أمهل رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أمس الأربعاء حكومة كتالونيا ثمانية أيام للتخلي عن محاولة الاستقلال موضحا أنه إذا تقاعست عن فعل ذلك فسيعلق الحكم الذاتي الذي يحظى به الإقليم وسيحكمه حكما مباشرا.وسيدعو راخوي على الأرجح إلى انتخابات إقليمية مبكرة بعد تفعيل المادة 155 من الدستور التي ستمكنه من عزل حكومة كتالونيا.وإذا أكد بوديجمونت أنه أعلن الاستقلال فسيمنح ثلاثة أيام إضافية للعدول عن ذلك. وإذا لم يغير قراره فسيتم تفعيل المادة 155 من الدستور. وطالب راخوي أمس الأربعاء حكومة إقليم كتالونيا بتوضيح ما إذا كانت قد أعلنت استقلال الإقليم رسميا، وأدى طلب راخوي إلى تأخير إعلان موقف مجلس الوزراء الإسباني الذي عقد اجتماعا طارئا لمواجهة الأزمة السياسية التي أثارتها مساعي للاستقلال. وانتقد راخوي في تعليقاته القيادة الكتالونية بسبب خلق حالة من «الارتباك المتعمد» بشأن الانفصال.من جهته، أعلن المتحدث باسم حكومة كتالونيا الأربعاء ان اعلان الاستقلال الذي وقعه النواب الانفصاليون في البرلمان الاقليمي والرئيس الكتالوني بوديجمونت مساء الثلاثاء هو في الوقت الراهن «عمل رمزي»، وقال الناطق جوردي تورول ان «الاعلان يجب ان يصدر عن برلمان كتالونيا» وهذا الامر لم يحصل، مضيفا ان التوقيع كان «عملا رمزيا وقد وقعنا جميعنا على التزامنا باعلان الاستقلال»، لكنه أوضح «إنه وقت مستقطع، وليس تخليا او خطوة إلى الخلف».وأضاف أن «الرئيس بوديجمونت قال إنه سيعلق مفاعيل الاستقلال والقانون الانتقالي حتى نجلس ونتحدث ونستمع ونتحاور ونرى إن كان هناك امكانية للتوصل إلى اتفاق، نسعى إلى السياسة وليس إلى جدل قانوني».لكنه أشار إلى أن الحكومة الكتالونية تريد «التحاور بشأن استقلال كتالونيا» ما يعكس الانتقال إلى مرحلة جديدة إذ كانت الأولوية حتى الآن التحاور بشأن «تنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير» وهو ما رفضته الحكومة الإسبانية على الدوام وبشكل قاطع. وقال «إننا لا نتخلى عن استقلال كتالونيا» لكن «نود أن نعرف ما الذي تقدمه الدولة لكتالونيا».من جهة أخرى، اكد شركاء اسبانيا الاوروبيون الاربعاء تمسكهم بوحدة المملكة وب«النظام الدستوري» مقدمين عمليا دعمهم لسلطات مدريد اثر الاعلان الرمزي الثلاثاء عن استقلال كتالونيا.وعبرت المفوضية الاوروبية عن املها ان يكون هناك «احترام كامل للنظام الدستوري الاسباني»، بحسب ما صرح نائب رئيس المفوضية فالديس دومبروفسكي، كما عبرت فرنسا عن «قلقها» ازاء الوضع في كتالونيا، وقالت الخارجية الفرنسية «ان اي حل لهذه الازمة الداخلية يجب ان يتم التوصل اليه ضمن الاطار الدستوري الاسباني».وصرح وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريل بان اي اعلان احادي للاستقلال سيكون «غير مسؤول»، كما اكدت ايطاليا «ضرورة احترام الاطار الدستوري والقوانين الاسبانية»، بحسب ما صرح رئيس الحكومة باولو جينتيلي.وقالت البرتغال انها على يقين من ان مدريد «ستعرف كيف تؤمن النظام الدستوري في اسبانيا وايضا القوانين والحريات لرعاياها».وقالت بولندا انها «ترغب في ان تؤكد مجدداً انها تحترم بالكامل مبادئ السيادة والوحدة الترابية ووحدة مملكة اسبانيا».وذكرت وزارة الخارجية الروسية ب«المبادئ الاساسية للقانون الدولي» واضافت انها تعتبر احداث كتالونيا «قضية داخلية لإسبانيا». (وكالات)
مشاركة :