مدريد - وكالات - أمهل رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، أمس، رئيس إقليم كاتالونيا الانفصالي كارليس بوتشيمون خمسة أيام لتوضيح موقفه من مسألة الاعلان عن الاستقلال، وذلك بعد جلسة لبرلمان الإقليم، ليل أول من أمس، سادتها البلبلة. وقال مصدر حكومي انه إذا أكد بوتشيمون ان الاقليم انفصل عن إسبانيا، فإن الحكومة ستمهله خمسة أيام إضافية، تنتهي في 19 أكتوبر الجاري، لاعادة النظر قبل أن يتم تعليق الحكم الذاتي لكاتالونيا. وكان راخوي قال في وقت سابق: «اتفق مجلس الوزراء على إرسال طلب رسمي إلى حكومة (كاتالونيا) من أجل أن تؤكد ما إذا كانت أعلنت استقلال الإقليم، وإن كان ذلك الإعلان دخل حيز التنفيذ»، وذلك لتحديد ماهية رد حكومة مدريد والخطوات المقبلة التي يتعين اتخاذها. ولوّح بتعليق العمل بالحكم الذاتي في كاتالونيا إذا لم يتراجع قادة الإقليم عن تهديداتهم بإعلان الاستقلال عن اسبانيا، مشيراً إلى أن طلب الانفصال يندرج في سياق المادة 155 من الدستور التي تنص على آلية تسمح بتعليق الحكم الذاتي لمنطقة إسبانية. من جهته، اعتبر وزير الخارجية الاسباني الفونسو داستيس أن الاستقلال الذي اعلنته كاتالونيا مع وقف التنفيذ هو «خداع سيؤدي إلى مواجهات» اقتصادية واجتماعية. وفيما كشف مصدر حكومي إسباني أن الحكومة تدرس «كل الخيارات» للرد على أزمة كاتالونيا، قالت نائب رئيس الوزراء سورايا ساينز إن بوتشيمون «لا يعرف أين هو، ولا إلى أين يسير» بإقدامه على هذه الخطوة، مؤكدة رفض الحكومة الحوار مع كاتالونيا في شأن الانفصال. في المقابل، رد الناطق باسم حكومة كاتالونيا بتأكيد أن إعلان الاستقلال الذي وقعه بوتشيمون والنواب الانفصاليون في البرلمان الاقليمي «هو في الوقت الراهن عمل رمزي». وقال إن «الإعلان يجب أن يصدر عن برلمان كاتالونيا، وهذا الامر لم يحصل... إن التوقيع كان عملاً رمزياً، وقد وقعنا جميعنا على التزامنا بإعلان الاستقلال»، مضيفاً «انه وقت مستقطع، وليس تخلياً أو خطوة إلى الخلف». وأضاف إن «الرئيس (بوتشيمون) قال إنه سيعلق مفاعيل الاستقلال والقانون الانتقالي حتى نجلس ونتحدث ونستمع ونتحاور ونرى إن كان هناك امكانية للتوصل إلى اتفاق... نسعى إلى السياسة وليس إلى جدل قانوني». لكنه أشار إلى أن الحكومة الكاتالونية تريد «التحاور بشأن استقلال كاتالونيا»، ما يعكس الانتقال إلى مرحلة جديدة إذ كانت الأولوية حتى الآن التحاور في شأن «تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير» وهو ما رفضته الحكومة الإسبانية على الدوام وبشكل قاطع. من جهتها، كررت المفوضية الأوروبية التأكيد أنها تنتظر «احتراماً كاملاً للنظام الدستوري الإسباني»، مؤكدة دعمها «الجهود التي تبذل في سبيل تخطي الانقسامات والانشقاقات من أجل ضمان وحدة واحترام الدستور الاسباني». وفي حين أعلن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل رفض حكومة بلاده «إعلاناً من طرف واحد» لاستقلال كاتالونيا، أعربت فرنسا عن القلق ازاء الوضع في الإقليم بعد الخطاب الذي ألقاه بوتشيمون، مشددة على أن أي حل لهذه الأزمة «يجب أن يأتي في إطار الدستور الإسباني». وفي أثينا، قال مسؤول في السفارة الإسبانية لدى اليونان إن أشخاصاً يصفون أنفسهم بالفوضويين اقتحموا مبنى السفارة، وألقوا منشورات مؤيدة لاستقلال كاتالونيا.
مشاركة :