/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كان للحربين العالميتين الأولى والثانية أكبر الأثر وأبلغه على الثقافة والهوية الوطنية في المملكة المتحدة. وليس من المستغرب بعد ذلك أن يُقام متحف في العاصمة لندن لتسجيل ذلك إثر هاتين الحربين وأن يتحول إلى مستودع للقطع العسكرية الكبيرة التي استخدمت في تلك الحروب وغيرها من الصراعات الأخرى التي شهدها القرن العشرون. ويقع متحف الحرب الإمبراطورية على مسافة ميل من محطة واترلو في جنوب لندن. وزيارة المتحف مجانية للجميع طوال أيام الأسبوع، وهو قريب من محطات لامبيث نورث وإليفانت وكاسل لمترو أنفاق العاصمة. وأول ما يقابل زائر المتحف في الخارج هناك مدفعان كبيران عيار 15 بوصة لإحدى البوارج البريطانية من مخلفات الحرب العالمية الثانية. ويدعو حجمهما الهائل زائر المتحف إلى تقدير القوة الرهيبة لهذه السفن الحربية القديمة. وعند دخول القاعة الرئيسية ترى عرضا مثيرا للمعدات العسكرية المختلفة في صورة الدبابات، والمدافع، والطائرات العسكرية، كمثل الهياكل التي يحلم الصبيان بوجودها في غرف نومهم إن أردنا القول. ومع المضي قدما بين قاعات المتحف يرى الزائر مختلف المعروضات التي تعكس الخبرات الشخصية لأولئك الذين شاركوا في العمليات الحربية منذ الحرب العالمية الأولى. كانت هذه هي الخسارة غير المسبوقة في الأرواح إبان الحرب العالمية الأولى، وولدت فكرة إنشاء متحف لتخليد ذكرى تضحيات قوات الأمة البريطانية في عام 1917، العام السابق على نهاية الحرب الكبرى الأولى. ولقد افتتح المعرض للمرة الأولى في قصر الكريستال بجنوب العاصمة لندن في يونيو (حزيران) من عام 1920، ثم انتقل المتحف إلى موقع آخر في ساوث كينغستون بالقرب من المتاحف البريطانية الكبيرة في عام 1924. وكانت مساحة المتحف الثاني محدودة نوعا ما ومن ثم كانت الحاجة إلى الانتقال إلى مكان جديد في عام 1936 في الموقع الحالي في جنوب لندن. وكان المفهوم المبدئي وراء المتحف يدور حول أن القطع والمعروضات ينبغي أن تكون كاملة حيث إن كل من شارك في الحرب، مهما كان غامضا، سوف يجد مثالا أو توضيحا للتضحية التي قام بها، وإن المتحف لا ينبغي أن يكون نصبا تذكاريا للمجد العسكري، ولكنه سجل مفتوح للتضحية والفداء. ولم يوافق الجميع على فكرة إنشاء المتحف، وقال أحد النواب الليبراليين إنه سوف يرفض التصويت بالموافقة على منح فلس واحد من المال العام لإحياء ذكرى الجنون الانتحاري للحضارة كما ظهر في الحرب الأخيرة. وينقسم المتحف من الداخل إلى عدة معارض مصغرة تغطي الحروب على مدى القرن العشرين. ومن بين المعروضات المهمة في المتحف: مثال للصاروخ الألماني طراز (في - 1). ولقد أطلقت عدة آلاف من هذه الصواريخ منخفضة الارتفاع على العاصمة لندن في الفترة بين عامي 1944 - 1945. وكانت تطير على ارتفاع منخفض ويمكن سماع الصوت المميز لمحركاتها مقدما مما مكن للمدنيين اللجوء إلى المخابئ للاحتماء منها. مثال على القنبلة الصاروخية الألمانية (في - 2). وكانت هذه الأسلحة هي النسخة المبدئية الحديثة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وتم تطوير الصاروخ (في - 2) في مراحل لاحقة من الحرب العالمية الثانية، وتم إطلاق أكثر من 1400 صاروخ، منها من ألمانيا أو من أجزاء أخرى من أوروبا المحتلة نازيا، وكانت موجهة نحو العاصمة لندن. وكانت تحمل كميات كبيرة من المتفجرات بأكثر من الصاروخ (في - 1). وكان وقعها شديدا على معنويات المدنيين حيث لم يكن هناك إنذار مبكر باقترابها، وكان أثرها مدمرا وكبيرا، ولم تكن هناك وسائل دفاعية متصورة للحماية منها. طائرة سبتفاير المقاتلة التي شاركت في معركة بريطانيا عام 1940 (وكانت في صيف عام 1940 عندما حاولت القوات الجوية الألمانية النازية وفشلت في تدمير القوات الجوية البريطانية). وبما أننا على مسافة زمنية تبلغ مائة عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى، فهناك في الوقت الراهن مساحة كبيرة من المعرض مخصصة لهذه الحرب. ويبدأ المعرض بشرح أصول وأسباب نشوب الحرب العالمية الأولى، ثم تغطية كيفية شن الحرب سواء على البر أو البحر أو الجو. وهناك تركيز خاص على حروب الخنادق التي وقعت في فرنسا وبلجيكا، حيث خاضت الجيوش المتحاربة القتال ضد بعضها عبر الخنادق المحفورة في الأرض. وكانت ظروف الجنود عصيبة وقاتمة. وهناك «فروع خارجية» لمتحف الحرب الإمبراطورية في أربعة مواقع أخرى تستحق الزيارة، وهي: غرف الحرب بمجلس الوزراء (وهي مجمع مشيد تحت الأرض)، وفي وايتهول، سفينة جلالة الملكة «بلفاست» (وهي آخر مثال حي على سفن الحرب العالمية الثانية الكبيرة)، وفي داكسفورد (مطار من حقبة الحرب العالمية الثانية مع مجموعة رائعة من الطائرات الحربية)، ومتحف الحرب الإمبراطورية الشمالي في مانشستر. والمعرض مفتوح للزائرين طوال أيام الأسبوع من الساعة العشرة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء مع الدخول المجاني. وهناك مساحة محدودة لوقوف السيارات في الشوارع القريبة من المتحف، وهي تعمل بنظام عدادات انتظار السيارات، ومن الأفضل الذهاب إلى المتحف بوسائل النقل العامة. ولمزيد من التفاصيل يرجى زيارة الموقع التالي: (https:--www.imw.org.uk-visits-imw - london).

مشاركة :