ندوة حول «الهوية السردية في الرواية»

  • 10/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نظمت جائزة كتارا للرواية العربية، بالتعاون مع قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، أمس، ندوة نقدية حول «الهوية السردية في الرواية العربية»، بمكتبة جامعة قطر، بمشاركة مجموعة من النقاد والأكاديميين والروائيين العرب، وأساتذة الأدب والنقد، والباحثين من جامعة قطر، وذلك ضمن فعاليات مهرجان «كتارا» للرواية العربية الذي ينطلق اليوم. وقدّم الناقد والأكاديمي العراقي الدكتور نجم كاظم ورقة نقدية بعنوان «الاختلاف مع الآخر.. بين الواقع والمتخيَّل في الرواية العربية المعاصرة»، أوضح فيها أن الخطاب الروائي العربي مثل الخطاب الاستشراقي للباحثين الغربيين لم يقدّم رؤية واضحة وصحيحة عن العرب، بل قدّم صورة متخيَّلة أو كما أرادوها. من جانبه تحدّث الروائي الفلسطيني يحيى يخلف في مداخلته بعنوان «التعالقات والتفارقات بين البطل السردي وواقع الإنسان العربي»، مؤكداً أن الهوية العربية منفتحة على الآخر، مشيراً إلى أن الهوية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الهوية العربية وإن كان لها خصوصية من طبيعة القضية، وهي في مواجهة مع الهوية الإسرائيلية والتي مرجعيتها «الجيتو» التي ترفض الاندماج والتعايش مع الآخر انطلاقاً من مفاهيم وأفكار توراتية قديمة. وتناول يحيى يخلف رواية عسان كنفاني مثالاً للأدب العربي الذي يُظهر كيفية تعامل اليهود مع الشعب الفلطيسني؛ حيث تتحدث الرواية عن عائلة فلسطينة كانت تقيم بحي «الحليصة» عام 1948، عندما انهمرت قذائف المدفعية لتدكّ مدينة حيفا، وفي هذا الوقت كانت سيدة قد تركت ابنها الرضيع «خلدون» في البيت وخرجت تبحث عن زوجها وسط حشود الناس المذعورة؛ حيث يضطران للنزوح بدون ابنهما وتمر الأيام والسنون وتعود الأسرة إلى البيت بعد حرب عام 1967، لتتفاجأ الأسرة بأن «خلدون» قد أصبح شاباً وصار اسمه دوف، وهو مجند في جيش الاحتلال وقد تبنّته أسرة يهودية استوطنت البيت بعد نزوحهم. أما الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج، فتطرق في مداخلته إلى موضوع «الرواية العربية في عصر السرد البصري المدبلج وأزمة الهوية»، والذي أوضح أن العالم العربي رغم عدم وجود استعمار حالياً إلا أن الذات العربية تنتفي أمام الآخر عندما نهتم بتعليم الأبناء اللغات الأجنبية على حساب لغتنا الأم، مشدداً على خطورة هذا الاتجاه؛ لأننا بذلك نصبح أعداء أنفسنا قبل الآخر. وتحدث الأعرج عن الرواية والسينما وكيفية توظيفهما بما يخدم قضايا الأمة العربية، مؤكداً أن الرواية العربية قدّمت قضايا إنسانية كثيرة يمكن أن تُنقل إلى العالم عبر الوسائط المختلفة، وخاصة السينما التي استخدمها اليهود في تحويل الصور النمطية عنهم إلى صور أكثر إيجابية. داعياً إلى وجود مشروع سينمائي كبير لديه قضاياه التي يدافع عنها وأن يتوفر له المال والذكاء في الوقت نفسه. فيما تناولت الباحثة المغربية الدكتورة هاجر الجندي في ورقتها بعنوان «الرواية العربية والتراث الشعبي بوصفه رافداً مهماً من روافد صناعة الهوية» ثلاثةَ محاور؛ الأول: حول كيفية الاستفادة من التراث الشعبي العربي باعتباره منتجاً ثقافياً ومعطى استثمارياً يعود بفائدة اقتصادية على العالم العربي، سواء في شقه المكاني أو التراث الشفاهي. ففي الغرب يتم توظيف أي شيء ولو بسيط ليُستغل في برامج سياحية وثقافية جاذبة. كما تحدثت عن الصناعات الإبداعية وكيفية استثمار مختلف الفعاليات الثقافية من مهرجانات وإبداعات أدبية وفنية في إعداد خطط للتعريف بالثقافة العربية، والتي توجّه للعرب وأبناء الجاليات العربية؛ لأنهم يشكّلون طاقة فكرية يمكن استثمارها في تأكيد الهوية العربية عالمياً.;

مشاركة :