كثّف تنظيم داعش هجماته المعاكسة وكمائنه للتصدي للحملتين العسكريتين التي تتولى إحداهما قوات النظام وحلفاؤها، والأخرى «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً، لطرده من محافظة دير الزور.وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستمرار القتال بـ«وتيرة متفاوتة العنف» بين قوات النظام وعناصر التنظيم المتطرف على محاور في الضفاف المقابلة لمدينة دير الزور ولمطارها العسكري، نتيجة هجمات معاكسة نفذها التنظيم في المنطقة: «في محاولة لإجبار قوات النظام على التراجع وإيقاع أكبر خسائر بشرية ممكنة في صفوفها وتشتيتها، وتأخير عمليتها في الريف الشرقي للمدينة عند الضفاف الغربية لنهر الفرات».وفي حين أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، يوم أمس، أن نحو 70 مسلحاً لقوا حتفهم نتيجة غارة للطيران الروسي على «منشأة للإرهابيين» في بلدة الميادين السورية، أوضح «المرصد»، أن القتال في بادية الميادين تجدد بشكل عنيف، بين قوات النظام وعناصر «داعش»، لافتا إلى أنه ترافق مع إلقاء قنابل ضوئية من قبل قوات النظام، وسط غارات نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في المدينة وبلدة القورية في الريف الشرقي لدير الزور. وأفاد بأن الغارات المكثفة من قبل الطائرات الروسية والتابعة للنظام والاشتباكات العنيفة أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 32 عنصراً من «داعش». وكان التنظيم المتطرف، أجبر قوات النظام، بحسب «المرصد»، على التراجع من الأطراف الغربية لمدينة الميادين، التي دخلتها في الـسادس من أكتوبر (تشرين الأول)، وأُخرجت منها بعد يومين نتيجة كمائن وهجمات معاكسة نفذها التنظيم أوقعت نحو 40 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.وبالتوازي مع احتدام المعارك بين النظام و«داعش»، تواصلت الاشتباكات بين عناصر التنظيم و«قوات سوريا الديمقراطية» في مناطق أخرى في دير الزور واقعة شرقي نهر الفرات. وكثّفت طائرات حربية، يُرجح أنها تابعة للتحالف الدولي قصفها مناطق في بلدة صبيخان وأماكن أخرى في محيط قرية مراط ومناط في حطلة بالضفاف الشرقية لنهر الفرات، في ريف دير الزور الشرقي. وأشار «المرصد» إلى اشتباكات شهدتها منطقة خشام بين «سوريا الديمقراطية» وعناصر «داعش» في محاولة من كل طرف، لتحقيق تقدم على حساب الطرف الآخر، لافتا إلى إقدام التنظيم المتطرف على تفجير عربة مفخخة في قرية محيميدة بعد بدء هجوم معاكس على منطقة المنطقة التي ينحدر منها شيخ عشيرة البكَارة، الذي يقاتل عدد من أفراد عشيرته إلى جانب «سوريا الديمقراطية» في معارك دير الزور.من جهته، أعلن المركز الإعلامي في «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرة قواته على 3 قرى في محور الجزرات، كما التقاء المقاتلين في محوري الجزرات وأبو خشب، لافتا إلى أنه وفي محور مركدة تقدمت «قسد» مسافة 2 كم باتجاه غرب قرية الكبرى. أما في محور الصور، فقد وصل المقاتلون إلى تخوم قرية الموالح الواقعة شمال غربي بلدة الصور.في هذا الوقت، تواصلت أيضا المواجهات بين النظام و«داعش» في البادية في وسط سوريا. وأفيد عن مقتل مصور سوري يعمل لصالح التلفزيون الرسمي جراء انفجار لغم زرعه مقاتلو التنظيم في محافظة حمص في وسط البلاد، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس. وأوردت أن «(داعش) يعمل على زرع العبوات الناسفة والألغام قبل اندحاره في محاولة يائسة لمنع تقدم الجيش وبث الذعر في نفوس المواطنين لمنعهم من العودة إلى منازلهم».ويشن التنظيم المتطرف منذ نهاية الشهر الماضي هجمات معاكسة على مواقع قوات النظام وحلفائها في ريف حمص الشرقي، حيث تدور مواجهات عنيفة بين الطرفين. وتمكن «داعش» إثر هجوم مباغت في الأول من أكتوبر من السيطرة على مدينة القريتين التي كان النظام قد استعادها من التنظيم في أبريل (نيسان) 2016.
مشاركة :